كاتدرائية القديس بطرس

اقرأ في هذا المقال


تعتبر كاتدرائية القديس بطرس أو ما تسمّى سان بيتر أو مبنى الفاتيكان أهم مجموعة من المباني الدينية في عصر النهضة، ليس في إيطاليا فقط بل في أوروبا كلها، ترجع الأهمية التاريخية في الواقع أنها خلاصة عمل عدد كبير من المهندسين المعماريين والفنانين والمثاليين طوال مدة تزيد على 120 عاماً، تحت إشراف وتوجيه مجموعة من الباباوات الذين تواجدوا طول هذه الأعوام.

بدء في إنشاء مبنى كاتدرائية سان بيتر في أول الأمر حينما أراد البابا جوليوس الثاني عام 1505 ميلادي أن يبني لنفسه مقبرة خاصة، كان لسيادته مكانة رفيعة بين مواطنيه وقدسية خاصة بين المقربين منه، كما كان له أهمية بالغة في الأدب والشعر والسياسة، فأقيمت مسابقة معمارية لهذا المشروع، فاز في هذه المسابقة المعمارية برامانت، كما لا زالت مشروعات المسابقة المعمارية لعدد كبير من مشاهير المعماريين والفانين موجودة حتى الأن في متحف موجود في مدينة فلورنسا.

في عام 1506 ميلادي وضع حجر الأساس للكنيسة التي صممها برامانت على شكل صليب إغريقي وقبة على نفس خطوط وتصميم قبة البانثيون، وخلف برامانت وسانجلو وفراجيد كوند ورافائيل، في عام 1515 ميلادي، مات الأول والثاني واستمر رافائيل في العمل واقترح تصميم مسقط أفقي للكنسية على شكل صليب لاتيني، ونفذ المشروع المقترح الجديد بعد وفاة رافائيل ثم جاء سانجلو الصغير (انطونيو دا سانجلو)، واقترح بعض التعديلات في المسقط الأفقي للكنيسة وامتداد للمداخل وقبة كبيرة تتناسب مع المشروع.
بعد عشر سنوات مات سانجلو الصغير وأكمل من بعده مايكل أنجلو وقد بلغ 72 عام من عمره، إليه يرجع كل الفضل في نهو تلك المجموعة الدينية للمباني على نحو ما هي عليه الأن من الضخامة والفخامة والعظمة.

التصاميم المعمارية لكاتدرائية القديس بطرس:

أدخل مايكل أنجلو عدة تعديلات هامة، حيث عكس الصليب الإغريقي إلى صليب لاتيني من حيث المسقط الأفقي، وقوى الأكتاف الحاملة للقبة، وصمم قبة أخرى وبدأ في تنفيذها، تم تنفيذ طبلة القبة الضخمة قبل وفاته عام 1564 ميلادي، حيث ترك نماذج مجسمة للقبة للتنفيذ بموجبها، لم يجد المهندسون من بعده أي صعوبة في استئناف العمل، حيث أمكن عمل الروسومات التنفيذية والتفاصيل المعمارية من هذه النماذج التي تركها لهم مايكل انجلو.

أخيراً برنيني عام 1655 ميلادي اهتم بالمدخل العام الذي يتكون من 284 عموداً، حيث بيلغ عرض ساحة المدخل الرئيسي نحو 190 متراً، المسقط الأفقي النهائي للكنيسة تم تنفيذه على أساس شكل صليب لاتيني ذا نسب أبعاد ضخمة تستحق الذكر، حيث يبلغ الطول الداخلي 183 متراً والعرض 137 متراً، أما الطول الكلي بما فيه المدخل فيبلغ نحو 208 متراً.

المصدر: تاريخ أوروبا في العصور الوسطى/ المؤلف سعيد عبد الفتح عاشور/ طبعة 2009تاريخ العمارة الجزء الثاني في العصور المتوسطة/المؤلف الدكتور توفيق عبد الجواد/طبعة 2009تاريخ العمارة في العصور الوسطى القديمة الأوروبية/الؤلف عبد المعطي خضر/ طبعة 1998


شارك المقالة: