كيفية علاج تلوث دخان المصانع

اقرأ في هذا المقال


يمثل الضباب الدخاني من المصانع تهديدًا وجوديًا لكل من البيئة وصحة الإنسان، على مر السنين فرضت حكومات مختلفة حول العالم إجراءات لتقليل مستوى الانبعاثات السامة من العمليات الصناعية مثل تقليل كمية المواد الكيميائية الضارة المستخدمة في هذه العمليات واستخدام التقنيات لالتقاطها قبل دخول المواد الكيميائية إلى الغلاف الجوي للأرض، على سبيل المثال لا تزال الصين واحدة من أكبر منتجي ثاني أكسيد الكربون في العالم منذ عام 1990.
بدرجات متفاوتة عبر البلدان توجد لوائح تحد من كمية المواد الكيميائية الضارة المنبعثة في العمليات الصناعية، هناك تكتيكان لتقليل هذه الانبعاثات تشمل استخدام مواد أنظف وأكثر صداقة للبيئة وتركيب تقنيات عزل الكربون التي تزيل المواد الكيميائية من مداخن الدخان في المصنع.

ما هو التلوث الذي يأتي من الدخان؟

تستخدم الصناعات المختلفة في جميع أنحاء العالم مواد ومواد كيميائية مختلفة لصنع منتجاتها، على سبيل المثال يستخدم قطاع الطاقة في الولايات المتحدة الفحم وهو وسيلة لتوليد الكهرباء التي تضر بشكل خاص بالبشر والبيئة، وفي عام 2014 أطلقت صناعة طاقة الفحم في الولايات المتحدة 41.2 طنًا من الرصاص و 9332 رطلاً من الكادميوم و 576185 طنًا من أول أكسيد الكربون و 77108 رطلاً من الزرنيخ في الهواء، كل هذه المواد الكيميائية تعمل على تلوث البيئة.
تأتي هذه القائمة غير الشاملة مع العديد من الآثار الجانبية الضارة للإنسان بما في ذلك السرطان وأمراض القلب والتهاب الشعب الهوائية، تحتوي القائمة أيضًا على ثاني أكسيد الكبريت والزئبق مما يمكن أن يسبب المطر الحمضي ويجعل الأسماك سامة للبشر على التوالي، كما تعمل العديد من هذه المواد الكيميائية كغازات دفيئة تساهم في تغير المناخ من صنع الإنسان.

كيف يمكن علاج تلوث الدخان من المصانع؟

أثر التلوث الصناعي تأثيراً سلبياً على التنوع البيولوجي في القرنين الماضيين ولا يزال يتزايد عالميا، التأثير الأكثر ارتباطًا بفقدان خدمات النظام البيئي هو تسمم المواقع البيئية، حيث تتضرر الكائنات الحية في النظام البيئي بسبب الطبيعة السامة للعديد من الملوثات؛ نظرًا لأن العديد من المواد السامة يمكن أن تعمل حتى مع الحد الأدنى من التعرض يكاد يكون من المستحيل وغير المجدي اقتصاديًا إزالة التلوث المطلق من البيئة بالطرق التقنية الحديثة.
السبيل الوحيد لاستعادة التنوع البيولوجي إلى المناطق المتأثرة بالتلوث المذيب هو إزالة مصادر التلوث والتأكد من أن التراكمات السامة يمكن إزالتها بشكل طبيعي من خلال العمليات الكيميائية والفيزيائية والبيولوجية وضمان وصول الكائنات الحية التي لا تتحمل التعصب، قد يستغرق الأمر من 10 إلى 50 عامًا لزيادة التنوع البيولوجي في النظام وإعادة بناء خدمات النظام البيئي.
فيما يلي طرق علاج تلوث الدخان من المصانع:

  • الصناعات الخضراء: ينطوي جزء من جهود الحكومة للحد من تلوث الهواء الصناعي على تشجيع أو فرض مصادر الطاقة المتجددة والنظيفة بدلاً من الفحم والوقود الأحفوري، على سبيل المثال يأتي حوالي 85 بالمائة من طاقة الولايات المتحدة من الوقود الأحفوري بدلاً من الموارد النظيفة والمتجددة نسبيًا مثل الطاقة الشمسية أو طاقة الرياح، حيث يمكن للصناعات الأخرى مثل إنشاء المواد الكيميائية في المصانع إطلاق غازات الدفيئة المشابهة لتلك الموجودة في قطاع الطاقة على الرغم من وجود عدد كبير من المواد الكيميائية الخطرة المنبعثة مثل الفورمالديهايد.
    في حين أن التقنيات الجديدة تسمح لهذه المصانع باستخدام مواد مختلفة ومن المحتمل أن تكون أقل ضرراً فقد تجد الصناعات صعوبة في استخدام الموارد الصديقة للبيئة بالنظر إلى أنه إلى حد كبير من الأسهل استخدام نظيراتها الضارة التي لها تاريخ طويل من الاستخدام الصناعي، الشركات الأخرى على هذا النحو يمكن أن تتفوق على الشركات ذات الوعي البيئي اقتصاديًا.
  • برامج العزل الكيميائي: تعمل التقنيات الحديثة التي يطلق عليها أحيانًا “أجهزة التنظيف” على تصفية الكربون من الغازات المنبعثة أثناء العمليات الصناعية، بعد ذلك تأخذ الشركات التي تتبع هذه الممارسة غازات الدفيئة المعزولة وتضعها في المناطق التي يقل فيها الضرر مثل الأعماق تحت الأرض، يدافع بعض العلماء عن تطبيق هذا التكتيك على مواد كيميائية أخرى تم إطلاقها أثناء التصنيع ومع ذلك فإن هذه الاستراتيجية ليست رخيصة ويمكن أن تزيد من تكلفة العديد من السلع والخدمات الاستهلاكية مثل الطاقة.

يمكن فقط التخلص من التلوث المكاني والزمني بشكل فعال من خلال الجهود البشرية وهذه الأساليب مستخدمة بالفعل في مشاريع مثل برنامج (Superfund) وهو برنامج تنفذه وكالة حماية البيئة (EPA) لاحتواء التلوث الخطير واستعادة المواقع الملوثة، لا يمكن إزالة أي تلوث مذاب (التلوث الموجود بتركيزات منخفضة في النظم المائية) بكفاءة من خلال الجهود البشرية، حيث تتأثر مثل هذه المناطق الكبيرة وبالتالي يجب إزالتها من خلال التحلل البيولوجي الطبيعي.

المصدر: كتاب النظام البيئي والتلوث د. محمد العوداتكتاب علم وتقانة البيئة للمؤلف فرانك ر.سبيلمانكتاب البيئة وحمايتها للمولف نسيم يازجيكتاب الانسان وتلوث البيئة للدكتور محمد صابر/2005


شارك المقالة: