مصادر تلوث المياه وأثرها على البيئة

اقرأ في هذا المقال


إن الماء هو الشيء الذي يقولون عنه أنه الحياة – وكانوا بالفعل على حق، لأن حوالي 70٪ من الأرض عبارة عن ماء والذي أصبح بلا شك أحد أهم وأعظم مواردنا، فعندما كنا صغارًا تعلمنا الطرق المختلفة للحفاظ على المياه لأن المياه تستخدم تقريبًا في كل الأعمال والعمليات البشرية الهامة، ومع ذلك فإن الفحص الدقيق لمواردنا المائية اليوم يصيبنا بصدمة رهيبة، فالمياه مليئة الآن بمخلفات مختلفة، حيث قد تتراوح من الأكياس البلاستيكية العائمة إلى النفايات الكيميائية.

ما هو تلوث المياه؟

بكلمات بسيطة فإن تلوث المسطحات المائية هو تلوث المياه، وهذا يعني إساءة استخدام البحيرات والبرك والمحيطات والأنهار والخزانات، والتلوث أيضًا هو تفريغ بعض المواد الكيميائية (الملوثات) التي تؤثر سلباً على المياه، حيث  يمكن أن يكون هذا التصريف للملوثات مباشرًا أو غير مباشر.
وبالإضافة إلى ذلك فإن المياه عادةً ما تكون ملوثة بالأنشطة الطبيعية – وكذلك من صنع الإنسان، فمن المعروف أن الانفجارات البركانية والزلازل وأمواج تسونامي وما إلى ذلك تؤدي إلى تغيير المياه وتلويثها، كما تؤثر على النظم البيئية الموجودة تحت الماء.

ما هي أسباب تلوث المياه؟

  • المخلفات الصناعية: تنتج الصناعات كمية هائلة من النفايات، والتي تحتوي على مواد كيميائية سامة وملوثات تسبب تلوث الهواء وتضر ببيئتنا وعلينا، كما تحتوي أيضًا على بعض المواد الكيميائية الضارة – بما في ذلك الرصاص والزئبق والكبريت والنترات والأسبستوس وغيرها الكثير، وأن العديد من الصناعات التي لا تمتلك نظامًا مناسبًا لإدارة النفايات تقوم بتصريف النفايات في المياه العذبة والتي تذهب إلى القنوات والأنهار ثم إلى البحر.
  • أنشطة التعدين: التعدين هو عملية تكسير الصخور واستخراج الفحم والمعادن الأخرى من باطن الأرض، حيث تحتوي هذه العناصر عند استخلاصها في صورة خام على مواد كيميائية ضارة، ويمكن أن تزيد من عدد العناصر السامة عند خلطها بالماء، مما قد يؤدي إلى مشاكل صحية، كما تنبعث من أنشطة التعدين كمية كبيرة من النفايات المعدنية والكبريتيدات من الصخور، مما يضر بالمياه.
  • الأسمدة الكيماوية والمبيدات: يستخدم المزارعون الأسمدة الكيماوية والمبيدات الحشرية لحماية المحاصيل من الحشرات والبكتريا – وهي مفيدة لنمو النباتات، ومع ذلك عندما يتم خلط هذه المواد الكيميائية بالماء فإنها تنتج ملوثات ضارة للنباتات والحيوانات.
  • الاحتباس الحراري: تؤدي زيادة درجة حرارة الأرض عادةً إلى ظاهرة الاحتباس الحراري، وعندما تزداد درجة حرارة الأرض فإنه يزيد من درجة حرارة الماء، ويؤدي ذلك إلى موت الحيوانات المائية والأنواع البحرية، مما يؤدي لاحقًا إلى تلوث المياه.

ما هي مصادر تلوث المياه؟

  • تلوث المياه الجوفية: المياه الجوفية هي أحد مواردنا الطبيعية الأقل وضوحًا – ولكنها الأكثر أهمية، فمع هطول الأمطار تتشكل المياه الجوفية، حيث تتسرب إلى عمق الأرض وتملأ الشقوق والمساحات المسامية لطبقة المياه الجوفية، وهي عبارة عن مخزن للمياه تحت الأرض، ومن ثم يتم ضخ المياه الجوفية إلى سطح الأرض لمياه الشرب. 
    تتلوث المياه الجوفية عندما تتسرب الملوثات مثل الأسمدة والمبيدات الحشرية والنفايات من مدافن النفايات وأنظمة الصرف الصحي والتي تشق طريقها إلى طبقة المياه الجوفية، وبمجرد تلوث طبقة المياه الجوفية تصبح غير آمنة للبشر، وتظل غير صالحة للاستعمال لعقود أو حتى آلاف السنين، وإلى جانب ذلك يمكن للمياه الجوفية أيضًا أن تنشر التلوث بعيدًا عن مصدر التلوث الأصلي عندما تتسرب إلى الجداول والبحيرات والمحيطات.
  • المياه السطحية: تغطي المياه السطحية 70 في المائة من الأرض، وتملأ محيطاتنا وبحيراتنا وأنهارنا، وتشمل جميع الأجزاء الزرقاء على خريطة العالم، حيث تشكل المياه السطحية ايضًا من مصادر المياه العذبة أكثر من حوالي 60 في المائة من المياه التي يتم توصيلها إلى منازلنا. 
    حسب وكالة حماية البيئة في الولايات المتحدة فإن ما يقرب من حوالي 50٪ من الأنهار والجداول لدينا ملوثة وغير صالحة للسباحة والصيد والشرب، فعلى سبيل المثال يتسبب التلوث بالمغذيات الذي عادةً ما يشمل النترات والفوسفات الذي تحتاجه النباتات والحيوانات للنمو في حدوث تلوث كبير في مصادر المياه العذبة، وذلك بسبب نفايات المزرعة وجريان الأسمدة.
  • مياه المسطحات المائية: تنشأ نسبة حوالي 75٪ من تلوث المحيطات أو التلوث البحري على اليابسة، حيث تحمل الجداول والأنهار ملوثات من المواد الكيميائية والمغذيات وبعض المعادن التي يتم نقلها من المزارع والمصانع إلى خلجاننا ومصبات الأنهار – ومن هناك تصل إلى المحيط، فعلى سبيل المثال فإن الحطام البحري وخاصة البلاستيك تتطاير بفعل الرياح أو تجرفها العاصفة عبر المصارف والمجاري، مما يؤدي إلى تلوث المياه. 

كما أن تلوث المياه هي عبارة عن مشكلة قوية بما يكفي لتدمير العالم، فعلى سبيل المثال فأن الكثير من النباتات والكائنات الحية التي تعيش في المياه عانت بسبب التلوث الحاصل لها – بما في ذلك البرمائيات، وعلى المستوى البشري يموت العديد من الأشخاص كل يوم بسبب استهلاك المياه الملوثة، لذا فإن المحافظة على المياه هو أمر ضروري للحفاظ على بيئتنا وعلى أنفسنا ايضاً.

المصدر: كتاب البيئة وحمايتها للمولف نسيم يازجيكتاب النظام البيئي والتلوث د. محمد العوداتكتاب الانسان وتلوث البيئة للدكتور محمد صابر/2005كتاب علم وتقانة البيئة للمؤلف فرانك ر.سبيلمان


شارك المقالة: