مصادر وتأثيرات ملوثات الهواء الشائعة وأثرها على البيئة

اقرأ في هذا المقال


يعد تلوث الهواء مشكلة متنامية في جميع أنحاء العالم حيث يضخ الأفراد والدول على حد سواء كميات هائلة من الملوثات الضارة في الغلاف الجوي كل يوم، هذه الملوثات ليست فقط خطرة على صحة ورفاهية النباتات والحيوانات والبشر ولكنها أيضًا مساهم رئيسي في التحولات المناخية الأخيرة التي لوحظت في جميع أنحاء العالم.
يعد خفض حجم الملوثات الناتجة خطوة حاسمة في إدارة تأثيرنا السلبي على المناخ، كيف نحقق هذا؟ تتمثل إحدى الخطوات الأولى والأكثر أهمية في تحديد بعض الملوثات الأكثر شيوعًا وانتشارًا وفهم مصدرها والتعرف على آثارها، ستساعدنا هذه المعرفة على تحديد الطرق الرئيسية التي يمكننا من خلالها تقليل تلوث الهواء والمساهمة في انخفاض عالمي في حجم الملوثات الموجودة في الهواء.

بعض مصادر وتأثيرات ملوثات الهواء الشائعة:

  • أول أكسيد الكربون (CO): يعتبر أول أكسيد الكربون ملوثًا شديد السمية وخطير وهو سيئ السمعة بسبب افتقاره إلى تحديد اللون والرائحة، في وقت من الأوقات كان هذا الغاز منتشرًا للغاية في المنازل لاستخدامه في التدفئة المنزلية (قبل أن يتبين أنه غير مناسب) ومنذ ذلك الحين تم استبداله بحلول أكثر أمانًا مثل الغاز الطبيعي والكهرباء، ومع ذلك فإن هذا الغاز بعيد كل البعد عن الانقراض في الاستخدام البشري.
    المصادر: يتم إنتاج أول أكسيد الكربون بواسطة محركات الاحتراق التي تعمل بدون المحولات الحفازة الحديثة، المصادر الأخرى الشائعة لأول أكسيد الكربون هي أجهزة الغاز والوقود القديمة والمحارق وحتى السجائر.
    التأثيرات: يمكن أن يكون لأول أكسيد الكربون تأثير عميق على البيئة حيث أنه شديد السمية ويمكن أن يساهم في حدوث حالة خطيرة للغاية من الهواء والأوزون على مستوى الأرض.
  • الرصاص: من المعروف منذ زمن طويل أن الرصاص هي مادة خطرة، بمجرد أن أصبح شائعًا خطر الرصاص في جميع أنواع وقود الغاز والطيران تقريبًا كان هناك منذ ذلك الحين جهد هائل لتقليل كمية الرصاص الموجودة في هذه المواد، منذ إدخال البنزين الخالي من الرصاص انخفض حجم الرصاص في الغلاف الجوي بشكل كبير.
    المصادر: بالرغم من الجهود المبذولة لإزالة الرصاص من الوقود إلا أنه لا يزال موجودًا في بعض وقود الطائرات، وبالمثل فإن تدفق الرصاص من مصانع معالجة المعادن وإطلاق الرصاص من عمليات النفايات مثل الحرق وإنتاج حمض البطاريات يعني أنه لا يزال هناك ما يكفي من الرصاص في الهواء للتعرف عليه باعتباره تلوثًا خطيرًا.
    التأثيرات: لا يمكن للرصاص أن يسمم البشر فحسب بل له أيضًا تأثير عميق على النظم البيئية الطبيعية، ويمكن أن يتسبب الرصاص الملوث للهواء والتربة والماء في إلحاق الضرر بالنباتات والحيوانات على حد سواء.
  • الأوزون (O3):  الأوزون بشكل عام ليس سيئًا بطبيعته، بعد كل شيء طبقة الأوزون هي واحدة من وسائل الحماية الرئيسية للبشرية ضد الإشعاع الشمسي الضار، ومع ذلك فقد أصبح الأوزون على مستوى الأرض مشكلة رئيسية في السنوات الأخيرة.
    المصادر: يتشكل الأوزون على مستوى الأرض من خلال بعض التفاعلات الكيميائية بين أكاسيد مختلفة متعددة موجودة في الهواء والتي عند تعرضها لأشعة الشمس يمكن أن تشكل مركبات جديدة وتترك الأوزون كمنتج ثانوي، تأتي معظم الانبعاثات التي يتكون منها الأوزون من المشتبه بهم المعتاد مثل عوادم السيارات ومعالجة المصانع والمرافق الكهربائية ومحطات الطاقة وحتى بعض المذيبات الكيميائية.
    التأثيرات: الأوزون هو مادة خطرة بالنسبة لمعظم الكائنات الحية وبالتالي فإن الزيادة في مستوى سطح الأرض للأوزون تأثير ملحوظ على صحة الإنسان وكذلك الصحة العامة للنظم البيئية المتعددة على الأرض وفي البحار.
  • ثاني أكسيد النيتروجين (NO2):  ثاني أكسيد النيتروجين هو أحد الأكاسيد التي يمكن أن تتفاعل لإنتاج الأوزون ولكن هذا أبعد ما يكون عن تأثيره السلبي الوحيد، ثاني أكسيد النيتروجين هو أحد الغازات الأكثر شيوعًا عند التفكير في تلوث الهواء (الكثيف والبني والمختنق)، إنه أحد أكثر الملوثات ضررًا بشكل واضح.
    المصادر: غالبًا ما يتم إطلاق ثاني أكسيد النيتروجين مثل العديد من الملوثات الأخرى في الغلاف الجوي عن طريق حرق الوقود الأحفوري في محركات السيارات ومحركات الطائرات والمصانع ومحطات الطاقة.
    التأثيرات: بالإضافة إلى كونه غازًا خانقًا ومعيقًا في الهواء فإن ثاني أكسيد النيتروجين لديه أيضًا ميل للتفاعل مع العوامل الأخرى لتكوين حمض النيتريك والنترات العضوية مما يساهم في تكوين المطر الحمضي.
    لا داعي للقول إن لأكسيد النيتروجين تأثير كبير على البشر حيث يزيد من احتمالية الإصابة بمشاكل في الجهاز التنفسي والسرطانات ومشاكل الرئة الأخرى، وتعتبر الأمطار الحمضية الناتجة عن ثاني أكسيد النيتروجين ضارة للغاية بالنباتات والحيوانات في جميع أنحاء العالم ويمكن أن تؤدي إلى مزيد من المشاكل في أنظمة المياه.
  • ثاني أكسيد الكبريت (SO2):  ثاني أكسيد الكبريت هي مادة ترتبط ارتباطًا وثيقًا بعمر البخار والقاطرات حيث أن أكبر مسبب في إنتاجه هو احتراق الفحم، ومع ذلك فإن هذه الأيام لم تمر بعيدًا كما كنا تعتقد.
    المصادر: حتى يومنا هذا لا تزال القاطرات والسفن والطائرات وغيرها من المعدات تنتج كميات ضخمة من ثاني أكسيد الكبريت، حيث تعتبر العمليات الصناعية وخاصة استخراج الخام وتنقيته من منتجي الغاز أيضًا.
    التأثيرات: ثاني أكسيد الكبريت مثل ثاني أكسيد النيتروجين مركب يختلط غالبًا مع ملوثات أخرى في الهواء لتكوين أحماض ضارة ولكنه أيضًا ضار من تلقاء نفسه، الآثار الشائعة للتسمم بثاني أكسيد الكبريت هي مشاكل في الجهاز التنفسي ومشاكل في العين وحتى مشاكل في القلب والدورة الدموية، الأهم من ذلك حمض الكبريتيك الناتج عن خلط الكبريت بالماء هو حمض قوي ليس فقط مدمرًا للممتلكات البشرية ولكن أيضًا للأشجار والتربة وأنظمة المياه.
  • المادة الجسيمية (PM): المادة الجسيمية هي شيء أكثر وضوحًا وملموسة من المكونات المذكورة أعلاه ولكنها ليست أقل خطورة أو ضررًا، تتكون المادة عمومًا من السخام والأوساخ والمنتجات الكيميائية الثانوية الناتجة عن الاحتراق أو الخلط الكيميائي.
    المصادر: يتم إنتاج الجسيمات من خلال كل عملية مفردة تقريبًا تشتمل على المواد الكيميائية والوقود فضلاً عن العمليات غير الضارة مثل الزراعة وإنشاء الطرق، أي عملية ينتج عنها منتج ثانوي فيزيائي ستؤدي بشكل عام إلى مواد جسيمية.
    التأثيرات: تتراوح المواد الجسيمية من مزعج إلى شديد الخطورة وغالبًا ما يعيق الرؤية على الطرق ويسبب مشاكل في الجهاز التنفسي، ترتبط المادة الجسيمية بمجموعة من أمراض القلب والرئة والعين لدى البشر كما أنها مرتبطة أيضًا بزيادة احتمالية الإصابة بالسرطان في وقت لاحق من الحياة.

ماذا يمكننا أن نفعل للمساعدة في تقليل تلوث الهواء؟

  • زيادة التوعية: سواء كان ذلك من خلال الانضمام إلى مجموعات غير ربحية أو ناشطة أو حتى مجرد نشر موضوع على الإنترنت فإن زيادة وعي الناس بتلوث الهواء وأسبابه يعد خطوة مهمة في الحد من المشكلة في جميع أنحاء العالم.
  • تقليل السفر في السيارات والطائرات: في حين أن القيادة غالبًا ما تكون أمرًا لا مفر منه فهناك العديد ممن يمكنهم بسهولة خفض استهلاكهم للوقود عن طريق استخدام وسائل النقل العام أو حتى الدراجات، وبالمثل فإن استخدام سيارة أكثر كفاءة في استهلاك الوقود يعد وسيلة جيدة لجعل السفر بالسيارة أقل ضررًا، سيؤدي الحفاظ على صيانة السيارة وأمانها إلى تحسين كفاءة استهلاك الوقود بشكل كبير وتقليل حجم الانبعاثات التي تطلقها.
  • زراعة الأشجار والنباتات: حيث يمكن أن تساعد زراعة الأشجار والنباتات في زيادة كمية الهواء المتاح للتنفس وتقليل مستويات بعض الملوثات التي تسبب ضررًا للبيئة.
  • الحفاظ على الطاقة قدر الإمكان: نظرًا لأن إنتاج الكهرباء يطلق عددًا كبيرًا من ملوثات الهواء فإن استخدام أقل قدر ممكن من الطاقة يمكن أن يساعد في تقليل الكمية المنتجة في أي يوم، يعد تغيير المصابيح ببساطة إلى بدائل موفرة للطاقة وإيقاف تشغيل الأجهزة عندما لا تكون قيد الاستخدام وتقليل مقدار الوقت الذي نقضيه أمام التلفزيون أو على الكمبيوتر بداية جيدة.

المصدر: كتاب البيئة وحمايتها للمولف نسيم يازجيكتاب النظام البيئي والتلوث د. محمد العوداتكتاب علم وتقانة البيئة للمؤلف فرانك ر.سبيلمانكتاب الانسان وتلوث البيئة للدكتور محمد صابر/2005


شارك المقالة: