معالجة الملوثات التي تساهم في تلوث المياه وأثرها على البيئة

اقرأ في هذا المقال


النظام البيئي المحلي:

الجنس البشري يأخذ الماء بشكل عام كأمر مسلم به. في العديد من الأديان يُنظر إلى الماء على أنه مطهر وعلامة على النظافة، ومع ذلك فإن الطريقة التي يتعامل بها الجنس البشري مع الممرات المائية للأرض مروعة، حيث أن كل دولة في العالم مذنبة بتلوث الممرات المائية التي تؤثر على النظام البيئي المحلي، كما أن بعض الممرات المائية في العالم ملوثة لدرجة أنه لا يمكن أن تستمر الحياة في الممرات المائية أو حولها، علاوة على ذلك فإن المجاري المائية ملوثة لدرجة أنها تشكل تهديدًا لأي شخص أو كائن يعيش في مكان قريب.

كيفية معالجة الملوثات التي تساهم في تلوث المياه:

  • منع المواد البلاستيكية التي تنتهي في المجاري المائية: لقد ساهمت المواد البلاستيكية في تحسينات مذهلة في الحفظ والتصنيع، ومع ذلك فقد أتى بتكلفة كبيرة على البيئة، حيث أن هناك مخاوف جدية بشأن هذه المواد البلاستيكية التي ينتهي بها المطاف في مكب النفايات ونظامنا البيئي المائي. بطريقة ما معظم الناس إما غير مدركين أو يغضون الطرف عن مقدار المواد البلاستيكية التي ينتهي بها المطاف في النظم البيئية المائية التي تؤثر على جودة حياة الناس وصحتهم ورفاهيتهم.
    هناك دول مثل أستراليا واليابان لديها أنظمة واعدة، ولكن في أماكن مثل الهند والصين التي تضم بلدانها ثلث سكان العالم لا تزال المواد البلاستيكية تسبب مشاكل كبيرة لبيئاتها المائية، والتي ستؤدي إلى نقص المياه في المستقبل مما سيؤثر على الحياة البرية والبشر.
    في جنوب الصين تأثر ملايين السكان بالمخلفات البلاستيكية الإلكترونية التي لوثت مصدر المياه بمواد كيميائية سامة مثل الزئبق والرصاص والبيفينول أ، وفي الواقع يجب شحن مياه الشرب من البلدات المجاورة لأن المياه ملوثة – ملوثة جدا للاستهلاك.
  • يمكن أن يدخل البلاستيك إلى البيئة المائية أثناء سلسلة التوريد: كان هذا واضحًا عندما سقطت حاويات شحن مليئة بخراطيش الحبر من سفينة شحن ووضُعت في قاع البحر لأكثر من عام، ثم بدأت تظهر تقارير تفيد بأن محتوياته بدأت بالانجراف على الشواطئ الساحلية لبريطانيا وإسبانيا والبرتغال وفرنسا، ولم يقتصر الأمر على تأثيره على النظام البيئي لسواحل البلدان المختلفة، ولكنه ساهم أيضًا في نمو الجزر البلاستيكية في المحيط.
    يأتي التهديد من بعض المواد البلاستيكية التي تحتوي على سموم وتمتص الملوثات العضوية من مياه البحر، حيث سوف تستهلك الحياة البحرية الصغيرة مثل قناديل البحر المواد البلاستيكية السامة ثم تأكلها الأسماك الأكبر حجمًا ثم يأكلها البشر، والنتيجة هي أن البشر في نهاية المطاف يستهلكون هذه المواد الكيميائية السامة، ووفقا لتقارير منظمة السلام الأخضر يستشهد حوالي 267 نوعا من الحياة البحرية التي تتأثر البلاستيك بشكل عام.
  • الصناعات مثل الطباعة تُحدث تغييرًا بشكل استباقي: كانت صناعة الطباعة سريعة جداً في الاستجابة للتهديد البيئي. أصبحت النفايات الإلكترونية مشكلة كبيرة، حيث تعد خراطيش الحبر المستخدمة هي واحدة من أكثر المنتجات إشكالية التي تعمل على تلوث المجاري المائية. تتيح المخططات مثل مخطط إعادة تدوير الخراطيش للشركات وإرسالها إلى القائمين بإعادة التدوير المناسبين للمعالجة، وبالتالي منع مخاطر تأثير الخراطيش على المجاري المائية.
  • يجب أن تستثمر البلدان في عمليات معالجة المياه والصرف الصحي: للحفاظ على جودة أنظمة المياه الموجودة على الأرض من الضروري معالجة أي مياه مستخدمة قبل إعادتها إلى البيئة. إن العديد من دول العالم الثالث التي لا تمتلك هذا المرفق ينتهي بها الأمر إلى تدمير أنظمة المياه الخاصة بها عن طريق تحويلها إلى شبكة صرف صحي، وهذا واضح في دول مثل إندونيسيا وكمبوديا، حيث لا تعالج العديد من المدن مياهها ويتم التخلص منها بطريقة تشكل خطورة على النظام البيئي وصحة مواطنيها.
    يشمل نوع محطات معالجة مياه الصرف الصحي التي يمكن التعامل معها ما يلي:
    1. المياه المستعملة: التي تشير إلى المياه التي تحتوي على أي مواد مثل فضلات الإنسان وبقايا الطعام والزيوت والصابون والمواد الكيميائية، وعادةً ما يتم استخدام هذه المياه في الأحواض والاستحمام وغسالات الأطباق والمراحيض.
    2. جريان مياه الأمطار: الذي يشير إلى جريان المياه من الطرق والمصارف.
    من المهم أن تتدفق مياه الصرف الصحي إلى محطات معالجة المياه ،بحيث يمكن إعادة تدوير المياه واستخدامها لأغراض غير صالحة للشرب مثل الري.
  • تنتهي المخدرات في المجاري المائية: قضية أخرى مهمة هي تأثير المخدرات في مياه الصرف الصحي وتأثيرها على البيئة. إن العنصر النشط الذي يظهر في معظم حبوب منع الحمل ينتهي به المطاف في الأنهار والبحيرات ومصبات الأنهار ويضر بالحياة البرية، وأن المادة الكيميائية المعروفة باسم (ethinyl estradiol) أدت إلى تكوين الأسماك والبرمائيات ثنائية الجنس، وهذا بدوره يؤثر على الدورة التناسلية للحيوان.
    أدرك الاتحاد الأوروبي المشكلة وطالب بتحديث محطات معالجة المياه في جميع أنحاء أوروبا من خلال تطبيق أنظمة ترشيح تعتمد على الفحم، وهذا الحل سيكلف الحكومات مليارات الدولارات لتنفيذه، ومع ذلك فإن التكلفة البيئية أهم بكثير من التكلفة المالية على المدى الطويل. الحل الآخر المقترح هو وضع لوائح على المنتجات الصيدلانية التي تؤثر على البيئة.
  • النفط: النفط سلعة يزداد الطلب عليها وتدر مليارات الدولارات للعديد من اقتصادات العالم، ومع ذلك فإن إغراء كسب المال من بيع النفط يكون على حساب الممرات المائية. يأتي تلوث النفط كما يلي:
    1. يتم إلقاء المنتجات الثانوية النفطية في المجاري المائية: وفقاً لـ Natural News فإنها تتهم بعض شركات النفط بإرسال نفاياتها السامة إلى المجاري المائية، حيث تحتوي مياه الصرف الصحي الناتجة عن عمليات التكسير على مواد كيميائية لا يمكن معالجتها بواسطة محطات معالجة مياه الصرف الصحي، مما قد يؤدي إلى تلوث المياه المعاد تدويرها. في بلدان أخرى يتم إلقاء المياه العادمة في مجاري الأنهار، مما يحول النهر إلى كتلة سامة وتدمر الحياة البحرية.

    2. خطر الانسكاب النفطي: عند حدوث انسكاب نفطي يمكن أن يؤثر على البيئة المحلية لعدة سنوات، وفي حالات استثنائية فإنه سيؤثر أيضًا على المستنقعات والمستنقعات المالحة وأشجار المانغروف، كما يؤثر النفط المنسكب على النباتات والحيوانات بطريقتين: أولاً يمكن أن تضر الكائنات الحية لأن المكونات الكيميائية سامة، ويمكن أن يكون للتعرض هذا عن طريق عسر الهضم أو الاستنشاق أو من خلال الاتصال الجسدي تأثير مدمر على قدرة النباتات والحيوانات على البقاء، ثانياَ الطيور البحرية هي أكبر ضحايا الانسكابات النفطية ومن ثم تليها السلاحف البحرية والشعاب المرجانية.
    ولحل هذه المشكلة يجب على البشر الأبتعاد عن جميع مصادر الوقود الأحفوري والأنتقال الى مصادر الطاقة المتجددة مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والطاقو الكهرومائية وطاقة المد والجزر، وذلك لأن هذه المصادر تنتج ملوثاث أقل من تلك التي تأتي من النفط على المياه.
  • تشكل كرات السيليكون والميكروبيدات مشكلة خطيرة: تعمل صناعة التجميل ومستحضرات التجميل على الترويج لفوائد الميكروبيدات في منتجاتها، والتي يقال إنها تعمل على تحسين الجمال من خلال التقشير، حيث تكمن مشكلة هذه الخرزات في أنها لا تتحلل وتنتهي في نهاية المطاف في الممرات المائية، حيث تستهلكها الأسماك والحياة البحرية الأخرى.
    تكمن المشكلة في هذه الحبيبات في أنها تحتوي على سموم مثل الـ دي.دي.تي وثنائي الفينيل متعدد الكلور، والتي ترتبط بالسرطان ومشاكل الإنجاب، حيث أن القلق الذي يساور العلماء هو أنهم سوف يشقون طريقهم إلى السلسلة الغذائية، حيث يستهلك الناس الخرزات بعد أن تأكلهم الأسماك. مصدر قلق آخر هو أن الحبيبات يمكن أن تعلق في المسالك الهضمية للحيوانات مما يؤدي إلى موتها جوعا.

حان الوقت لأن يصبح مواطنو العالم أكثر مسؤولية عندما يتعلق الأمر بالبلاستيك في أنظمتنا البيئية المائية، حيث تحتاج الحكومات إلى ممارسة المزيد من الضغط على السكان والشركات للتخلص من البلاستيك من خلال قنوات التوزيع الصحيحة لإعادة التدوير، علاوة على ذلك تحتاج المنظمات إلى تحسين استجابتها لجهود التنظيف إذا انتهى المطاف بالبلاستيك في النظم الإيكولوجية المائية قبل الوصول إلى نهاية سلسلة التوريد الخاصة بها.

المصدر: كتاب البيئة وحمايتها للمولف نسيم يازجيكتاب النظام البيئي والتلوث د. محمد العوداتكتاب الانسان وتلوث البيئة للدكتور محمد صابر/2005كتاب علم وتقانة البيئة للمؤلف فرانك ر.سبيلمان


شارك المقالة: