هل تقوم الطائرات بإعادة تدوير الهواء

اقرأ في هذا المقال


إلى جانب القلق بشأن كيفية بقاء الطائرات في حالة نفاد الوقود وهو ما لا يحدث، كما يمكن أيضاً أن يتم التسائل عن كيفية بقاء الركاب على قيد الحياة في طائرات ذات نوافذ مغلقة طوال الرحلة، ومن أين تحصل الطائرات على الهواء.

أساسيات الهواء النقي في الطائرات

تجلب الطائرات الهواء النقي من خارج الطائرة وتعيد تدوير الهواء المستخدم لضمان وجود أكسجين وجودة هواء كافية، بحيث يكون هناك لا داعي للقلق بشأن الاختناق عند الطيران في طائرة مغلقة وما يحدث حقاً هو توازن جيد بين درجة الحرارة والضغط والهواء على ارتفاعات مختلفة، ممّا يبقي الطائرة واقفة على قدميها، بينما تؤثر كمية الحرارة التي ينبعث منها ركاب الطائرة على درجة الحرارة يؤثر الارتفاع على ضغط ونوعية الهواء في الطائرة.

أولاً: هل هواء الطائرة منعش أم معاد تدويره

ما يقرب من (60 في المائة) من هواء الطائرة طازج و(40 في المائة) معاد تدويره، كما تحتوي الطائرات على فتحات تهوية معقدة في المحركات تسمح بتدفق الهواء النقي من الخارج إلى الداخل، ولديهم أيضاً مرشحات هواء جسيمات عالي الكفاءة (HEPA) تعيد تدوير الهواء في المقصورة.

ثانياً: كيف تقوم الطائرات بإعادة تدوير الهواء

تقوم الطائرات بإعادة تدوير الهواء باستخدام أنظمة ترشيح (HEPA)، بحيث تعمل هذه المرشحات مثل تلك المستخدمة في غرف مسرح المستشفى، كما تحتوي معظم الطائرات التجارية والكبيرة على هذه المرشحات باستثناء المرشحات الإقليمية أو المحلية.

تحتوي فلاتر (HEPA) على مسام تحبس جزيئات الغبار والملوثات الأخرى في الهواء، بحيث تجذب المسام حتى الجزيئات الصغيرة مثل البكتيريا والفيروسات، كما يتميز نظام تصفية (HEPA) عالي الفعالية باحتجاز ما يصل إلى (99.70 في المائة) من الملوثات في الهواء.

  • “HEPA” هي اختصار لـ “High Efficiency Particulate Air Filters”.

ثالثاً: كيف تعمل مرشحات HEPA

  • الملوثات في الهواء بأحجام مختلفة وبالتالي يتم إزالتها في مراحل مختلفة من عملية الترشيح وتتضمن الخطوة الأولى إزالة الجسيمات الأكثر اتساعًا من مسام المرشحات.
  • يصل الهواء من المقصورة إلى مسام الفلتر ويمر عبرها، بحيث تعتبر الملوثات مثل جزيئات الغبار أكثر أهمية من مسام المرشحات وبالتالي لا يمكن أن تمر من خلالها.
  • تظل خارج المسام ويتم تطهيرها من الهواء الذي يمر عبر المرشحات.

كيف تجلب الطائرات الهواء النقي

تجلب الطائرات حوالي (60 بالمائة) من الهواء في الطائرة من الخارج، ونسبة الـ (40 في المائة) المتبقية عبارة عن هواء معاد تدويره في المقصورة على متن الطائرة، وعندما تطير الطائرات إلى ارتفاعات أعلى لا تنخفض كمية الأكسجين في الغلاف الجوي، بحيث يبقى ثابتاً سواء على مستوى سطح الأرض أو فوق أعلى الجبال.

ومع ذلك فإنّ الارتفاعات العالية تقلل من ضغط الأكسجين المتاح بالخارج، كما أنّ الهواء النقي في الطائرة يجب أن يكون تحت ضغط مناسب لتسهيل التنفس، والهواء النقي من الغلاف الجوي معقم، وإلى جانب ذلك تم تركيب المرشحات الموجودة على متن الطائرة لحبس الجراثيم والحفاظ على الهواء نظيفاً، بحيث تحتوي الطائرات على مراوح بالقرب من المحرك الأمامي تجلب الهواء النقي من الغلاف الجوي على ارتفاع يزيد عن (10000 متر).

يمر الهواء عبر فتحات معقدة في المحركات إلى الطائرة ونظراً لأنّ ضغط الهواء النقي قد يكون أقل من المستوى المتوقع يتم نقله إلى غرفة ضغط لجعله مناسباً للتنفس، كما يتم ضغط الهواء حتى يصل إلى الكثافة المطلوبة وأثناء عملية الضغط يصبح الهواء أكثر سخونة من ذي قبل ويحتاج إلى التبريد.

ثم يتم توجيه الهواء إلى عبوة تكييف ويتم تقليل درجات الحرارة المرتفعة إلى أدنى حد، وبعد ذلك يتحد الهواء النقي والمعاد تدويره في حظيرة خلط، ويتم توزيعه لأسفل من السقف إلى الأرض عبر الهواء والقنوات المتصلة، كما يقلل الاتجاه الهابط من فرص تنفس الهواء الذي يأخذه الركاب الآخرون ممّا يضمن سلامة الهواء.

وفي الوقت نفسه يتم إخراج بعض الهواء من الطائرة من خلال فتحات الهواء الراجع، بحيث تضمن إعادة التدوير وجلب الهواء النقي إلى الطائرة ما يكفي من الأكسجين؛ للحفاظ على متن الطائرة طوال فترة الرحلة.

ما مدى نظافة هواء الطائرات

هواء الطائرة نظيف بنسبة (99.99%) وثبت أنه آمن للتنفس، والهواء النقي معقم ومفلتر ويمر عبر غرفة ضغط لتحقيق ضغط مناسب آمن للتنفس، كما يدخل الهواء المعاد تدويره إلى المقصورة عبر الأسقف ويترك أسفل مقاعد النوافذ.

يذهب هذا الهواء إلى مرشحات (HEPA) التي تحبس الغبار والبكتيريا والفيروسات، وتزيل مرشحات (HEPA) حوالي (99.7 بالمائة) من الملوثات من الهواء، كما يخرج الهواء المعاد تدويره من المقصورة ويختلط مع الهواء النقي من حجرة التبريد، ونظراً لأنّ الهواء الذي يدور في الطائرة يتكون من هواء نقي مفلتر ومعاد تدويره يمر عبر مرشحات (HEPA)، فإنّه يجب التأكد من أنّ الهواء نظيف وآمن للتنفس.

العوامل التي تؤثر على جودة هواء الطائرة

1- استخدام المبيدات

للسيطرة على انتشار الأمراض المتعلقة بالحشرات والذباب تقوم بعض شركات الطيران برش المبيدات على الطائرات لقتل الحيوانات المفترسة، كما يمكن للطاقم رش المبيد قبل صعود الركاب على متن الطائرة أو أثناء الرحلة أو بعد الهبوط وتستخدم شركات الطيران المختلفة سياسات مختلفة.

المبيدات الحشرية المستخدمة على متن الطائرات طويلة الأمد بشكل ملحوظ وتصل إلى ثمانية أسابيع في بعض الحالات، وبسبب طبيعتهم يعاني بعض الركاب من طفح جلدي أو تهيج جلدي بعد ملامستهم، ويمكنهم أيضاً تنفس الهواء المشبع بالمواد الكيميائية أثناء الرحلات الجوية، ممّا قد يشكل خطراً على الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي، ومع ذلك تنظم جميع البلدان تقريباً استخدام مبيدات الآفات لضمان عدم حدوث ذلك.

2- مشاكل التهوية

ينظم نظام ضغط المقصورة مستويات الضغط عندما تصل الطائرة إلى ارتفاع أعلى يزيد عن (25000 قدم) ويضمن نظام التهوية توازناً جيداً للهواء المأخوذ من خارج الطائرة وتلك المعاد تدويره، ومن خلال النظام يتوفر للركاب هواء نقي ومسامي، ومع ذلك قد تنشأ مشاكل التهوية بسبب عدم كفاية العبوات الهوائية التي تعمل على ارتفاعات أعلى.

وعدم تغيير فلاتر (HEPA) بانتظام على النحو الموصى به من قبل الشركة المصنعة يمكن أن يؤثر أيضاً على نقاء الهواء المعاد تدويره في المقصورة، كما يعمل نظام التهوية السيئ على تقليل نجاسة الهواء حيث لا يقوم نظام الفلتر في المقصورة بتنقية الهواء الكافي للدوران في الطائرة.

3- طائرات قديمة بدون مرشحات HEPA

على الرغم من أنّ جميع الطائرات التجارية الجديدة تقريباً تحتوي على مرشحات (HEPA) التي تزيل البكتيريا والفيروسات من الهواء، إلّا أنّ الطائرات التجارية الإقليمية القديمة غالباً ما تفتقر إلى هذه المرشحات، ممّا قد يساعد في انتشار بعض الأمراض المعدية المحمولة جواً.

كما تنتشر الأمراض المعدية مثل نزلات البرد من راكب إلى آخر عندما يعطس المصابون أثناء الرحلة وينشرون الفيروس أو البكتيريا في الهواء، وبدون مرشح (HEPA) لإزالة هذه الجسيمات الخطرة من المحتمل أن يتنفس الركاب هذه الجسيمات المعدية ويصابون بالمرض.

المصدر: 1. AIRFRAME TEXTBOOK BY JEPPESEN2. POWERPLANT TEXTBOOK BY JEPPESEN3. GENERAL TEXTBOOK BY JEPPESEN4. AIRCRAFT COMMUNICATION AND NAVIGATION SYSTEM BY MIKE TOOLY AND DAVID WYATT SECOND EDITION


شارك المقالة: