الأربيسك في العمارة الإسلامية

اقرأ في هذا المقال


تعريف الأرابيسك في الزخرفة الإسلامية:

تسمية أطلقها الغرب على الزخرفة العربية الهندسية منها والتوريقية، والواقع أن هذه التسمية أكثر شمولية مما يقصد بها، فهي تظم كل الزخارف الإسلامية في العمارة والفن، كالرقش العربي والتوريق النباتي والخطوط العربية والتوشيح دونما تحديد لشكل معين من أشكالها، والأرابيسك كما عرفها البعض هو تداخل أو تشابك الزخارف النباتية والهندسية والخطية بتوزيع مدروس وتناوب منظم وانسياب شاعري.
ويعد فن الأرابيسك من اختراع الفنان أو المعمار العربي المسلم، حيث يعد هذا الفن لغة الفن الإسلامي، حيث كان يتم فيه زخرفة القصور والمساجد والقباب بالأشكال الهندسية والنباتية التي تعطي شعور الانشراح والراحة والهدوء، كما تم اختراع من قبل الفنان المسلم أشكال زخرفية رائعة بعيدة عن أشكال الكائنات الحية، كما استخدم الأرابيسك في فتحات الأبواب والشبابيك.

نماذج زخرفة الأرابيسك:

  • التسطير: الشكل الهندسي للزخرفة الإسلامية كالخطوط المستقيمة والزوايا والمضلعات والنجوم والخط الكوفي.
  • التوريق أو التشجير أو التزهير: الشكل النباتي كالخطوط المنحنية أو الملتوية أو اللولبية أو الدائرية، وكذلك أشكال الحيوانات والطيور والخط النسخي اللين المطواع.

انتشار الأرابيسك في الزخرفة الإسلامية:

انتعش الأرابيسك وبدأ بالانتشار في العهد العباسي من القرن الثاني أو الثالث للهجرة وكذلك الأموي في الأندلس، وازدهر في القرن الرابع الهجري أيام السلاجقة ثم الفاطميين الذي أوجدوا له مدرسة خاصة يطلق عليها بدمشق في أيامنا إسم الزخرفة الفاطمية واستمر في العهد المملوكي والعثماني، كما انتشر في المغرب والمشرق وشاع في إيطاليا وفرنسا وألمانيا وغيرها، كما مارسه الفنان الإيطالي الكبير ليوناردو دافنشي، مما يدل على اهمية هذا الفن الإبداعي الخلاق.
ونشاهد في بعض مشيدات دمشق التاريخية نماذج من هذا الفن العريق يتمثل في حشوات بواباتها، كدار القرآن الصابونية ودار القرآن الأفريدونية بأول طريق الميدان التحتاني وجامع آرغون شاه في شارع السنجقدار وجميعها من العهد المملوكي.
كما انتشر الأرابيسك في عمارة دمشق داخل البيوت السكنية الكبيرة، كما شاع في زخارف الأبواب الخشبية ومشبكات حديد النوافذ والأبواب وقطع الأثاث وفي الحشوات والرسومات التي تزين بها جدران القاعات وسقوفها ورخام بلاطها، وذلك كبيت السباعي وبيت المجلد وغيرهما من البيوتات الكبيرة داخل السور.

المصدر: العمارة الأسلامية من الصين إلى الأندلس/المؤلف خالد عزب/طبعة2010فنون العمارة الأسلامية وخصائصها/المؤلف الدكتور عفيف البهنسي/الطبعة الثانيةزخارف العمارة الإسلامية في دمشق/ تأليف قتيبة الشهابي/ طبعة 1996


شارك المقالة: