الجامع الكبير في حمص

اقرأ في هذا المقال


خصائص الجامع الكبير في حمص:

يسمى أيضاً الجامع النوري، يقع في وسط مدينة حمص في الحسبة قرب باب السوق، وحين فتح المسلمون مدينة حمص عام 15 هجري/ 363 ميلادي اتخذوا نصف معبد الشمس جامعاً وتركوا نصفه الآخر كنيسة، ثم ضمت الكنيسة إلى المسجد في عهد الخليفة العباسي المتوكل.
شيد الجامع على نموذج الجوامع التي سادت في العصر الأموي، إلا أن بناء الجامع الحالي متأخر ولا يضن أنه يعود إلى أقدم من القرن الحادي عشر الميلادي، ومهما يكن فإنه يشبه الجوامع الأموية المتقدمة بتخطيطه، وهو مستطيل أبعاده 99 * 17 متراً.
يذكر ابن القلانسي أن الأمبراطور فوكاس حين هاجم شمال سورية دخل مدينة حمص ودمر جامعها الكبير في عام 359 هجري/ 969 ميلادي، وقد تعرض الجامع لعدة ترميمات وتغيرات خلال عصور مختلفة، ففي عهد نور الدين تجدد بناء الجامع وأصبح يعرف بالجامع النوري، كما جدد الملك الظاهر بيبرس عام 671 هجري/ 1373 ميلادي بعض أقسام الجامع، ويشير إلى هذا التجديد كتابة أثرية نقشت على لوح حجري مثبت في الجدار الجنوبي المطل على الصحن .

مميزات الجامع الكبير حمص:

يقسم الجامع الكبير في حمص أو ما يسمى بالجامع النوري إلى قسمين رئيسين يتشابهان إلى حدٍ ما هما الحرم والصحن، حيث يتألف الحرم من بلاطتين بينهما صف من العقود ولكل منها ثلاثة عشرة قبة وفي منتصفه محراب أمامه بلاطة مستعرضة فوقها قبة صغيرة، ويقوم إلى يمين هذا المحراب محراب ثاني قديم مزين أعلاه بلوح الفسيفساء المذهبة لكنها مشوهة وناقصة.
كما يوجد للحرم في الجامع الكبير في حمص منبر رخامي، كما يوجد على القسم الأيسر منه كتابات بتواريخ تتضمن تاريخ 510 هجري/ 1116 ميلادي، كما توجد المئذنة في الجهة الغربية من الجامع الكبير، أما من حيث التصميم المعماري فهي ذات شكل مربع، تم تشييدها من الحجر البازلتي الأسود، وتعد هذه المئذنة من العناصر المميزة في هذا الجامع.
كما يتضمن الجامع الكبير في حمص أبنية ملحقة به من الجهة الغربية، حيث تضم هذه الأبنية جمعية إصلاح ذات البيت إضافةً إلى أنها تضم أماكن الإفتاء، كما يوجد في الجهة الشرقية من الجامع مكتبة كبيرة جداً وغنية بشكل كبير بالمخطوطات والكتب وكذلك تحتوي على قاعة لإعطاء المحاضرات تم بناؤها عام 1990 ميلادي.

المصدر: فنون العمارة الأسلامية وخصائصها/المؤلف الدكتور عفيف البهنسي/الطبعة الثانيةالعمارة الأسلامية/المؤلف الدكتور عبدالله عطية عبد الحافظ/الطبعة الثانيةالعمارة الأسلامية من الصين إلى الأندلس/المؤلف خالد عزب/طبعة2010


شارك المقالة: