الحضارة المصرية القديمة والمصاطب

اقرأ في هذا المقال


المصطبة(Mastaba): هي بناء مستطيل الشكل، تُعتبر من المقابر المصرية، وكانت تعرف قديماً بالبيت الأبدي إشارة إلى بيت الراحة، وذلك لإيمانهم بالحياة الأبدية بعد الموت، تم بناءه من الحجر أو الطوب المصنوع من الطين، له سقف مسطّح وجوانب مائلة.
كانت الطريقة الأولى التي استخدمها المصريون القدماء هي حفر حفرة بالرمال، ومن ثم وضع الجثة في القبر مع أشياء شخصية مفيدة للحياة الأخرى، وبسبب رمال الصحراء الجافة كانوا يقومو بتحنيط الجثة للحفاظ عليها، ومع ذلك لم تكن محمية، وبعدها جاءت المصطبة التي كانت أول هيكل مقبرة بناه المصريون، وذلك لحماية الجثة من الحيوانات ولصوص المقابر، بعد ذلك طور المصروين نظام التحنيط باستخدام الوسائل الصناعية، ولم يتمكّن سوى كبار الملوك والمسؤولين رفيعي المستوى من الدفن والتحنيط في المصطبة.

هيكل المصطبة في العمارة المصرية

ربما يكون شكل المصطبة قد جاء من أفكار بلاد ما بين النهرين، حيث كانت هذه الحضارة تشيد في الوقت نفسه مباني وهياكل مماثلة لشكل المصطبة، بنيت من الطوب أو الحجر الطيني في النيل، وكان له شكل مميز على هيئة مقاعد مع سقف مسطح وجوانب منحدرة.
تم استخدام طوب الطين من النيل بشكل حصري في بداية بناء المصاطب، واستمروا في استخدام الطين حتى أصبح الحجر متاحاً، كان البناة بينون المناطق المهمة من المقبرة بالحجر ثم يبنون الباقي بالطوب الطيني، وذلك لسهولة توفر الطوب الطيني، وبعد ذلك أصبحت المصطبة قبراً للعامة وليس مقبرة ملكية.
عادة ما يصل ارتفاع المصطبة إلى 30 قدم، ويمتد حوالي أربعة أضعاف طوله، تحتوي المصطبة على جزء صغير يسمى كنيسة صغيرة، ويتكون الجزء الداخلي من المصطبة من غرفة عميقة مجوفة ومدعمة بالحجر، وتم حفر الغرفة الي تحتوي على الجثة بأعمق ما يمكن، وذلك للحفاظ على سلامة الروح.

التاريخ المعماري لمدينة المصاطب في مصر القديمة

في الأيام الأولى لمصر القديمة، كانت المصطبة قبور للملوك والفراعنة وأعضاء آخرين من ذوي المكانة الأجتماعية، كانت أبيدوس (Abydos) موقع للعديد من المعالم الأثرية للمقابر الفارغة، بينما سقارة (Saqqara) بمثابة موقع للمقبرة الملكية، حيث كانت تطل على العاصمة ممفيس في ذلك الوقت، تطورت المصطبة خلال هذه الفترة المبكرة للحضارة المصرية.
شهدت الأسرة الأولى بناء المصطبة على نسق مخطط، حيث كانت تتألف من عدة غرف، وتضم الغرفة المركزية التي يوضع التابوت فيها، بينما تعمل الغرف الأخرى كمساحة لتخزين الممتلكات الشخصية للميت، تم بناء الهيكل بأكملة في حفر ضحلة، وكانت البنية الفوقية تشكل المساحة الأكبر من المصطبة.
في السلالتين الثانية والثالثة، أصبح الدرج شائعاً، حيث أصبحت الحفر تتم بشكل أعمق ويتم الوصول إليها و للجزء العلوي بواسطة الدرج.
وفي السلالة الرابعة والخامسة، أضيفت مصليات أكثر تفصيلاً إلى المصاطب، وتحتوي على العديد من الغرف وقاعة مزينة بالأعمدة وغرف خفية، وشيدت غرف الدفن أسفل الجانب الجنوبي من المصطبة. وشهدت المملكة الحديثة إلى حد كبير نهاية المصطبة.

حقائق عن المصطبة المصرية القديمة

  • تم العثور على أول مصطبة في الجيزة إلى جانب الأهرامات.
  • المصطبة تأتي من كلمة عربية وتعني “المقعد”، وترجمت إلى “البيت الأبدي” في اللغة المصرية القديمة.
  • استخدمت المصاطب في أوائل السلالات للملوك والنخبة الاجتماعية.
  • مع نهايات الدولة المصرية القديمة، كان معظم الملوك والفراعنة يستخدمون الأهرامات بدلأ من المصاطب، ولكن استمر استخدمها من قبل المصريين الآخرين.
  • سقطت المصطبة تماماً بحلول عصر الدولة الحديثة.

تطور المصطبة إلى هرم في الحضارة المصرية

1- مصطبة الملك زوسر

هي أول مصطبة ملكية مربعة الشكل، بناها إمحوتب، واستخدم في بنائها مادة الحجر بدلاً من الطوب النيئ، وتعد النواة الأساسية لهرم زوسر المدرج.

2- هرم الكولة المدرج

يقع في مدينة أسوان على الضفاف الغربية من نهر النيل، بالقرب من قرية البصيلية، يرجع هذا الهرم للأسرة الثالثة، الهرم مربع الشكل، طول ضلعه 18 م، يتكون من ثلاث تدريجات تضيق كلما اتجهنا للأعلى، ويصل ارتفاعه إلى حوالي ال 9 م.

3- الهرم المنحني

يقع هذا الهرم في منطقة دهشور، بناه الملك سنفور، مؤسس السلالة الرابعة، وهو هرم ذو زاويتبن، مبني من الحجر الجيري الجيد ذو اللون الأبيض، قاعدته مربعة الشكل، طول كل ضلع 180م، زاوية ميله حوالي 50 درجة، وبيلغ إرتفاع الهرم حوالي ال100 م.

4- هرم زوسر المدرج

يقع الهرم مع مجموعة مباني ملكية محاطة بالأسوار، وتعد من مراحل تطور المقابر الملكية، حيث تطورت من مصطبة مستطية الشكل إلى هرم مربع الشكل من الحجر الجيري، وهي عبارة عن مصاطب متسلسلة.

5- هرم ميدوم

يقع هذا الهرم في محافظة بني سويف، يُعتبر أول شكل هرمي في العصر القديم، يعتبر المرحلة الإنتقالية من الهرم المدرج لأهرامات الجيزة، حيث تم بناء المصطبة على شكل مربع بدلاً من مستطيل ومدخلها من الشمال، وفيها عدة ممرات وفي نهايتها تصل إلى حجرة الدفن التي يقع جزء منها تحت الأرض والجزء الآخر فوق سطح الأرض، وبعد ذلك تم إضافة سبع طبقات من الحجر الجيري بزاوية مائلة، حتى أصبح مدرج على شكل هرم، وتمت تغطية جوانب المصطبة بحجر جيري أبيض ناعم، طول كل ضلع من أضلاع الهرم يبلغ حوالي 145 متراً وارتفاعه 90 متراً.

المصدر: Ancient Egypt Onlinebritannicahistorymuseum


شارك المقالة: