الرواشن والمشربيات في العمارة السعودية

اقرأ في هذا المقال


ميزات الرواشن والمشربيات في العمارة السعودية:

تعد الرواشن والمشربيات من أهم العناصر الجمالية التي يتميز بها الطابع المعماري في المنطقة الغربية، فالناظر إلى واجهات البيوت القديمة يراها مغطاة برواشن خشبية كبيرة على واجهة الحوائط الخارجية، وتتميز باختلاف طرازات بعضها عن بعض من حيث الشكل والتركيب، ويدل ذلك على اهتمام الأهالي بتنويع عناصر الزخرفة في الواجهة المختلفة للبيوت، فبعض المباني سيطر فيها الاتجاه الرأسي على شكل رواشنه، بينما سيطر الاتجاه الأفقي على البعض الآخر.
كما صممت رواشن أخرى بالواجهات البارزة عن الحوائط بأبعاد مختلفة، في حين نفذ غيرها بسيطاً لا بروز فيه، وتثبت كل هذه الطرز السابقة من الرواشن بواسطة كابولي (خوابير خشبية)؛ لحملها بحيث تكون بارزة عن الواجهة بمقدار لا يقل عن 80 سم وقد يصل أحياناً إلى متر ونصف المتر، وتتميز هذه الرواشن بعناصر جمالية ووظيفية تتلخص فيما يلي:
تسمح الفراغات الموجودة في الأخشاب المكونة للمشربيات والرواشن بمرور الهواء اللطيف بشكل مستمر، وتعد الأساس الثابت والدائم الذي يجلس على طرفها أهل الدار في أوقات الرحة، ويتمكنون من خلالها من رؤية الشارع دون أن يراهم أحد من المارة، وهو ما يتفق مع مجموعة القيم الدينية والاجتماعية الأخرى التي روعيت من قبل العمارة الإسلامية المدنية ومنها: المدخل المنكسر، قلة عدد النوافذ والفتحات في الواجهة الخارجية وجعلها في مستوى أكثر ارتفاعاً مع وجود الفناء الداخلي المكشوف الذي قد يتصل بفناء آخر مكشوف أو حتى بفناء ثالث تطل عليها الغرف والوحدات السكنية أكثر من إطلالها على الشوارع والازقة الخارجية.

خصائص الرواشن والمشربيات في العمارة السعودية:

تتخذ وسيلة لتبريد الماء الموضوع في ال(مشربيات) إلا لوجود أواني الشرب فيها، وإن خالف البعض في تفسير الكلمة إلى الشراب؛ أي نظر إلى أعلى فالمشربيات مواضعها في أعلى الواجهات أو أنها تحريف الكلمة إلى مشرفية؛ لأنها تشرف على واجهات المنزل أو غير ذلك وتلقي بظلالها على الواجهة والحوائط المجاورة، لتساعد في عمليات التبريد الداخلي للمبنى.
يزداد الإحساس بتذوق جمال المشربيات إذا دققنا النظر في وحدات تكوينها، فهذه الوحدة الصغيرة من الخشب المخروط التي تسمى برمقاً أو عرموساً تعشق مع جاراتها من دون استعمال المسامير؛ لتشكل بروزاً يقابله تجويف (سالب وموجب)، والخرط نوعان: بلدي وهو ذو العراميس كبيرة الاحجام لسد الفراغات الكبيرة مثل درابزينات المنابر والدكك، والنوع الآخر دقيق، وهو بأحجامه الصغيرة وأنواعه الكثيرة التي تزيد على العشرة مثل الخرط الميموني والمسدس وذي الأكر والمفوق وغيرها من خلال سد بعض الفتحات وترك الأخرى.

المصدر: العمارة الحربية في الجزيرة العربية/ تأليف الدكتور محمد الجهيني/ الطبعة الأولىكتاب عمارة المسجد النبوي الشريف/ تأليف الدكتور محمد حمزة إسماعيل الحداد/ طبعة 1999الرواق في العمارة الإسلامية بمكة المكرمة/ تأليف الدكتور محمد حمزة إسماعيل الحداد/الطبعة الأولى 2004عمارة مسجد النبي صل الله عليه وسلم ودخول الحجرات فيه/ تأليف علي بن عبد العزيز الشبل/2014


شارك المقالة: