الطراز المملوكي

اقرأ في هذا المقال


عاشت مصر في عصر المماليك البحرية والمماليك الجراكسة أزهى عصورها في فن العمارة، فقد اهتم المماليك بحركة البناء أكثر من غيرهم من الحكام، فما من ملك أو سلطان أو أمير مملوكي إلّا وشيّد جامعاً أو مدرسة أو خانقاه أو سبيلاً، هذا بخلاف الأربطة والحمامات وغيرها من العمائر والأبنية. لم يقتصر اهتمام المماليك على كثرة البناء فقط، بل اهتموا كذلك بتطوير أساليب البناء وتطوير فنونه، فتطور فن الزخرفة وعناصر المعمار.

سمات الطراز المملوكي:

من أبرز سمات المعمار المملوكي، الاهتمام بواجهات الجوامع والمدارس واستخدام القباب الضرحية وفتحات النوافذ المزينة بالزجاج المعشق، كذلك استخدام المقرنصات التي تتوج أعلى الواجهات والشرفات المسننة التي شكلت على هيئة أوراق نباتية ثلاثية أو خماسية الأطراف. تنوعت عمائر المماليك بين العمائر الدينية كالجوامع والمدراس والخانقوات، وبين العمائر المدينة مثل الوكلات والخانات والفنادق.

كما استخدم المماليك نظماً جديدة في تخطيط عمائرهم إلى جانب النظام التقليدي الذي يعتمد على صحن أوسط مكشوف وأربع ظلات أكبرها القبلة، كما استخدمت العقود المحمولة على أعمدة في رفع السقف والقبة الرئيسية، مثال على ذلك جامع السطان بيبرس البندقداري، والذي استخدم فيه الحجر المسقول في بناء واجهته كما هو الحال مع معظم العمائر المملوكية، واستخدم الآجر في بناء القباب والعقود.

وقد أضيف لهذا التخطيط ثلاثة تخطيطات أخرى هي:

  • النظام الأيوني، وهو يتكون من صحن أوسط مكشوف تحيط بأضلاعه أربعة إيوانات، أكبرها عمقاً إيوان القبلة وجميع الإيوانات متقابلة ومعقودة، انتشر هذا التخطيط انتشاراً واسعاً في العمائر المملوكية.
  • التخطيط الثاني الجديد الذي أضافه الطراز المملوكي يعتمد على التخطيط الأيوني، لكن بنسب أصغر، فبدأ في تقليل مساحة الصحن ثم تغطيته بسقف خشبي على هيئة الفانوس يسمّى الشخشيخة.
  • التخطيط الثالث هو ظهور المجمع، أي منشأة واحدة دينية تؤدي أكثر من وظيفة، حيث بدأ المعمار إضافة وحدات معمارية جديدة بالإضافة إلى المدرسة والجامع، ومن أمثلة ذلك تخطيط مجمع السلطان قلاوون الذي يضم مسجداً وضريحاً وبيمارستاناً وسبيلاً وميضأة.

شاع في الطراز المملوكي زخرفة الوزرات الرخامية على الحوائط والأرضيات والمحاريب، مثل مدرسة السلطان حسن ومدرسة قايتباي ومدرسة السلطان الغوري، كما جاءت المآذن المملوكية معماراً جميلاً وتميزت برشاقتها وارتفاعها، كما كان لمعظمها شكل مميز، فقد شيّد معظمها على قاعدة مربعة يعلوها بناء مثمن تتخلله شرفات بارزة محمولة على أشكال مقرنصة.

المصدر: العمارة الأسلامية من الصين إلى الأندلس/المؤلف خالد عزب/طبعة2010العمارة الأسلامية/المؤلف الدكتور عبدالله عطية عبد الحافظ/الطبعة الثانيةفنون العمارة الأسلامية وخصائصها/المؤلف الدكتور عفيف البهنسي/الطبعة الثانية


شارك المقالة: