العادات والتقاليد وأثرها على تكوين العمارة اليمنية

اقرأ في هذا المقال


كيف ارتبطت العمارة اليمنية بالعادات والتقاليد؟

كان للعوامل والأسباب التاريخية أثر في تكوين العمارة اليمنية، خاصة فيما يتعلق بالعمارة القديمة قبل الإسلام والعمارة بعد الإسلام، فقد استمر اليمنيون في البناء على النظام اليمني القديم وتطورت العمارة اليمنية مع الزمن واختلفت باختلاف ظروف المتغيرات التاريخية، حيث أن مراحل تطور متعددة بدأت من عهد السبئيين وحتى العصر الحديث مروراً بالحضارة الإسلامية التي ما زالت من أهم المؤثرات بجانب الحضارة العربية والغربية على العمارة.
كما كانت العمارة مرتبطة بعامل أساسي هو العادات والتقاليد، والعادات كانت أكثرها نابعة من العقيدة السائدة، وقد كانت العمارة اليمنية على مر فترات تطورها وعلى اختلاف طبقاتها مستقلة، أي أن قدماء اليمنيين لم يستعملوا العمارة الجماعية.
ولم يبقى من العمارة السكنية القديمة أو قصور ما قبل الإسلام إل~ا آثار قليلة، فكانت تهدم ويبنى على أنقاضها من جديد، والتي لم تهدم تهدمت بفعل الزمن، والآن وبشكل عام ترتبط بشكل الحياة الاجتماعية، لهذا فإن شكل الحياة كان له أثر في عملية التكوين والشكل للخصائص المعمارية اليمنية، كما أن للعوامل البيئية الجغرافية والمواد والتقنيات أثر في تكوين الخصائص المعمارية.

العادات والتقاليد وتأثيرها على مخطط المدينة اليمنية:

يُعد شكل مخطط المدينة التقليدية اندماجاً بيئياً حضرياً للحاجات والتقاليد الاجتماعية، حيث كانت معابر المشاة الضيقة في أحياء المدينة القديمة مثلاً تساعد على حفظ خصوصية البيوت وتعزلها عن الشوارع الرئيسية والمراكز التجارية، وكان قرب البنايات من بعضها البعض عاملاً على نشر الظل والحماية من الشمس والظروف المناخية القاسية، ولهذا فإن التخطيط يتناسب مع الحاجات الأساسية لأهالي المنطقة، كما أن الظروف الاجتماعية والاقتصادية أثرت على نحو أساسي في تخطيط البيوت والشوارع والمناطق والمدن.
كما أن طريقة تصميم الأحياء التي تقوم على تسويرها دليل على حاجة عزل الشارع الرئيسي عن مناطق السكن خاصةً، كما أن الحاجة الأمنية والعادات الاجتماعية مثل حركة النساء من بيت إلى آخر عن طريق الجسور في الأدوار العليا خلال حالات الحصار التي كانت تعاني منها بعض المدن من حروب تُعد من الحلول المعمارية للحماية، حيث جاءت الحلول المعمارية وافية لهذه المتطلبات، كما أن استخدام التقنية الأهلية والمفهوم التخطيطي المحلي والنمط المعماري قد أعطى نموذجاً مثالياً في مجال تصميم المدن.

المصدر: خصائص العمارة اليمنية أشكالها واتجاهات تطورها/تأليف الدكتور محمد بن محمد العلفي/ الطبعة الأولىمدخل إلى العمارة الإسلامية في الجمهورية اليمنية/تأليف الدكتور مصطفى عبد الله شيحة/ الطبعة الأولى 1987مالفن المعماري والفكر الديني في اليمن القديم/ تأليف منير عبد الجليل العريقي/ الطبعة الأولى


شارك المقالة: