المدارس والأضرحة التي بها مساجد في ليبيا

اقرأ في هذا المقال


ومن هذه الأبنية مدرسة الشمعية والمدرسة المنتصرية وضريح سيدي أبو القاسم الزلليزي والذي يحتوي على مسجد صغير، فالمساجد الجامعة هذه لها خصائص مشتركة فهي متسعة ومعمدة، يتكون الجامع غالباً من قاعة صلاة مستطيلة مبنية من الحجارة الحسنة الصقل، وتنحصر الزخرفة في هذه الجوامع في منطقة المحراب وقبة بهو المحراب والمدخل والمئذنة.

وبيت الصلاة في هذه الجوامع يحاط من الخارج بأكثر من رواق من ثلاثة جوانب من بيت، وكذلك أكثر من صحن، إن وجود مثل هذا الرواق أو الأروقة التي تحيط ببيت الصلاة من الخارج، وتعدد الصحون في الجامع الواحد هي ظواهر معمارية جديدة ومثيرة، ومثل هذه الملامح المعمارية يمكن رؤيتها في الجوامع التي شيدت في الفترة العثمانية في كل من ليبيا وتونس.

خصائص المساجد الملحقة في المدارس والأضرحة في ليبيا:

أما نظام التسقيف في هذه الجوامع فيختلف، بعضها ذات أقبية برميلية والبعض الآخر ذات أقبية برميلية متقاطعة أو سقف يجمع بين هذين النظاميين من الأسقف والبعض الآخر من الجوامع لها أسقف مسطحة، وفي كل هذه الجوامع استخدمت دعامات وأعمدة ودعامات ساندة ملتصقة بالجدران لحمل العقود وتقسيم الفراغ الداخلي لقاعة الصلاة إلى فراغات متساوية.

هذا الترتيب الداخلي لهذه الجوامع يبين استمرارية للنوع القديم من المساجد الجامعة، ووجود قبة تغطي منطقة المحراب، ووجود مئذنة مربعة يدعم ويبرهن على هذه الاستمرارية، وما يجب التنبيه عنه أن مساجداً بهذا النوع والفخامة والضخامة لم تُشيد في ليبيا في العهد الحفصي، على أن نوعاً من هذه الجوامع وصل تأثيره إلى ليبيا في بداية العهد العثماني، والمسجد الوحيد المشابه لهذه الجوامع التونسية هو جامع مراد آغا بتاجوراء الذي شيد في سنة 690 هجري.

أما المساجد الصغيرة التي توجد ضمن أبنية المدارس كالمدرسة الشمعية والمنتصرية عادة تتكون من ثلاثة أروقة؛ إما متوازية أو متعامدة على جدران القبلة، وفي بعض الأحيان تكون أسقفها مسطحة محمولة على بواكي تحملها أعمدة أو دعائم ودعائم ساندة، إن مساحة وعدد الأروقة وخلو المسجد من الزخرفة ومقدار الصناعة لهذه المساجد التونسية الصغيرة يذكرنا بالمساجد الليبية الصغيرة المماثلة.

هذه المساجد الليبية أثبتنا وأنها ترجع إلى الفترات السابقة للعهد العثماني، غير أن الفرق هو إن المساجد الليبية غالباً ما تغطيها أسقف من ثلاثة أقبية برميلية متوازية على جدار القبلة والبعض الآخر لها أسقف مسطحة، في حين إن المساجد التونسية المماثلة لها ثلاثة أروقة ذات أسقف مسطحة.

المصدر: العمارة الإسلامية في أوروبا العثمانية/تأليف الدكتور محمد حمزة إسماعيل حداد/2002ميلاديدراسات في العمارة العثمانية/تأليف الدكتور عبد الله عطية عبد الحافظ/الطبعة الأولىموسوعة العمارة الإسلامية في مصر/تأليف الدكتور محمد حمزة إسماعيل حداد/الطبعة الأولىعمارة المساجد العثمانية/تأليف زين عابدين/الطبعة الأولى


شارك المقالة: