المواد وتقنية البناء في العمارة اليمنية

اقرأ في هذا المقال


مواد البناء في العمارة اليمنية:

من العوامل التي ساعدت في تكوين العمارة اليمنية هي المواد وتقنية البناء، حيثث تستخدم العمارة اليمنية الحجر والطين والطوب المحروق، وهي المواد التي تأتي في المقدمة من حيث عامل تحملها للزمن، حيث أنها المواد الأساسية ولها دور كبير في التشكيل والتكوين للعناصر عبر تاريخ مديد، وقد وجدت المباني من الحجر والطين لتلائم البيئة وجمالها، حيث استخدمت الحجر والطين في حضارة اليمن والرافدين ومصر والحضارة الإسلامية.
وباستخدام هذه المواد كمواد بنائية طبيعية حققت عامل مقاومة التأثير المناخي وخلقت فراغاً مكيفاً بطبيعته، وقد استعملت هذه المواد كغلاف خارجي يحقق العزل الحراري ويؤمن حمل البناء في آن واحد، وقد اعتمد في اختيار واستخدام المواد على خصائص المكان المناخية، حيث تم اختيار حجم البناء ومواده كنتيجة وكمحصلة للتأثيرات المناخية المختلفة، مثل تقلبات الطقس وتجاوب البناء مع هذه التقلبات التي قد تحدث في يوم واحد وخاصة في المناطق الجبلية الوسطى.
لهذا نجد أن البناء في اليمن مختلف الأنماط قد جاء مدروساً مناخياً واعتبر أقل تكلفة؛ لأن الحلول طبيعية والمواد من الطبيعة المحصورة في المحيط، ولهذا جاءت صحية لأن جميع المواد استخدمت في إنشاء الحوائط الحاملة والحوائط الفاصلة التي كانت تعتمد على طبيعتها وخاصيتها في مقاومة الرطوبة.

الإنشاء في العمارة اليمنية:

إن أحد الشروط الأساسية في المباني هو المتانة، والمواد المستخدمة في العمارة اليمنية لها خواص المتانة والثبات، وقد استعملت في البناء بطرق تنفيذية بما يتناسب مع صفاتها وطبيعتها، ومن صفاتها أنها أتت منتظمة متفقة مع الفراغات المطلوبة لعناصر المبنى، فقد كانت هي أساس تكوين المباني كوحدات متماسكة ومترابطة ولها خاصية الإستمرارية، كما تندمج الأجزاء في الشكل وتتكامل، حيث أتت الأشكال والفراغات متناسبة مع النظام الإنشائي، فالنظام الإنشائي قد أتى وفقاً للظروف في المناطق.
كما أتت عناصر الإنشاء وأشكالها وعلاقتها فيما بينها كوحدات متكررة ارتبطت بإنسجامها الشكلي كأساس للأنماط وعملت لها شخصية منفردة، حيث تشكلت العناصر الإنشائية سواء السقوف أو الحوائط أو النوافذ تبعاً للمؤثرات والعوامل التي أثرت في شكلها ومادتها أو طريقة بنائها، لهذا اتخذت الأنماط أشكالاً مناسبة وملائمة.
إن استعمال المواد في العمارة اليمنية يُعد استكمالاً للصلة بين المبنى والطبيعة، كما أن استعمال المواد المآخوذة من الطبيعة ومن البيئة نفسها أو حتى من نفس الموقع ، جعل الأنماط المختلفة تنتمي إلى بيئتها وجعلها جزءاً متكاملاً.

المصدر: الفن المعماري والفكر الديني في اليمن القديم/ تأليف منير عبد الجليل العريقي/ الطبعة الأولىمدخل إلى العمارة الإسلامية في الجمهورية اليمنية/تأليف الدكتور مصطفى عبد الله شيحة/ الطبعة الأولى 1987مخصائص العمارة اليمنية أشكالها واتجاهات تطورها/تأليف الدكتور محمد بن محمد العلفي/ الطبعة الأولى


شارك المقالة: