تطور مسجد القبة في أوروبا العثمانية

اقرأ في هذا المقال


تطور النمط البسيط لمسجد القبة بحيث أصبح يمثل حلقة من حلقات تطور طراز القبة، حيث تم توسيع أو زيادة مساحة المسجد من الداخل عن طريق إضافة أربعة إيوانات أو دخلات صغيرة غير عميقة في أغلب الأحيان ولكنها أكثر امتداداً، تحيط بمربع القبة من جهاته الأربع، وفي هذه الحالة تشرف الإيوانات أو تلك الدخلات الصغيرة على المساحة الوسطى المربعة من خلال أربعة عقود تحصر فيما بينها -أي في كوشاتها- منطقة الانتقال التي تقوم فوقها قبة

سمات مسجد القبة في أوروبا العثمانية:

وعلى الرغم من أهمية هذه الحلقة أو تلك المرحلة من حيث أنها خطوة مهمة أو إرهاصة كبيرة نحو تطوير القبة المركزية أو القبة الرئيسية للمسجد عامة إلا أن نماذجها الباقية في العمارة الإسلامية تعد قليلة بل نادرة، بحيث لا تتجاوز أصابع اليد الواحدة، في ضوء ما هو معروف منها وقمنا بحصره حتى الآن، ومنها في أوروبا العثمانية نموذج وحيد في بلغاريا هو المسجد العتيق أو القديم والنقش الإنشائي الأصلي للمسجد لا يعرف عنه شيء، ومن ثم اعتمد في تأريخه على الدراسات التحليلية المقارنة.
وقد أرخه كيل في بادئ الأمر بعقد العشرينات من القرن 9 هجري على اعتبار أنه بني في الفترة الواقعة فيما بين تاريخ بناء المسجد الكبير في مدينة عشاق بالأناضول الوسطى عام 822 هجري، وعلى الرغم من أن كيل قد اعترف أن تصميم مسجد يامبول الأصلي لا يشبه مثيله في أوج شرفلس بأدرنه، فإنه أجهد نفسه في البحث عن جذور تخطيط هذا المسجد الأخير ومحاولة تلمس الإرهاصات الأولى التي مهدت الطريق له بطريقة ما على حد قوله، وتلك الدراسات كان يجب أن يخصص لها موضع آخر غير مسجد يامبول العتيق.
ولم يلبث كيل أن رجع عن رأيه حول تاريخ المسجد في دراسة تالية، حيث ذكر أن المسجد الأصلي قد بني فيما بعد عامي 777-787 هجري، دون أن يحدد دليلاً على ذلك سوى أنه يشبه مسجد أورخان غازي في بيلاجك بالأناضول، وأنه قد بني قبل مسجد يامبزل بنحو 30 عاماً، مع أن الدراسات الأخرى قد تأرجحت لخول المسجد من النقش الإنشائي له بين اعتبار هذا المسجد من عمائر النصف الأول من القرن 8 هجري.

المصدر: موسوعة العمارة الإسلامية في مصر/تأليف الدكتور محمد حمزة إسماعيل حداد/الطبعة الأولىالعمارة الإسلامية في أوروبا العثمانية/تأليف الدكتور محمد حمزة إسماعيل حداد/2002ميلاديعمارة المساجد العثمانية/تأليف زين عابدين/الطبعة الأولىدراسات في العمارة العثمانية/تأليع الدكتور عبد الله عطية عبد الحافظ/الطبعة الأولى


شارك المقالة: