مسجد آيا صوفيا

اقرأ في هذا المقال


تحويل متحف آيا صوفيا إلى مسجد وانتقاد العالم لذلك :

اليوم بعد 86 عاماً الرئيس أردوغان يكسر قيود آيا صوفيا ويعلن رسمياً عودتها مسجداً وفتح أبوابها للمسلمين لإقامة الصلاة فيها، والذي يعد من أهم القرارات في تاريخ تركيا الحديث، القرار جاء وسط ترحيب شعبي في تركيا، إذ تصدر وسم جامع آيا صوفيا وشكراً لأردوغان، كما تصدر وسم آيا صوفيا تويتر في عدد من الدول العربية.
القرار أثار سخط اليونان والكنيسة الأثوذكسية في روسيا، الذباب الإلكتروني شارك روسيا واليونان حملتها على تركيا وأردوغان، كما أن دول كثيرة انتقدت تحويل آيا صوفيا مسجد، حيث يعتبر استفزاز للعالم المتحضر الذي يعترف بالقيمة الفردية والطبيعية المسكونية لهذا المعلم الأثري، حيث لم يتم الأصغاء إلى أصوات الملايين من المسيحيين.
كثير من الدول رأت أن هذا القرار يعتبر إهانة لمشاعر المسيحيين في العالم، حيث علق وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو قائلاً (نحث السلطات التركية على أن تواصل الحفاظ على آيا صوفيا كمتحف بوصفه تجسيداً لالتزامها باحترام التقاليد الدينية والتاريخ المنتوعة والتأكيد على بقائها متاحة للجميع)، كما انتقد البطريرك بارثولوميو أحد زعماء المسيحيين الأرثوذكس في العالم المحاولات التركية لتغيير وضع آيا صوفيا قائلاً (إن تحويل الكنيسة إلى مسجد مرة آخرى سيثير غضب ملايين المسيحيين حول العالم).
وما زال الجدل مستمر بين الطرفين، أحدهما يريد تحويل المتحف إلى مسجد، والآخر يريد بقاء آيا صوفيا على حالها وجعلها متاحة للجميع.

التاريخ المعماري لآيا صوفيا:

في سنة 360 ميلادي أمر أحد من أبناء السلالة القسطنطينة التي حكمت الدولة البيزنطية الرومانية في فترة من فترات ببناء كنيسة في مدينة القسطنطينة في تركيا، وذلك لتكون رمزاً للديانة المسيحية وللدولة البيزنطية، وتعد هذه الكنيسة من أهم المعالم الأثرية في العالم في وقتنا هذا وفي وقت بناؤها.
في سنة 404 ميلادي قام صراع في الدولة البيزنطية حصلت أحداث كثيرة أدت إلى حرق الكنيسة في الكامل، وبينت عدت كنائس في نفس الموقع وتم تعرضها إلى الحرق، إلى أن أتى الأمبراطور جستينيان الأول وبدأ سنة 532 ميلادي ببناء كنيسة جديدة أكبر وأفخم وأعظم في نفس المكان، كما أمر اثنين من أمهر المهندسين ببناء الكنيسة، حيث قيل أن الأمبراطور قام ببناء كنيسة لم يأتي مثلها من عهد سيدنا آدم عليه السلام.
وفي سنة 537 ميلادي افتتح الأمبرطور الكنيسة وأقام حفل كبير لبناء كنيسة آيا صوفيا العظيمة، والتي معناها الحكمة المقدسة، بنيت كنيسة آيا صوفيا على طراز العمارة الرومانية متداخل معها أسلوب العمارة الشرقية، وذلك بوجود قبة ضخمة ارتفاعها حوالي 32 متراً.
بقيت كنيسة آيا صوفيا رمز وأيقونة عالمية للديانة المسيحية لمدة 916 سنة، وفي سنة 1453 ميلادي، السلطان العثماني محمد الفاتح حارب مدينة القسطنطينة، وأسقطها تحت الحكم العثماني، وغير اسم المدينة إلى إسلامبول أو إسطنبول، ولم يكن هناك مسجداً لإداء صلاة الجمعة بعد الفتح ولم يكن وقت كافياً لبناء مسجد، فقرر محمد الفاتح أن آيا صوفيا هي المكان المناسب لإقامة صلاة الجمعة وأمر بتحويلها إلى مسجد.
حيث قام بتغطية الرسومات المسيحية على الجدارن بالنحاس بدلاً من إزالتها تماماً، بعد ذلك بقيت آيا صوفيا رمز للدين الإسلامي لحوالي 480 سنة، حيث أضافت الدولة العثمانية للمبنى أربع مآذن ومنبر ومحراب يقوم بتحديد اتجاه القبلة.
بعد الحرب العالمية وبعد هزيمة الدولة العثمانية وتحديداً في سنة 1934 ميلادي أتاتورك أعلن علمنة آيا صوفيا، وبعد ذلك في سنة أعلن عن تحويل آيا صوفيا لمتحف تاريخي، وبدأت تظهر الرسومات المسيحية على الجدران مرة أخرى وفي جانبها الكتابات الإسلامية، وبقيت على هذا الحال إلى يومنا هذا .

المصدر: تاريخ أوربا في العصور الوسطى/ المؤلف سعيد عبد الفتح عاشور/ طبعة 2009تاريخ العمارة الجزء الثاني في العصور المتوسطة/المؤلف الدكتور توفيق عبد الجواد/طبعة 2009تاريخ العمارة في العصور الوسطى القديمة الأروبية/الؤلف عبد المعطي خضر/ طبعة 1998


شارك المقالة: