محاريب مساجد تلمسان

اقرأ في هذا المقال


سمات محاريب مساجد تلمسان:

على الرغم من أن المحراب لم يكن معروفاً في العصر الإسلامي المبكر ولم يستحدث إلا عهد في عمر بن عبد العزيز الذي شكل حنية مجوفة في مسجد الرسول (عليه الصلاة والسلام) في المدينة المنورة، ومنذ ذلك الوقت اهتم المسلمون بهذا العنصر الروحي فأبدعوا فيه أشكالاً مختلفة ترواحت بين المسطح والمتوسط التجويف، إلا أن الصناع في مدينة تلمسان على عهد المرابطين اتخذوا شكلاً موحداً للمحاريب في مساجدهم، وهو الشكل المتعدد الأضلاع أو كما يقول الأستاذ (بو روبية) بأن المرابطين هم أول من أعطى المحراب شكلاً سداسياً.
كان ذلك في مساجد هذه المدينة بغض النظر عن التفاوت الحجمي لها، ولكن الملفت للانتباه أن محراب مسجد ندرومة يغلب عليه طابع التدوير، ومثله في ذلك محراب الجامع الأعظم بقرطبة، وإن كان محراب هذا الأخير ضيقاً في بدايته؛ ممّا يجعله قريب الشبه من الشكل الأجاصي في تصميمه، ومع ذلك نجد أن الموحدين قد استمسكوا بهذا النمط في مساجدهم بدءاً من مسجدهم الأول بتنميل.
أما محراب الجامع الأعظم المرابطي بالجزائر، فقد أصبح غير ذي أهمية بالنسبة لعلم الآثار بفعل التجديدات الكثيرة التي طرأت عليه؛ وذلك نتيجة تعرضه المستمر للقذائف الأوروبية التي كانت تنهال على المدينة وعليه طوال العهد العثماني حتى قبيل الاحتلال الفرنسي للجزائر سنة 1830 ميلادي.

ميزات محاريب مساجد تلمسان:

كما أن محاريب مساجد تلمسان تمتاز بكسوة فنية رائعة أبهرت دارسي الآثار الإسلامية، وتعجبوا منها إعجاب عظيم، خاصة وأنهم يعلمون أن المرابطين غير مبالين لبهرج الحياة وزينتها، وزادت حيرتهم أكثر حينما طرأ هذا التغيير المفاجئ في حياتهم البسيطة دون أن يمروا بالمراحل الترتيبية للنضوج الفني، ولذلك فقد تنجلي تلك الحيرة حينا تلاحظ وجود وحدة الفن الزخرفي بينهم وبين فناني قرطبة على وجه الخصوص.
فواجهة محراب الجامع الأعظم تمتاز بثرائها الفني القائم على تهيئة المساحة الجصية ثم تحديد النطاقات أفقياً وعمودياً، التي تحفر فيها الآيات القرآنية بالخطين الكوفي والنسخي، وملء كوشات العقود بالزخرفة المجردة، كما أنها تمتاز بعقودها الحدوية مثلما هي سائدة في عمائر المغرب الإسلامي، بذلك حافظت تلمسان على النمط المعروف في واجهات المحاريب.
كما أن أهم المكونات الزخرفية للمحاريب في مساجد تلمسان هي الزخرفة النباتية وهي الطاغية، الزخرفة الكتابية والزخرفة الهندسية.

المصدر: لمحات عن العمارة والفنون الإسلامية في الجزائر/تأليف الدكتور محمد السيب عقاب/الطبعة الأولىالعمارة الإسلامية من الصين إلى الأندلس/المؤلف خالد عزب/طبعة2010العمارة الإسلامية/المؤلف الدكتور عبدالله عطية عبد الحافظ/الطبعة الثانية


شارك المقالة: