محاور الحركة في المدينة اليمنية القديمة

اقرأ في هذا المقال


أقسام محاور الحركة في المدينة اليمنية القديمة:

  • الأول: وهو الرئيسي، يرتكز بشكل أساسي على محور اتجاه حركة التجارة العالمية القديمة لطريق اللبان (جنوب شمال)، ولهذا جاءت البوابة الرئيسية للمدينة (جنوبية_شمالية)، حيث كان أغلب المدن اليمنية القديمة لها بابان فقط، وحين التعدد يتجه الباب الثالث نحو محور الغرب، يوجد هذا الباب في الغالب في مدن الهضبة الوسطى، وقليلة هي المدن التي اعتمدت الأبواب الأربعة.
  • الثاني: يتمحور حول اتجاه الحركة البينية للتجارة الثانوية عالمياً، والمساعدة الداعمة محلياً وإقليمياً ومحورها (شرق غرب)، وقد تفاعل هذا المحور مع المحور الأساسي حتى في فترة اضمحلال تجارة اللبان عبر الصحراء (شبوة – مأرب – عزة).

خصائص محاور الحركة في المدينة اليمنية القديمة:

كان للتضاريس من ناحية والتوجه نحو محور حركة التجارة بعد اضمحلال وتلاشي دور المدن الرئيسية في وسط وأطراف الهضبة الوسطى من ناحية أخرى دور كبير في تنامي نشاط المدن الساحلية والجبلية للمرتفاعات الغربية وتعزيز دورها في خدمة التجارة العاليمة، بما جعلها تتخذ لها بوابات ذات محاور رئيسية للحركة وفق تموضعها في سفح الجبل أو وسط سلسلة جبلية تحميها أو في قاع تتموضع على أطرافه، لهذا أتت مغايرة تماماً في الشكل تخطيطاً عن مدن البعد الأول، حيث أعطتها التضاريس شكل قالبها، واتجه محور الحركة باحثاً عن أقرب مخرج للتواصل مع الطريق الرئيسي للتجارة، ولهذا كان لبعض المدن باب واحد فقط ولبعضها بابان رئيسيان.
وللدلالة على ما سبق نجد أن معظم المدن الرئيسية في وسط الهضبة الوسطى وأطرافها ومنها مدينة تمنع بوابتان جنوبية وشمالية، والبوابة الرئيسية لمدينة شبوة شمالية فضلاً عن بوابتين الأولى في الطرف الشمالي الشرقي والثاني في الجنوب الشرقي، أما مدينة مأرب فكانت تحتوي على أربع بوابات في جهاتها الأربعة.
ومن أقدم المدن اليمنية الإسلامية محاكاة لهذه الخاصية هي مدينة جبلة ببوابتها الوحيدة الشرقية، حيث إن المدن اليمنية القديمة الإسلامية تعتمد محاور حركتها الداخلية أساساً على اتجاه الحركة الخارجية، الذي اتخذ من المحور الأساس (جنوب – شمال) ومن ثم (غرب – شرق) عالمياً وإقليمياً ومحلية من ناحية، وعلى التضاريس القائمة عليها من ناحية أخرى.
وعليه تمحورت خطوط الحركة داخل المدينة وتوزعت مكوناتها وفق نظام (بوابة – ساحة – سوق – معبد (مسجد) – قصر – حارات سكنية – طرق – حدائق).

المصدر: خصائص العمارة اليمنية أشكالها واتجاهات تطورها/تأليف الدكتور محمد بن محمد العلفي/ الطبعة الأولىالفن المعماري والفكر الديني في اليمن القديم/ تأليف منير عبد الجليل العريقي/ الطبعة الأولىالخصائص المعمارية للمدينة اليمنية القديمة واستمراريتها/ تأليف الدكتور أحمد إبراهيم حنشور/ الطبعة الأولى 2011


شارك المقالة: