إذا أردت أن تطاع فسل ما يستطاع – If you wish to be obeyed don't ask the impossible

يقدم هذا المثل نصيحة إلى الأشخاص، وهي إذا أراد الإنسان أن يكون شخص له احترامه وتقديره، يجب عليه أن لا يُحمّل الأشخاص فوق طاقتهم، فحين يطلب من شخص آخر شيء ما، يجب أن يكون طلبه ضمن مقدرته وطاقته.

مضمون مثل “إذا أردت أن تطاع فسل ما يستطاع”:

كل إنسان في هذه الحياة يتمنى أن تُنفذ كل طلباته، وتتحقق أمنياته وأحلامه، فيكمن السؤال هنا هل سيكتفي الإنسان لو طلب وحقق ما يريد، بالتأكيد لا؛ لأن الإنسان بفطرته وطبيعته طماع، فلا يفكر بحجم ما يطلب، ولو دار في ذهنه أن يقوم هو بتحقيق ما يطلب، لوجد ثقل وصعوبة في الأمر، لذلك يجب على كل شخص أن يضع نفسه مكان الشخص الذي يطلب منه، فلا يسيطر عليه طمعه ويطلب شيء خارج عن المقدرة.

أحداث دارت حول مثل “إذا أردت أن تطاع فسل ما يستطاع”:

يُحكى قديماً في أحداث المثل أنه كان هناك شخصاً طماعاً، في يوم من الأيام وقع في يده فانوس سحري، فبدأ يطلب منه أن يحقق له طلباته، أولها أن يصبح مليونيراً، فوافق المارد، وقال: ستصبح مليونير، وثانيهما، أن يتزوج بإمرأةً تكون ملكة جمال دون أن يلامس وجهها شيء، وأنيقة بدون شراء ملابس، وذات صوت جميل في الغناء، وطباخة ماهرة دون أن تأكل كثيراً، وتحب أهله كثيراً ولا تذهب لأهلها.
ثار وقتها غضب المارد، فصاح به وقال: لنرجع للطلب الأول؛ ألا تعلم أنك ستحتاج إلى العديد من السنوات لتصبح مليونيراً، يا لك من إنسان طماع وماكر، فطلبك هذا مُلبى، أما طلباتك الأخرى فقد فاقة حتى مقدرتي، فطلباته تعجيزيه، ولو بقي مئات السنين لما تمكن من تحقيق ما طلبه من المارد.

العبرة من مثل “إذا أردت أن تطاع فسل ما يستطاع”:

الطاعة تتمثل في أنه إذا أردت أن تكون شخصاً محترماً ومطاعاً وذو رأي موزون وغير مردود، فعلى طلباتك أن تكون سهلة يمكن القيام بها وتلبيتها، فلا تحتوي طلباتك على المبالغة، وإذا أردت أن تطاع فأمر واطلب ما يستطاع تلبيته، فلا يجب الاعتقاد بأن طلبك لا يرد، وإنما يجب أن يكون رأيك كالآخرين يمكن أن يقابل بالرد أو الرفض، ولا يجب الاعتقاد أيضاً أنه عند رفض طلبك تكون نهاية العالم.
وإذا أراد الشخص أن تكون طلباته أقرب إلى الطاعة، فيترتب عليه أن يكون شخص قدم خدمات للناس، وأن يكون ظاهر اجتماعياً، ويكون دائم في مشاركة الناس بمسراتهم ومشاكلهم، ويميل قدر الإمكان إلى التواضع والبساطة.