الله يهني سعيد بسعيدة

اقرأ في هذا المقال


جميع الأمم التي رسمت الخطى على وجه المعمورة تمتلك الموروث الثقافيّ الذي يخصها، وكما إنه يجعلها تتفرد به عن غيرها، وهو بدوره يعبّر عن الكثير من الوقائع والمناسبات، التي حصلت خلال التاريخ، ولعل من أكثر أنواع التراث شهرة “الأمثال الشعبية” والحكم، ويقوم الناس باستخدام هذه الأمثال أو الحكم إذا مرّوا بظرف أو حدث مشابه للحدث الأصلي الذي قيلت فيه تلك الأمثال، فيعبرون عنه بمثل أو حكمة، وهكذا تبقى محفوظة، ويتداولها الناس جيلًا بعد جيل مع إضافة ما استجد من أمثال تعبر عن أحداث الحاضر، والمثل الذي سنتناوله لاحقًا، هو: “الله يهني سعيد بسعيدة”.

فيم يضرب مثل “الله يهني سعيد بسعيدة”؟

تُعتبر الأمثال العربية إرثًا حضاريًا تصوّر حياة المجتمعات، وتعكس أذواقها وعاداتها، ومثل: “الله يهني سعيد بسعيدة” المشهور، والذي يستخدمه الناس بشكل يومي، وهو يُضرب عند مشاهدتهم مشاعر الحب والألفة بين الأزواج، أو الأصدقاء والجيران، وكما نعلم أن لأغلب الأمثال قصة، ولمثلنا قصة طريفة سنتعرف عليها فيما يلي من سطور.

قصة مثل “الله يهني سعيد بسعيدة”:

أما قصة مثل: “الله يهني سعيد بسعيدة” عن ملك شعر بدنوّ أجله، ورغب في أن يطمئن على ولده سعيد، فما كان منه إلا أن أوصى عمّه أن يزوجه من المرأة التي يريد، ومات الملك، وهنا بدأت أحداث القصة، وكذلك رحلة سعيد في مشوار البحث عن زوجة، عرض العم على سعيد الزواج من ابنته سعيدة والتي كانت تحبه حبًا شديدًا، غير أنه رفض، وطلب إلى عمه الذهاب معه كي يخطب له عروس أخرى، ولكن كما تجري العادات لديهم، طلب منه عمه لكي يتم الزواج أن يحرك الحجر الكبير الموجود أمام القصر، وإن لم يتمكن من تحريكه فلن يتم الزواج، إلا أن سعيدًا فشل في تحريك الحجر أمام أعين العروس التي لم تكفّ عن السخرية منه، وفي كل مرة كان يتقدم فيها سعيد لخطبة عروس أخرى كان يفشل في تحريك الحجر.

وقع اليأس في قلب سعيد، وطلب إلى عمه أن يزوجه من سعيدة، وافق العم، وفرحت سعيدة بذلك، وقالت: إن الزواج مشاركة بين اثنين، وأن عليها مساعده سعيد في تحريك الحجر، وقتها شعر سعيد بحبّ  سعيدة له، واستحقر نفسه لأنه لم يوافق على الزواج منها منذ البداية، ومن هنا جاء مثل: “الله يهني سعيد بسعيدة”.

المصدر: أمثال وحكم،محمد ايت ايشو،2009الأمثال والحكم، محمد بن أبي بكر الرازي،2011الدرة الفاخرة في الأمثال السائرة،حمزة بن حسن الأصفهاني،2000حدائق الحكمة"أقوال مأثورة من مدرسة الحياة"،نبيل أحمد الجزائري،2010


شارك المقالة: