باب النجار مخلع

اقرأ في هذا المقال


كلّ الأمم التي تعاقبت الوجود على أطراف هذه المعمورة، تمتلك الموروث الثقافيّ الذي يخصها، وكما إنه يجعلها تتفرد به عن غيرها، وهو بدوره يعبّر عن الكثير من الوقائع والمناسبات، التي حصلت خلال التاريخ، ولعل من أكثر أنواع التراث شهرة “الأمثال الشعبية” والحكم، ويقوم الناس باستخدام هذه الأمثال أو الحكم إذا مرّوا بظرف أو حدث مشابه للحدث الأصلي الذي قيلت فيه تلك الأمثال، فيعبرون عنه بمثل أو حكمة، وهكذا تبقى محفوظة، ويتداولها الناس جيلًا بعد جيل مع إضافة ما استجد من أمثال تعبر عن أحداث الحاضر، والمثل الذي بين أيدينا هو: “باب النجار مخلوع”.

فيم يضرب مثل “باب النجّار مخلوع”؟

يُعدّ مثل: “باب النجار مخلوع” من الأمثال الشعبية التي اشتهرت في العالم العربي، إذ يقول الناس هذا المثل ساخرين من الآخرين غير القادرين على عمل شيء معين لأنفسهم، غير أنهم يعملون مثله ويتقنونه لغيرهم.

قصة مثل “باب النجار مخلوع”:

أما قصة مثل: “باب النجار مخلوع”، فهي تدور حول أحد الأشخاص الذي كان يعمل في النجارة، وقد مارس هذا العمل لأعوام طويلة، حتى تقدم في العمر، وقرر ترك العمل ليعيش ما تبقى من عمره مع زوجته وأولاده في المنزل، وطلب النجار من صاحب عمله التقاعد من عمله، ولكن صاحب العمل رفض طلبه وعرض عليه زيادة في الأجر مقابل أن يستمر في عمله، أصر النجار على طلبه ولم يوافق على العودة إلى العمل، ولاحظ صاحب العمل إصراره على التقاعد فوافق على طلب النجار، إلا أنه طلب إلى النجار قبل التقاعد بناء منزل أخير، واتفق النجار ورب العمل على التقاعد بعد الانتهاء من المنزل.

شرع النجار في إنشاء البيت، وبسبب أنه كان المنزل الأخير، أسرع في إكماله، ولم يأبه إلى الجودة التي اعتاد على أن تكون في أعلى مستوياتها في منازله السابقة، وحين انتهى من عملية البناء، ذهب ليسلّم مفاتيح المنزل الجديد لصاحب العمل، وهنا جاءت المفاجأة بأن صاحب العمل قام بإهداء هذا المنزل للنجار كعربون محبة وشكر على السنوات التي قضاها معه، هنا ندم النجّار كثيرًا على فعلته، وعلى العمل الرديء الذي قام به لبناء منزله الشخصي، ومع الوقت كان الناس يمرون ببيت هذا النجّار ويجدونه بحال سيئة، فيقولون: “باب النجار مخلوع أو مخلّع”.

المصدر: الأمثال والحكم، محمد بن أبي بكر الرازي،2011أمثال وحكم،محمد ايت ايشو،2009حدائق الحكمة"أقوال مأثورة من مدرسة الحياة"،نبيل أحمد الجزائري،2010الدرة الفاخرة في الأمثال السائرة،حمزة بن حسن الأصفهاني،2000


شارك المقالة: