تأملات في سورة العاديات

اقرأ في هذا المقال


سبب النزول:

روي أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث سرية إلى أناس من بني كنانة، فأبطأ عليه خبرها، وكان استعمل عليهم المنذر بن عمرو الأنصاري، وكان أحد النقباء، فقال المنافقون: إنهم قتلوا، فنزلت هذه السورة إخباراً للنبي صلى الله عليه وسلم بسلامتها، وبشارة له بإغارتها على القوم الذين بعث إليهم.

قوله تعالى: (وَٱلۡعَـٰدِیَـٰتِ ضَبۡحࣰا (١)) صدق الله العظيم،
العاديات: الخيل، والضبح: هو إخراج الصوت من الفرس عند عدوه بشده وبقوةٍ في الجهاد في سبيل الله تعالى، وجاء عن بعض العلماء، أن العاديات: هي الإبل في الحج تعدو من عرفة إلى المزدلفة ومن المزدلفة إلى منى.

ما جاء في فضل الخيل:

  • عن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (الخيل في نواصيها الخير إلى يوم القيامة) رواه البخاري.
  • عن أبي ذر:  إنه ليس من فرس عربي إلا يؤذن له مع كل فجر يدعو بدعوتين يقول : اللهم إنّك خولتني من خولتني من بني آدم فاجعلني من أحب أهله و ماله إليه .

قوله تعالى: ﴿إِنَّ ٱلۡإِنسَـٰنَ لِرَبِّهِۦ لَكَنُودࣱ﴾ صدق الله العظيم[العاديات ٦] الكنود: الكفور جحودٌ لنعم ربه، والأرض الكنود: التي لا تُنبت شيئاً، قال الفضيل بن عياض: “الكنود” الذي أنسته الخصلة، الواحدة من الإساءة الخصال الكثيرة من الإحسان، و”الشكور”: الذي أنسته الخصلة الواحدة من الإحسان الخصال الكثيرة من الإساءة، وللأسف حال الكثير من الناس، و(الإنسان) هنا إما أمن يحمل على الإنسان الكافر أو الكافر أو على جنس الإنسان، فإن حُملت الإنسان الكافر فالممعنى أنّه كفور لله عزوجل، يُنعم عليه وهو يكفر ويُشرك معه غيره.


قوله تعالى: (وَإِنَّهُۥ عَلَىٰ ذَ ٰ⁠لِكَ لَشَهِیدࣱ (٧)) صدق الله العظيم، الهاء تعود على رب العزة جل جلاله، وتعني أنّ رب العزة شهيد على العبد الجحود.

قوله تعالى: (وَإِنَّهُۥ لِحُبِّ ٱلۡخَیۡرِ لَشَدِیدٌ (٨)) صدق الله العظيم، والخير هنا المال، وقيل: الدنيا، ويعني شديد الحرص على المال حرصاً عظيماً.

قوله تعالى: (وَحُصِّلَ مَا فِی ٱلصُّدُورِ (١٠) صدق الله العظيم، أي ظهر وبان بعد أن كان مستوراً، فصار السر علانية، والباطن ظاهر، لذلك يقول الله تعالى: ﴿إِلَّا مَنۡ أَتَى ٱللَّهَ بِقَلۡبࣲ سَلِیمࣲ﴾ صدق الله العظيم. [الشعراء ٨٩]، نسأل الله أن يجعل قلوبنا سليمة.

المصدر: تفسير القرآن العظيم — ابن كثيرروح المعاني — الآلوسيفتح البيان — صديق حسن خانجامع البيان — ابن جرير الطبري


شارك المقالة: