طويته على بلاله وبللته - Folded on bilah and dulled him

اقرأ في هذا المقال


استمد العرب الأمثال من التراث العربي الأصيل، الذي كان يمتلىْ بالمواعظ والحكم، فأخذوا الحكمة والعبرة وسطروها بجمل قصيرة بليغة واضحة المعنى، سهلة الاستيعاب والفهم، لامست الواقعة التي يراد التشبيه فيها بكل سهولة، أوصلت المعنى الضمني لكافة من سمعها في مختلف المجتمعات وعلى اختلاف الطبقات.

المعنى الحرفي لكلمات المثل في المعجم العربي:

كلمة بله جمعها كلمة البلال، مثل برام وبرمه، ويقال ماء الراجز أي ما في سقائك بلال، ويقال على بلال نفسه طويته يعني بها صاحب مرامق داجيته، ويقصد ب (طويت السقاء على بللته إذا طويته) الندى، لأنه إذا طوي الشيء وهو مبلول يتكسر، وفي حالة طوي وهو مبلل يتعفن ويتخلله رائحة كريهه.

قصة مثل “طويته على بلاله وعلى بللته”:

جاء إعرابي على نصر بن سيار وقال له: أتيتك من مكان بعيد حُّفت فيها ركابي من بعدها، وتركت ورائي ثيابي وجميع أغراضي، وأقاربي المقربين حتى التي ولدت من ماسة رحمها، فسأله نصر: ومن قرابتك؟ قال: ولتني فلانة، قال له: وهل رحم عودة، قال: تشبه رحم العودة، مثل الشيء البالي المرمي لا أحد ينتفع منه بشيء، فإذا كانت مبتله ينتفع منها الأهل والجميع، كما هم أقاربي تماماً، فإن بللتها إقتربت منك، وإن لم تبللها تبتعد وتنقطع عنك فالله ما تشاء، فقال نصر: سأعطيك ما لدي وهن مائة ناقة أُبي، وألف شاة رُبي.

دلالة المثل:

معنى المثل أنه الإنسان يتغاضى عن المكروه ويتحمل الأذى والفساد من أقاربه المقربين، والأصل فيه لأصحاب المواشي؛ حيث أنهم إذا تغاضوا عن الأوطاب عند انتهاء الألبان طووها وهي مبللة، وخلوها إلى أوقات الحاجة، فيضرب المثل لإبقاء الود عند الرجل لاحتمال أذيته، أو تنتضر منه رجوع حسن الحال بينه وبينك في حال مراجعته، ويذكر أيضاً عند طوي الشخص؛ فيقال طويت على مودته إذا مر من جانبك ولم تقوم برد السلام عليه، وقيل من الشعر في هذا المثل:

وإني إذا ساء الخليل طويته … كطي اليماني ثم قل له نشري.

كما ويضرب للشخص الذي تحمل الكثير من العيب والأذراب والفساد فقال الشاعر:

ولقد طويتكم على بللاتكم … وعلمت ما فيكم من الأزراب

فإذا القرابة لا ترب قاطعاً … وإذا المودة أقرب الأنساب.

المصدر: كتاب أمثال إنجليزية بالعربية - مجلة الكتب العربيةكتاب أمثال ومقولات - حمدي عثمان - 2020كتاب أمثال إنجليزية بالعربية - الماستركتاب قاموس الأمثال الإنجليزية - محمد عطيه


شارك المقالة: