قال فرعون آمنتم به قبل أن آذن لكم

اقرأ في هذا المقال



قال فرعون آمنتم به قبل أن آذن لكم :

من أهم وسائل الأعداء، الحملات الإعلامية الجائرة في تشويه المُصلحين، ونواياهم، واختراع التُّهم الباطلة، والتخويف منهم، ثم البطش الظالم، ما استطاعوا إلى ذلك سبيلاً.

ومن ذلك ما اخترعه فرعون من ذنبٍ يريدُ أن يُدين به السحرة حين آمنوا (بموسى عليه السلام) ويبرر لنفسه البطش بهم، قال تعالى : ﴿قَالَ فِرۡعَوۡنُ ءَامَنتُم بِهِۦ قَبۡلَ أَنۡ ءَاذَنَ لَكُمۡۖ إِنَّ هَـٰذَا لَمَكۡرࣱ مَّكَرۡتُمُوهُ فِی ٱلۡمَدِینَةِ لِتُخۡرِجُوا۟ مِنۡهَاۤ أَهۡلَهَاۖ فَسَوۡفَ تَعۡلَمُونَ﴾ صدق الله العظيم[الأعراف ١٢٣]، فالطغاة لا يعجزون عن تلفيق التُهم، مهما احتاط المصلحون، ويسهل عليهم أن يخترعوا الأعذار؛ لبطشهم وملاحقتهم.

ومن أساليب الطُغاة، التشكيك في النوايا، والنوايا مهرب يفزع إليه أعداء المصلحين، حين يشرقون بحجتهم وأدلتهم، قال تعالى: (وَإِذَا تُتۡلَىٰ عَلَیۡهِمۡ ءَایَـٰتُنَا بَیِّنَـٰتࣲ قَالُوا۟ مَا هَـٰذَاۤ إِلَّا رَجُلࣱ یُرِیدُ أَن یَصُدَّكُمۡ عَمَّا كَانَ یَعۡبُدُ ءَابَاۤؤُكُمۡ وَقَالُوا۟ مَا هَـٰذَاۤ إِلَّاۤ إِفۡكࣱ مُّفۡتَرࣰىۚ وَقَالَ ٱلَّذِینَ كَفَرُوا۟ لِلۡحَقِّ لَمَّا جَاۤءَهُمۡ إِنۡ هَـٰذَاۤ إِلَّا سِحۡرࣱ مُّبِینࣱ﴾ صدق الله العظيم[سبأ ٤٣]، وفي قصة المُصلح الرباني – موسى عليه السلام – قالوا له بعد ما رأوا الآيات البينات على صدقه ونصحه قال تعالى: ﴿قَالُوۤا۟ أَجِئۡتَنَا لِتَلۡفِتَنَا عَمَّا وَجَدۡنَا عَلَیۡهِ ءَابَاۤءَنَا وَتَكُونَ لَكُمَا ٱلۡكِبۡرِیَاۤءُ فِی ٱلۡأَرۡضِ وَمَا نَحۡنُ لَكُمَا بِمُؤۡمِنِینَ﴾ صدق الله العظيم[يونس ٧٨] قال أهل التفسير في تفسير هذه الآية : وفي هذا ما يدل على أنّهم انقطعوا عن الدليل وعجزوا عن إبراز الحجة، ولم يجدوا ما يجيبون به عمّا أورده عليهم، بل لجؤوا إلى ما يلجأ إليه أهل الجهل والبلادة، وهو الاحتجاج بما كان عليه آباؤهم من الكفر، وضموا إلى ذلك ما هو غرضهم وغاية مطلبهم وسبب مكابرتهم للحق وجحودهم للآيات البينة وهو الرياسة الدنيوية التي خافوا عليها وظنوا أنّها ستذهب عنهم إن آمنوا، هربوا من منطقة الحجج والبينات إلى منطق اتهام النيات.

 ومن التهم التي يستخدمها الطُغاة، الاتهام بالمؤامرة، وهي تهمة عريّة عن الدليل والبرهان، يفزعُ إليها أعداء المُصلحين؛ هروباً من البينات والأدلة والبراهين قال تعالى: ﴿قَالَ ءَامَنتُمۡ لَهُۥ قَبۡلَ أَنۡ ءَاذَنَ لَكُمۡۖ إِنَّهُۥ لَكَبِیرُكُمُ ٱلَّذِی عَلَّمَكُمُ ٱلسِّحۡرَ فَلَسَوۡفَ تَعۡلَمُونَۚ لَأُقَطِّعَنَّ أَیۡدِیَكُمۡ وَأَرۡجُلَكُم مِّنۡ خِلَـٰفࣲ وَلَأُصَلِّبَنَّكُمۡ أَجۡمَعِینَ﴾صدق الله العظيم [الشعراء ٤٩] وقال تعالى: ﴿قَالَ فِرۡعَوۡنُ ءَامَنتُم بِهِۦ قَبۡلَ أَنۡ ءَاذَنَ لَكُمۡۖ إِنَّ هَـٰذَا لَمَكۡرࣱ مَّكَرۡتُمُوهُ فِی ٱلۡمَدِینَةِ لِتُخۡرِجُوا۟ مِنۡهَاۤ أَهۡلَهَاۖ فَسَوۡفَ تَعۡلَمُونَ﴾ صدق الله العظيم[الأعراف ١٢٣]

المصدر: زاد المسير — ابن الجوزيجامع البيان — ابن جرير الطبريفتح البيان — صديق حسن خانروح المعاني — الآلوسي


شارك المقالة: