لو كان في البومة خير ما تركها الصياد

اقرأ في هذا المقال


جميع الشعوب التي  عاشت على أطراف هذا الكوكب، لها من الميراث الثقافيّ ما يخصها، والذي يجعلها تتفرد به عن غيرها، وهو بدوره يعبّر عن الكثير من الوقائع والمناسبات، التي حصلت خلال التاريخ، ولعل من أكثر أنواع التراث شهرة “الأمثال الشعبية” والحكم، ويقوم الناس باستخدام هذه الأمثال أو الحكم إذا مرّوا بظرف أو حدث مشابه للحدث الأصلي الذي قيلت فيه تلك الأمثال، فيعبرون عنه بمثل أو حكمة، وهكذا تبقى محفوظة، ويتداولها الناس جيلًا بعد جيل مع إضافة ما استجد من أمثال تعبر عن أحداث الحاضر، والمثل الذي بين أيدينا هو: “لو كان في البومة خير”.

فيم يضرب مثل: “لو كان في البومة خير  ما تركها الصياد”؟

تُعد الأمثال العربية كنزًا أدبيًا ومرجعًا أخلاقيًا ثمينًا، إذ إنها تحمل وراءها القصص الشيقة، وأما مثل: “لو كان في البومة خير ما تركها الصياد”، وهذا المثل يُضرب في الأغلب لتحذر المرء وتلفت نظره إلى أن يترك ما لا خير فيه، وهو مثالي للاستخدام، وينطبق على أمور أخرى، كأن يوضع كل شخص في المستوى الذي هو جدير به، وبشكل خاص في التعامل مع أصحاب الغرور، والذين يعتبرون نفسهم أفضل من الجميع، وكما يمكن أن يُستخدم هذا المثل في تحذير الصغار والشباب من الاندفاع وراء الأمور الغير مفيدة أو الغير مهمة، خاصة في تحديد المستقبل، أو التحذير من مضيعات الوقت التي لا تنفع، بل على العكس قد تضر.

قصة مثل: “لو كان في البومة خير”:

يُروى أنه في قديم الزمان، كان هناك صياد يسير في غابة، ويقوم بصيد الطيور والحيوانات؛ كي يأكلها، وأثناء عبوره أمام إحدى أشجار الغابة، شاهد بومة غير أن الصياد تركها في حيث هي مطمئنة ساكنة، ولم يفكر في صيدها، وفعلًا بدأ يبحث عن طيور غيرها، ولوحظ أن الطيور التي فضلها الصياد على البومة كانت أصغر منها حجمًا، فقيل في هذا: “إن كانت البومة خير لما تركها”، أي لو كانت البومة صالحة للأكل لما تركها الصياد، وبالتالي البومة لا تصلح كطعام وليس لها نفع أو فائدة.

العبرة من مثل: “لو كان في البومة خير ما تركها الصياد”:

لعل أهم الدروس التي يستفيدها المرء من مثل: “لو كان في البومة خير، ما تركها الصياد”، هو أن يركز على الأمور الهامة، وألا ينشغل بالأمور التافهة، وغير المفيدة، وأن يحاول التعامل مع كل المواقف بمنطقية وواقعية بعيدًا عن المشاعر، كما أنه واجب عليه ألا ينخدع بالمظاهر الكاذبة، فالجوهر أهم كثيرًا من المظهر، وكذلك الحجم الأكبر ليس دائمًا هو الأفضل والأنفع، بل إن هناك الكثير من الأشياء التي يعتقد الإنسان أنها جيدة ومناسبة ولكنها في الحقيقة غير ذلك تمامًا.

المصدر: الأمثال والحكم، محمد بن أبي بكر الرازي،2011أمثال وحكم،محمد ايت ايشو،2009حدائق الحكمة"أقوال مأثورة من مدرسة الحياة"،نبيل أحمد الجزائري،2010الدرة الفاخرة في الأمثال السائرة،حمزة بن حسن الأصفهاني،2000


شارك المقالة: