مثل كريم سبلا

اقرأ في هذا المقال


جميع الشعوب التي تعاقبت وجودها في أنحاء المعمورة، تمتلك الموروث الثقافيّ الذي يخصها، وكما إنه يجعلها تتفرد به عن غيرها، وهو بدوره يعبّر عن الكثير من الوقائع والمناسبات، التي حصلت خلال التاريخ، ولعل من أكثر أنواع التراث شهرة “الأمثال الشعبية” والحكم، ويقوم الناس باستخدام هذه الأمثال أو الحكم إذا مرّوا بظرف أو حدث مشابه للحدث الأصلي الذي قيلت فيه تلك الأمثال، فيعبرون عنه بمثل أو حكمة، وهكذا تبقى محفوظة، ويتداولها الناس جيلًا بعد جيل مع إضافة ما استجد من أمثال تعبر عن أحداث الحاضر، والمثل الذي بين أيدينا هو: “كريم سبلا”.

فيم يضرب مثل: “كريم سبلا”

من المعروف أن الكرم صفة أصيلة في العربي، وهو واحدة من خصاله التي يُضرب بها الأمثال، وكما أنها سمة لزمت أسماء أشخاص خلدهم التاريخ بها، فجرى ذكرهم في أمثال شاعت بين جموع العرب، تعبيرًا عن الكرم، ومن الأمثال المعروفة، هو المثل القائل: “كريم سبلا”، أي حينما يُنعت أحدهم فلان بالكرم فيقول إنه كريم سبلا، فكرم العربي معروف ومعترف به في كل البلدان، فنحن ما دخل إلينا ضيف إلا أكرمناه وما طرق بابنا غريب إلا أدخلناه، وما أتانا عابر سبيل إلا وخرج من ديارنا بعدما أغدقنا عليه من فضل الله .

قصة مثل “كريم سبلا”

لمثل: “كريم سبلا” حكاية ترتبط  بالشيخ “أرحمة بن عبدالله بن سعد بن عجيان بن بقار”، والذي ولد عام 1709م في ناحية من نواحي حائل الواقعة شمال المملكة العربية السعودية، وقد كان للشيخ أرحمة مشيخة الإسلام في الزمن القديم، وكانت داره لا تخلو من الضيوف والزوار، وقد اشتهر هذا الشيخ بالكرم والجود، وكانت له لحية طويلة اعتاد أن يسبلها في حضرة ضيوفه، ويسبلها أي يمشطها بيده، وكان لسبل اللحية عند الشيخ أرحمه وأهل بيته مغزى آخر، فسبل اللحية كان إشارة منه لأهل بيته وخدمه ومن حوله؛ ليقوموا بتقديم واجب الضيافة للضيف، فكانت تنحر الجزور لتقديم الوليمة للضيف، وكان الحضور من جماعته يفهمون من سبله لحيته أن هناك وليمة تُعدّ، ويذكر أن الشيخ أرحمة بن بقار كان إلى جانب كرمه مغوارًا، وعاش الشيخ “كريم سبلا” حتى تقدم به العمر ومات عام 1789م.

ومن جهة أخرى إحدى أشهر القصص عن كريم سبلا تحكي أنه كان يسافر يومًا ما عبر الصحراء عندما صادف رجلاً ضائعًا وتائهًا. أعطى كريم سبلا الرجل الطعام والماء وقدم له مأوى ليلاً، في الصباح التالي أعطى كريم سبلا الرجل أيضًا جملًا ليأخذه إلى المنزل.

قصة أخرى عن كريم سبلا تحكي أنه كان يقيم مأدبة كبيرة كل عام للفقراء والمحتاجين. سيقدم الطعام والشراب والترفيه للجميع مجانًا.

قصص كريم سبلا هي تذكير بأهمية الكرم والكرم في الثقافة العربية. إنه مصدر إلهام للناس لمساعدة الآخرين المحتاجين.


شارك المقالة: