نام نومة عبود

اقرأ في هذا المقال


جميع الشعوب التي  دبت الحياة في أنحاء المعمورة، تمتلك ميراثها الثقافيّ الذي يخصها، والذي يجعلها تتفرد به عن غيرها، وهو بدوره يعبّر عن الكثير من الوقائع والمناسبات، التي حصلت خلال التاريخ، ولعل من أكثر أنواع التراث شهرة “الأمثال الشعبية” والحكم، ويقوم الناس باستخدام هذه الأمثال أو الحكم إذا مرّوا بظرف أو حدث مشابه للحدث الأصلي الذي قيلت فيه تلك الأمثال، فيعبرون عنه بمثل أو حكمة، وهكذا تبقى محفوظة، ويتداولها الناس جيلًا بعد جيل مع إضافة ما استجد من أمثال تعبر عن أحداث الحاضر، والمثل الذي بين أيدينا هو: “نام نومة عبود”.

فيم يضرب مثل: “نام نومة عبود”؟

يُعدّ الإرث الشعبي هو الأكثر حلولًا في الساحة العربية بكل الذي يحمله من حكايات وعادات وتقاليد مختلفة، ولعل للأمثال الشعبية مكان واضح في ذلك الإرث، إذ إن هناك أمثال حجازية، وأخرى فلسطينية وأردنية، وغيرها من الجزائرية والعراقية، مرورًا بالمصرية والمغربية، وغير ذلك الكثير من الأمثال، والتي تعبر عن ثقافة كل شعب، وطريقة تعاطيه مع المواقف المختلفة، ويُعد مثل: “نام نومة عبود”، واحدًا من الأمثال الحجازية المشهورة، وهو مثل يُضرب في الأشخاص الذين ينامون لفترة طويلة، ويصعب إيقاظهم، أي إنهم ثقيلو النوم.

قصة مثل: “نام نومة عبود”:

أما عن قصة مثل: “نام نومة عبود”، فيُحكى عن “الفراء عن المفضل بن سلمة” حكاية لأحد العبيد السود، وكان يُدعى عبود، وكان عبود هذا حطابًا يعمل في جمع الحطب وبيعه، وكان يغيب في التحطيب كثيرًا وفي النوم أكثر، ويقال أنه ذات مرة بقي في محتطبه أسبوعًا ساهرًا يعمل ولم ينم على الإطلاق، ثم إنه انصرف بعد ذلك وعاد إلى بيته، غير أنه من فرط التعب ظل أسبوعًا بأكمله نائمًا، فضُرب به المثل في ثقل النوم.

رواية أخرى لمثل: “نام نومة عبود”:

في رواية أخرى، هناك حكاية يقصّها “الشرفي بن القطامي”، وأصلها أن عبود ذلك العبد الأسود تماوت، في إحدى المرات على أهله، أي إنه تظاهر بالموت، إذ غلبه الفضول لأن يعرف كيف سيندبونه إن مات، فقال لهم ذات يوم: اندبوني لأعلم كيف تندبونني إذا ما مت، فغطوه لينام وندبوه، فإذا به قد مات فعلًا ونام أطول نومة له، ومنذ ذلك الحين صارت نومة عبود مضربًا للأمثال الشعبية في ثقل النوم، والإطالة فيه.

المصدر: الأمثال والحكم، محمد بن أبي بكر الرازي،2011أمثال وحكم،محمد ايت ايشو،2009حدائق الحكمة"أقوال مأثورة من مدرسة الحياة"،نبيل أحمد الجزائري،2010الدرة الفاخرة في الأمثال السائرة،حمزة بن حسن الأصفهاني،2000


شارك المقالة: