وقفات مع سورة الطارق

اقرأ في هذا المقال


قال تعالى في محكم كتابه الحكيم : ﴿وَٱلسَّمَاۤءِ وَٱلطَّارِقِ (١) وَمَاۤ أَدۡرَىٰكَ مَا ٱلطَّارِقُ (٢) ٱلنَّجۡمُ ٱلثَّاقِبُ (٣) إِن كُلُّ نَفۡسࣲ لَّمَّا عَلَیۡهَا حَافِظࣱ (٤) فَلۡیَنظُرِ ٱلۡإِنسَـٰنُ مِمَّ خُلِقَ (٥) خُلِقَ مِن مَّاۤءࣲ دَافِقࣲ (٦) یَخۡرُجُ مِنۢ بَیۡنِ ٱلصُّلۡبِ وَٱلتَّرَاۤىِٕبِ (٧) إِنَّهُۥ عَلَىٰ رَجۡعِهِۦ لَقَادِرࣱ (٨) یَوۡمَ تُبۡلَى ٱلسَّرَاۤىِٕرُ (٩) فَمَا لَهُۥ مِن قُوَّةࣲ وَلَا نَاصِرࣲ (١٠)﴾ صدق الله العظيم [الطارق ١-١٠].

مناسبة التسمية:

لقد نزلت هذه السورة للقسم بمخلوقاته لأنَّ الله تبارك وتعالى افتتح السورة بالقسم وهو بالطارق وهو النجم اللامع.

المحور الرئيسي للسورة:

إثبات توحيد الله تعالى بالنظر في أصل خلقة للإنسان.

مواضيع السورة المباركة:

  • توضيح إحصاء الحق عزوجل لأعمال العباد (إِن كُلُّ نَفۡسࣲ لَّمَّا عَلَیۡهَا حَافِظࣱ).
  • الإثبات بالدليل القاطع لمسألة البعث يوم القيامة (إِنَّهُۥ عَلَىٰ رَجۡعِهِۦ لَقَادِرࣱ (٨) یَوۡمَ تُبۡلَى ٱلسَّرَاۤىِٕرُ).

وعيده سبحانه وتعالى للكافرين (فَمَهِّلِ ٱلۡكَـٰفِرِینَ أَمۡهِلۡهُمۡ رُوَیۡدَۢا).

فوائد ولطائف حول السورة المباركة:

من تأمل في أصل خِلقتة تواضع لله تعالى، وترك التكبر، كما جاء عن زين العابدين بن علي أنّه قال لأحد الأشخاص : أولك نطفك مذرة- أي مثل الذرة – وآخرك جيفة قذرة، وأنت فيما بين ذلك تحمل العذرة- وهو ما يخرج من الوسخ من الإنسان- فلماذا تتكبر؟

  • كما أنَّ الله قد حفظ السماء بالنجوم، فكذلك حفظ كل نفس من الشرور (إِن كُلُّ نَفۡسࣲ لَّمَّا عَلَیۡهَا حَافِظࣱ).
  • كل ما تخفيه في الدنيا، سيظهر في الآخرة( فلتحسن نيتك، وعملك). (یَوۡمَ تُبۡلَى ٱلسَّرَاۤىِٕرُ) قال ابن المبارك رحمه الله تعالى: ما رأيت أحداً، ارْتَفعت مَنْزلته ومكانته مثل الإمام مالك رحمه الله تعالى، وليس ذلك بكثرة صلاة ولا صيام، ولكن له سريرة نقية،  لذلك قيل: أحسن سريرتك ( نيّتك) يعلو شأْنك.
  • لا تحسب أنّ الله سبحانه وتعالى غافل عن خطط الظالمين، ومؤامرات الفاسدين، فقط يؤخرهم إلى وقتهم المعلوم (إِنَّهُمۡ یَكِیدُونَ كَیۡدࣰا (١٥) وَأَكِیدُ كَیۡدࣰا)، وقال في آية أخرى ﴿وَلَا تَحۡسَبَنَّ ٱللَّهَ غَـٰفِلًا عَمَّا یَعۡمَلُ ٱلظَّـٰلِمُونَۚ إِنَّمَا یُؤَخِّرُهُمۡ لِیَوۡمࣲ تَشۡخَصُ فِیهِ ٱلۡأَبۡصَـٰرُ (٤٢) مُهۡطِعِینَ مُقۡنِعِی رُءُوسِهِمۡ لَا یَرۡتَدُّ إِلَیۡهِمۡ طَرۡفُهُمۡۖ وَأَفۡـِٔدَتُهُمۡ هَوَاۤءࣱ (٤٣)﴾ صدق الله العظيم [إبراهيم ٤٢-٤٣]
  • (یَخۡرُجُ مِنۢ بَیۡنِ ٱلصُّلۡبِ وَٱلتَّرَاۤىِٕبِ) من أخرج من بين الصّلب والترائب، هو نفسه الذي سيخرجك من بطون المصائب فلا تحزن.

المصدر: تفسير الطبري - الطبري تفسير ابن كثير -ابن كثير تفسير الرازي - الرازي تفسير الشوكاني - الشوكاني


شارك المقالة: