آثار معاهدة مودروس على الدولة العثمانيّة

اقرأ في هذا المقال


هدنة مودروس أو معاهدة مودروس (بالتركية: Mondros Mütarekesi)، انتهت في 30 أكتوبر (1918)، أنهت الأعمال العدائيّة، في مسرح الشرق الأوسط بين الإمبراطوريّة العثمانيّة وحلفاء الحرب العالميّة الأولى.

تمّ التوقيع عليه من قبل العثمانيّين وزير الشؤون البحريّة رؤوف بك والأدميرال البريطاني سومرست آرثر جوف كالثورب، على متن السفينة الملكيّة أجاممنون، في ميناء مودروس بجزيرة ليمونوس اليونانية.

كانت الهدنة تحتوي على عدّة شروط منها، استسلم العثمانيون وحامياتهم المتبقيّة خارج الأناضول للدول الحلفاء، مُنح الحلفاء الحق في احتلال الحصون التي تتحكم في مضيق الدردنيل والبوسفور؛ والحق في احتلال أي منطقة عثمانيّة “في حالة الاضطراب” في حالة تهديد أمنها، ومن ضمن بنود الهدنة تسريح الجيش العثماني بما في ذلك القوات الجويّة العثمانيّة.

وتمّ توفير جميع الموانئ والسّكك الحديديّة، استحوذ الحلفاء على جميع المواقع الاستراتيجيّة للاستخدام من قبل الحلفاء في القوقاز، كان على العثمانيّين التراجع إلى حدود ما قبل الحرب بين العثمانيّين والروس، تسريح أسرى الحرب التابعين لدول الحلفاء، وعدم تسريح أسرى الحرب العثمانيين.

أعقب الهدنة احتلال القسطنطينيّة (اسطنبول) والتقسيم اللاحق للإمبراطوريّة العثمانيّة معاهدة سيفر (10 أغسطس 1920)، والتي وُقعت في أعقاب الحرب العالميّة الأولى، فُرضت شروطًا قاسية على الإمبراطوريّة العثمانيّة، لكن لم يصادق عليها البرلمان العثماني في اسطنبول.

تمّ حل البرلمان العثماني رسميّا من قبل الحلفاء في 11 أبريل (1920) بسبب المُعارضة الساحقة من قبل النواب الأتراك للأحكام التي نوقشت في سيفر بعد ذلك، خاضت حرب الاستقلال التركية من (1919-1923).

أصبحت الجمعيّة الوطنيّة الكبرى لتركيا، التي تأسست في أنقرة في (23 أبريل 1920) من قبل مصطفى كمال باشا وأتباعه (بما في ذلك النواب السابقين في البرلمان العثماني المُغلق) الحكومة الفعلية الجديدة لتركيا وتمّ إبطال هدنة مودروس بموجب معاهدة لوزان، الموقعة في 24 يوليو (1923)، بعد النصر التركي في حرب الاستقلال.

أوقفت هدنة مودروس الأعمال العدائيّة رسميًّا بين الحلفاء والإمبراطوريّة العثمانيّة ومع ذلك، فإنّ الغارات التي قام بها الإيطاليّون واليونانيّون إلى الأناضول باسم “استعادة النظام” سرعان ما اقتربت من التقسيم المُباشر للبلاد.

قسمت معاهدة سيفر رسمياً عام (1920) الإمبراطوريّة العثمانيّة إلى مناطق نفوذ ومع ذلك شهدت حرب الاستقلال التركيّة (1919-1923) رفض المعاهدة من قبل القوى القوميّة التركيّة المتمركزة في أنقرة، والتي سيطرت في نهاية المطاف على شبه جزيرة الأناضول.

ظلّت الأراضي العثمانيّة في سوريا وفلسطين والجزيرة العربية كما تمّ توزيعها بموجب معاهدة سيفر بينما تمّ تحديد حدود الدولة القوميّة التركيّة بموجب معاهدة لوزان في عام (1923).

المصدر: دور اليهود والقوى الدولية في خلع السلطان عبد الحميد 1908-1909 - د. حسان علي حلاق.التاريخ العثماني مع الرسوم التوضيحية ، منشورات نسيل) ، الطبعة الخامسة عشرة ، 2009 ، صفحة 157.ستانفورد شو ، تاريخ الإمبراطورية العثمانية وتركيا الحديثة (كامبريدج: مطبعة الجامعة ، 1976).أغوستون ، جابور (2011) ، "العثمانيون: من حدود الإمبراطورية إلى الإمبراطورية" ، في أولسن ، جون أندرياس.


شارك المقالة: