أسباب اللجوء للمعالجين الشعبيين في علم الاجتماع

اقرأ في هذا المقال


لا يتطلع إلى الطب الحديث في العديد من المجتمعات على أنه أفضل من العلاج الشعبي، وذلك ﻷسباب عدة ومنها ما يتصل بالمعتقدات الثقافية ﻷفراد هذه المجتمعات أو لظروف هذه المجتمعات نفسها، من حيث قربها أو بعدها عن مصادر الخدمة الطبية الحديثة، فكلما كان المواطنين الذين يعيشون في مجتمع تقليدي فقير وأكثر بعداً عن مصادر الخدمة الطبية الحديثة كلما ضعفت فرصتهم في الحصول على الرعاية الطبية الحديثة.

أسباب اللجوء للمعالجين الشعبيين في علم الاجتماع

1- إن قدرة وصول الأشخاص إلى مواقع الخدمة الطبية الحديثة في بعض المجتمعات تعد إمكانية ضعيفة جداً، على الرغم من أن التحصينات والمضادات الحيوية أخذت طريقها إلى النظم الأهلية، وذلك بسبب ارتفاع تكلفة الطب الحديث عن الطب الشعبي بالإضافة إلى أن بعد المسافة عن مصادره تمثل عائقاً آخر في الوصول إليه، ومن ثم فلا ينظر إلى الطب العلمي الحديث على أنه أفضل من العلاج الشعبي.

2- إن المعالجين الشعبيين مثل المولدات ومجبري العظام والمعالجين التقليديين يقدمون معظم أو كل أوجه الرعاية الصحية، بمعنى أن اﻷشخاص لن يبحثون عن الخدمة الطبية الحديثة إلا إذا عجز هؤلاء المعالجون عن معرفة المرض وأسبابه حيث ستكون حينئذ هي الملاذ الوحيد أمامهم.

3- حساسية الرعاية الصحية للاختلافات الثقافية بين الأشخاص، وسيطرة الاعتقاد بأن بعض أنماط المرض قد تكون غير قابلة للعلاج بواسطة الطب الحيوي الحديث، وحيث تكون هذه المعتقدات أكثر شيوعاً في الدول النامية على الرغم من أن هناك معالجين شعبيين يمارسون أعمالهم وسط كبير من الجماعات العرقية والأقلية في المجتمعات الغربية.

كما يتم اللجوء إل المعالجين الشعبيين أيضاً حينما يلقي بمسؤولية المرض والأشكال الأخرى من المصائب والحظ السيء والمحن على أسباب اجتماعية مثل السحر والشعوذة والعين الشريرة أو على مسببات فوق الطبيعية مثل الآلهة والأرواح وأرواح الأسلاف والأجداد.

حيث يكون المعالجون الشعبيون في هذه الدول أكثر انتشاراً وفي الأغلب ما يكون مدخلهم هو المدخل الكلي للتصرف مع كل الجوانب في حياة المريض والتي تتمثل ارتباطاته بالناس الآخرين وبالبيئة الطبيعية وبالقوى فوق الطبيعية بالإضافة إلى أعراض جسمية أو وجدانية، كما أن اتساع الهوة بين المريض والطبيب الأكاديمي وابتعاد الطب العلمي الحديث عن معطيات الأنثروبولوجيا البدائية ونسيانه أن الإنسان كائن له علاقاته ورموزه وأن المريض ليس مجرد جسد أو وظيفة أو عضو مريض يجب علاجه أدى إلى تدفق المرضى نحو المعالجين والمطبيين الشعبيين.

المصدر: فوزية رمضان، دراسات في علم الاجتماع الطبي، 1985.إقبال ابراهيم، العمل الاجتماعي في مجال الرعاية الطبية، 1991.سامية محمد جابر، علم الاجتماع العام، 2004.حسين عبد الحميد، دور المتغيرات الاجتماعية في الطب والأمراض، 1983.


شارك المقالة: