أسس علم السيميائية الرياضية

اقرأ في هذا المقال


هناك أسس لعلم السيميائية الرياضية، وعلاقة بين السيميائية والرياضيات وتكنولوجيا المعلومات في المستقبل وتمثيل الرياضيات في وسائل الإعلام، فما هي طبيعة الرياضيات من وجهة نظر العلوم السيميائية لخط الأعداد وتتبع أصل الإشارات في النشاط الرياضي منهج ظاهري مادي.

أسس علم السيميائية الرياضية

يلخص علماء الاجتماع أبرز أسس علم السيميائية الرياضية على النحو التالي:

1- البنية الرياضية التي تُعَد سيميوزيس إن وجدت.

2- السيميائية والرياضيات غير متوافقين إلى حد كبير مثل الشعر والمنطق أو الحياة والأوتوماتون.

3- يوجد تقليد طويل وغني لنمذجة بعض الكائنات، فضلاً عن البحث عن الأدوات الرياضية المناسبة لنمذجتهم، على سبيل المثال للكائنات الحية واللغات، ومع ذلك فقد تحدى علم الأحياء الرياضي وعلم اللغة الرياضي أيضًا علم الاجتماع الرياضي، وعلم النفس الرياضي، وما إلى ذلك لمشكلة محدودية إضفاء الطابع الرياضي على جوهرهم النظري.

وفي شكلها العام هذه هي مشكلة الوصف الرياضي في النمذجة للسيميوزيس، وسيكون من المفيد مراجعة بعض الأمثلة حول عمليات البحث عن الوصف الرياضي وإضفاء الطابع الرسمي على السيميائية، على سبيل المثال السيميائية الحسابية والسيميائية الجبرية.

4- يجب أن تكون أسس علم السيميائية الرياضية هي السمة التي يتم التركيز عليها في نمذجة السيميائية وهي السمة التي تمتلكها اللغات الطبيعية ولا تمتلكها اللغات الرسمية والمنطق الرسمي إذا كانت هذه الميزة تقاوم الصياغة، فكيف يمكن للرياضيات أن تصف العالم المادي، بينما كما لو لا يمكنها وصف اللغة غير الرياضية أو الطبيعية التي اشتقت منها؟

5- يبدو أن نمذجة السميوزيس مشكلة خاصة للكيماويات الحيوية، لأنه إذا قبلت دراسة السيبيوك القائلة بأن السيميوزيس هي معيار الحياة، فإن نموذج الإشارة هو في نفس الوقت نموذج للحياة، وهكذا فإن مشكلة التمييز بين اللغات الطبيعية واللغات الرسمية تتجاوز اللغات، وإذا تم تعريف اللغات على أنها أنظمة تستخدم الرموز، فهناك العديد من الأنظمة السيميائية التي ليست لغات، أي التي تتضمن فقط العلامات غير الرمزية وتسمى عادةً أشكال الحياة غير البشرية، وبعبارة أخرى سؤال قديم عما إذا كان من الممكن التمييز بين النظام الحي وغير الحي.

6- أنظمة الإشارات الرسمية مشتقات من أنظمة الإشارات الطبيعية على غرار المصنوعات اليدوية واللغات الميتة، وما يجعلها رسمية هو الافتقار إلى الميزة ذاتها التي تتناولها نمذجة السميوزية والسميوزية للحياة نفسها، ويعد وجود الرموز شرطًا ضروريًا ولكنه ليس شرطًا كافيًا للشبه، ولأن إنشاءات الآلات غير الحية أي بعض المصنوعات اليدوية تتضمن أيضًا رموزًا.

7- العلوم التي تتعامل مع كل ما يمكن وصفه بطريقة لا لبس فيها رسمية يمكن أن تسمى العلوم الفيزيائية العلوم الفيزيائية في حين أن العلوم التي يمكن أن تتعامل مع ملتبس متعدد المعاني، مثل اللغة الطبيعية والشعر والحياة نفسها  يمكن أن تسمى الأوصاف علوم سيجما والعلوم السيميائية.

السيميائية والرياضيات وتكنولوجيا المعلومات في المستقبل

بناءً على أحدث الأبحاث وخوارزميات يود علماء الاجتماع مراجعة بعض هذه الإنجازات وكيف يمكن تلقائيًا فحص الاكتئاب من خلال استخدام الاستعارات، وهي خوارزمية تفرق بين الدلالة ودلالة الشعر مقابل تحدد معنى دلالة مجردة وكيف يشرح التجريد الأقنوم الذي اقترحه تشارلز بيرس والطريقة التي تتيح بها اللغة تجريد الفكر، وكيف يمكن استخدام الأفكار السيميائية للتنقيب شبه التلقائي عن المخفي واللاوعي ومواضيع في ديناميات المجموعة.

تمثيل الرياضيات في وسائل الإعلام

تظهر المفاهيم الرياضية في المطبوعات مثل الكتب والصحف والمجلات والمنشورات الأخرى والأشياء النصية والوسائط غير المطبوعة مثل التلفزيون والسينما مع بعض التردد، وتبحث هذه الدراسة البحثية بشكل انتقائي في هذه المظاهر الثقافية الشعبية للرياضيات مع إيلاء اهتمام خاص لتلك النماذج التي تتضمن تعديلات معقولة في الرياضيات، وسيتوفر عدد محدود من تمثيل الرياضيات كنص الكتاب للجمهور.

ما هي طبيعة الرياضيات من وجهة نظر العلوم السيميائية لخط الأعداد

يعد تعيين الأرقام إلى الفضاء أمرًا أساسيًا للرياضيات، وخط الأعداد هو أحد أبسط الأمثلة ولكن أغناها على قوة مثل هذه التعيينات، لكن ما هي أصولها السيميائية والمعرفية؟ وهل البديهيات الكامنة وراء خط الأعداد متشددة؟ وهل خط الأعداد هو بناء ثقافي؟

افترض البحث المعاصر في علم السيميائية وعلم النفس وعلم الأعصاب لإدراك الأرقام إلى حد كبير أن تمثيل العدد مكاني بطبيعته وأن رسم الخرائط من الرقم إلى الفضاء هو حدس عالمي متجذر مباشرة في تطور الدماغ، وسوف يتم مراجعة المواد من تاريخ الرياضيات وكذلك النتائج التجريبية من اثنتين من الدراسات الحديثة للدفاع عن صورة مختلفة جذريًا وتمثيل العدد ليس مكانيًا بطبيعته والحدس في تعيين الأرقام إلى الفضاء ليس عالميًا.

وفي إحدى الدراسات أظهر أن هناك تمثيلات غير مكانية للأرقام تتعايش مع الأرقام المكانية، وكما هو مفهرس من خلال الإجراءات اليدوية الآلية، مثل الضغط وضرب الجرس، والإجراءات غير الآلية مثل النطق.

علاوة على ذلك تشير النتائج إلى أن رسم الخرائط من رقم إلى سطر ورسم خرائط مكاني ليس نتاجًا للوهبة البيولوجية البشرية ولكن تم تعزيزها ثقافيًا وتطويرها، وتُظهر الدراسة الأخرى التي تم أجرئها في الجبال النائية بشكل تجريبي أن الأفراد من ثقافة لديها نظام عد دقيق وقاموس للأعداد الأكبر من عشرين ويفتقرون إلى حدس رسم الخرائط من رقم إلى سطر.

مما يشير إلى أن هذا الحدس ليس تلقائيًا بشكل عام، وبالتالي من غير المحتمل أن يكون متجذرًا بشكل مباشر في تطور الدماغ، ويبدو أن رسم الخرائط من رقم إلى سطر يمكن تعلمه من خلال ممارسات ثقافية محددة وتعزيزها باستمرار مثل أدوات القياس وأنظمة الكتابة والتعليم الابتدائي للرياضيات.

تتبع أصل الإشارات في النشاط الرياضي منهج ظاهري مادي

يميل الأدب السيميائي إلى أخذ الإشارات كما هي معطاة، حتى في حسابات الإدراك البنائية والتجسيدية، فإن الإشارة مثل الإيماءة التي تُظهر بعض العلاقات أو الاتجاه الخطي هي مجرد تشريع لمخطط موجود مسبقًا ينتج عن سنة إنتاج علامة.

ومع ذلك تُظهر الأدلة التجريبية أن شكل الإشارة البشرية، باعتباره شيئًا يمثل شيئًا آخر، لا يشكل البداية فالأطفال لا يميزون بين الشيء واسمه، ولفهم العلامات يجب إذن أن يتم تبنى منظورًا وراثيًا، وفي هذه الدراسة يتم تقديم وصفًا ظاهريًا ماديًا لكيفية ظهور العلامات والأفكار في النشاط المستمر.

ويقدم وصفًا مفصلاً للغاية لمقتطف من الدراسة، ولا يمكن شرح سماته الأساسية من خلال الافتراض المسبق للعلامات أو الأفكار أو المخطط العقلي، ويقدم النهج الذي يتم تقديمه تفسيرات لبعض المشكلات الصعبة في التعليم وعلم النفس والعلوم المعرفية.

وبهذه الطريقة يوفر المزيج المعبأ شيئًا يمكنه السفر ذهنيًا للخدمة المستقبلية، بالإضافة إلى ذلك لا غنى عن المزيج المعبأ في توفير أساس متجانس، ومناسب للإدراك البشري والذي يمكن من خلاله استيعاب الشبكات المفاهيمية والتعامل معها والتي من شأنها أن تتعدى القدرة على الحفاظ عليها وإدارتها ومعالجتها، وأصبحت الرياضيات كما يتم معرفتها ممكنة إلى حد كبير بفضل ميزة التكامل المفاهيمي هذه، وتخصص الرياضيات في توفير أدوات التعبئة والتفريغ.

المصدر: السيميولوجيا والسرد الأدبي، صالح مفقود، 2000ما هي السيميولوجيا، ترجمة محمد نظيف، 1994الاتجاه السيميولوجي، عصام خلف كاملسيمياء العنوان، بسام قطوس، 2001


شارك المقالة: