ما هي أنثروبولوجيا العمل؟

اقرأ في هذا المقال


يتناول هذا المقال عدة موضوعات ومنها: أنثروبولوجيا العمل، مفهوم تقرير المصير في أنثروبولوجيا العمل، علماء الأنثروبولوجيا العملية لهم علاقة خاصة بالسلطة وأحيراً عناصر المكون المطلق لنظام قيمة عمل الأنثروبولوجيا.

أنثروبولوجيا العمل:

أنثروبولوجيا العمل: هي نشاط ذو قيمة أولوية صريحة يركز على هدفين عامين بشكل أساسي هما: هدف العلم وهدف مجتمع محدد ثقافيًا. فمن خلال العمل مع أعضاء المجتمع، يعمل عالم أنثروبولوجيا العمل على اكتشاف مشاكل المجتمع وتحديد الحلول المحتملة، مع ردود الفعل المستمرة بين العمليات الفرعية العلمية والمجتمعية. ويمكن أن تكون ازدواجية العملية تُرى في القيمتين الأساسيتين في الأنثروبولوجيا العملية، وهما كما يلي:

1- المجتمع وتقرير المصير.

2- الحقيقة العلمية.

على الرغم من أن العالم Sol Tax كان له الفضل في تطوير أنثروبولوجيا العمل، إلا أن المنهج الأنثروبولوجي تم تطويره إلى حد كبير بواسطة مجموعة من علماء الأنثروبولوجيا والطلاب من جامعة شيكاغو تحت مشروع بعنوان “التوجيه غير التوجيهي” للضرائب. حيث تم تطوير النهج في هذا المشروع لتزويد طلاب الأنثروبولوجيا بجامعة شيكاغو بفرصة لاكتساب الخبرة الميدانية.

وتاكس، بعد أن أجرى بحثه مع جماعة المشروع في منتصف الثلاثينيات، حاول تطوير فرصة لطلابه بين مجموعة من الهنود الذين يعيشون بالقرب من تاما آيوا. وكانت هذه المجموعة الأصلية من الطلاب الذين وصلوا إلى المدينة في منتصف صيف عام 1948 يهدف إلى الانخراط في أبحاث الأنثروبولوجيا الاجتماعية التقليدية. ولكن بسرعة كبيرة تغيرت أهداف مجموعة البحث لتشمل التطوير بسبب ثلاثة عوامل هي كتالي:

1- بعض التغييرات في المجتمع نفسه منذ أن انخرط تاكس في العمل الميداني قبل خمسة عشر عاماً.

2- كان مسؤول الضريبة قد تعهد بتقديمه له بأي معلومات قد تكون مفيدة لمشروعه.

3- عدم التزام المشروع بأي مشكلة بحثية محددة.

تقرير المصير في أنثروبولوجيا العمل:

تقرير المصير: هو مفهوم رئيسي في الأنثروبولوجيا العملية، والتي يتم التعبير عنها على أنها أ مبدأ العمل والهدف. حيث يعمل عالم أنثروبولوجيا العمل على تحقيق المجتمعات ذاتية التحديد. وهذا الهدف يحدد باستمرار أو يؤثر على سلوك عمل علماء الأنثروبولوجيا في هذا المجال. وتقرير المصير يعني ضمناً الفرصة ليكون صح ام خطأ. وكما قالت الضرائب، فهي الحرية في ارتكاب الأخطاء. وهذا يعني أن المجتمع الذي يقرر المصير حقًا يتحمل مسؤولية كل من النجاح والفشل. الحدث هنا أن عالم الأنثروبولوجيا يعمل لتحقيق تقرير المصير.

علماء أنثروبولوجيا العمل لهم علاقة خاصة بالسلطة:

لدى علماء الأنثروبولوجيا العملية علاقة خاصة بالسلطة أي يجب عليهم تجنب تولي السلطة. فأنثروبولوجيا العمل لا تقوم على السلطة، ولكن على الإقناع والتعليم. لذلك يمكن للعملية أن تذهب فقط إلى “أبعد ما يمكن للمجتمع أن يفعله أو يتبعه طواعية”. حتى عندما لا يكون عالم أنثروبولوجيا العمل مرتبطًا بوكالة توفر القوة وتنصل شخصيًا من السلطة، بل يجب عليه أو عليها مقاومة تراكم القوة.

وإذا تم تعيين عالم الأنثروبولوجيا في دور إداري محدد كالاحتفاظ بالسلطة، يصبح النهج شبه مستحيل الاستخدام. وبعبارة أخرى، فإن يتم رفض عرض العميل أو المجتمع المستهدف باعتباره كيانًا سلبيًا للتلاعب، مثل يتجنب عالم الأنثروبولوجيا العمل تراكم القوة واستخدامها، فهو يحاول أيضًا لتعزيز نموها وتراكمها في المجتمع. وهذا يعني خلق التنظيم الاجتماعي وتعزيز القيادة المجتمعية.

عناصر المكون المطلق لنظام قيمة عمل الأنثروبولوجيا:

يتكون المكون المطلق لنظام قيمة عمل الأنثروبولوجيامن اثنين من العناصر هما ما يلي:

1- الحقيقة: والمتجذرة في التحديد المستمر لعمل الأنثروبولوجيا.

الحرية: والمتجذرة في حرية الأفراد والمجتمعات لتقرير مصيرهم. لذلك لا يدعو عالم الأنثروبولوجيا العملية إلى اختيارات قيمة محددة.

كما تتضمن العملية عرض البدائل المختارة على المجتمع. تتوافق هذه القيم مع الهدفين العامين لأنثروبولوجيا العمل. وهذه الأهداف هي “مساعدة الناس وتعلم شيء ما في العملية”. ومحاولات إظهار الضرائب أن هذين الهدفين ليسا متعارضين. بل في الواقع هم يدعمون بعضهم البعض. وعبر هذه الحقيقة يمكن إحداث تغيير أكثر فائدة، من خلال العمل لتعلم المزيد.

حيث أن أنثروبولوجيا العمل هي عملية موجهة نحو الهدف بصورة تدريجية، وذاتية التوجيه، ومحددة ذاتيًا على أساس التعليم والإقناع. حيث يقدم علماء الأنثروبولوجيا العمل خطوة بخطوة، مستندين على معدل التدخل وعلى قدرة المجتمع على استيعاب التغيير. الحدث حيث لا يبدأ عالم الأنثروبولوجيا بالمشاريع ولكنه يشير إلى البدائل بدلاً من ذلك.

المصدر: محمد الجوهري، مقدمة في دراسة الأنثروبولوجيا، 2007محمد الجوهري، الأنثروبولوجيا الاجتماعية، 2004ابراهيم رزقانة، الأنثروبولوجيا، 1964كاظم سعد الدين، الأنثروبولوجيا المفهوم والتاريخ، 2010


شارك المقالة: