أنماط الثقافة السياسية في علم الاجتماع السياسي

اقرأ في هذا المقال


أنماط الثقافة السياسية في علم الاجتماع السياسي:

1- الثقافة الضيقة:

يقصد بهذا النمط من الثقافة السياسية، أن الأفراد ليس لديهم معرفة جيدة عن الأهداف والغايات السياسية التي توجد في الحياة السياسية، لذلك فإنهم لا يستطيعون تقديم أحكام صحيحة على تلك الأهداف والغايات السياسية الموجودة في مجتمعهم، ويترتب عن ذلك أن هؤلاء الناس لا يستطيعون تقديم أي نوع من التأييد أو المعارضة للسياسات العامة التي يهدف إليها مجتمعهم.

وينطبق ذلك على القيادات السياسية التي يضمنها النسق السياسي، وهذا النوع من الثقافة هو تجميع لبعض السياسات المعزولة اجتماعياً ومؤسساتياً، والمنبثقة عن عدد من الثقافات المحلية المستندة إلى المجتمعات القبلية والبدائية، وإلى العشيرة والعرف والدين، وهذا النوع من الثقافة أيضاً، لا يرتقي إلى الحد الذي ينتج عنه ما يطلق عليه الثقافة السياسية الوطنية، وقد ظهر هذا النوع في العديد من الدول الجديدة التي تضم مجالات غير متجانسة لا تحدث أي نوع من التكامل.

2- ثقافة الخضوع:

إن الأفراد في هذا النوع من الثقافات السياسية، يستوعبون ما يحدث حولهم ضمن النظام السياسي، حيث يتكون عندهم نوع من الأحاسيس والمشاعر والوعي، ويقومون بإصدار نوع من الأحكام اتجاه ذلك النظام السياسي ككل، وفي ثقافة الخضوع يتعرف الأفراد على عملية صنع القرارات السياسية، إلا أنه يالرغم من ذلك، فإن موقفهم من كل هذه العملية يكون سلبياً، في الوقت الذي ينتظرون فيه من النظام أن يقدم لهم العديد من الخدمات والإجراءات العامة، ويكون في إطار ثقافة الخضوع الخوف هو المسيطر على الأفراد، الخوف من أن يقوموا بتقديم أي نوع من المشاركة، وذلك بسبب معتقداتهم أن أدوارهم لن يكون لها قيمة، إما لعدم اعتراف النظام بأهمية مشاركتهم، أو الاعتراف بقدراتهم المتواضعة، ونتائج تأثيرها في العملية السياسية.

3- ثقافة المشاركة:

هذا النوع من الثقافة، على العكس تماماً من النوعين السابقين، حيث يعتقد المواطنون أن لديهم فرص أكثر للمشاركة في الحياة السياسية والنظام السياسي، وإنهم قادرون على تعديل هذا النظام وتبديله بالوسائل الكثيرة المتوفرة لديهم، على سبيل المثال من خلال الانتخابات والمظاهرات، ومن خلال الأحزاب وجماعات الضغط السياسي، وبذلك يكون موقف فيه جزء مهم من العملية السياسية، يؤثر فيها ويتأثر فيها ويتأثر بها، لذلك يجب إصلاح البناء السياسي وإنجاح عملياته التي تؤدي إلى رسم السياسات العامة، يالإيجاب أو بالرفض حسب صحة أي منهما في مجاله المحدد، وبذلك تزدهر ثقافة المشاركة السياسية التي هي مطلب المجتمعات الديمقراطية في العالم.

المصدر: أصول البحث الاجتماعي، عبد الباسط حسن.علم الاجتماع الريفي، غريب سيد سيد أحمد.محاضرات في تصميم البحوث، سعيد فرح.مناهج البحث العملي، محمد الجوهري.


شارك المقالة: