أنواع التشريح في أنثروبولوجيا الطب الشرعي

اقرأ في هذا المقال


أنواع التشريح في أنثروبولوجيا الطب الشرعي:

هناك نوعان أساسيان من عمليات تشريح الجثث في أنثروبولوجيا الطب الشرعيهي السريريةأو الأكاديمية كتشريح الجثث في المستشفيات وعمليات تشريح الطب الشرعي المنفذة في الأوساط الطبية القانونية، والهدف من تشريح الجثة السريري هو معرفة أو توضيح أو تأكيد التشخيصات التي ظلت غير معروفة أو لم تكن واضحة بما فيه الكفاية أثناء إقامة مريض في مستشفى أو مؤسسة صحية، وتشريح أنثروبولوجيا الطب الشرعي يتم إجراؤها تحت إشراف سلطة قانونية مثل المدعي العام أو المدعي المالي أو قاضي الصلح أو قاضي التحقيق الشرعي أو الفاحص الطبي أو الشرطة.

ويركز تشريح الطب الشرعي أو أنثروبولوجيا الطب الشرعي في المقام الأول على الوفيات العنيفة كالحوادث والانتحار والقتل، كما إنه يتعامل أيضًا مع الوفيات الطبيعية التي يجب أن يكون موضوع تشريح الجثة السريري، كوفيات مريبة ومفاجئة ووفيات دون مساعدة طبية والوفيات القضائية أو المتعلقة بالجراحة أو إجراءات التخدير، والتي يجب أيضًا توضيحها من خلال تشريح الجثة بأنثروبولوجيا الطب الشرعي.

وعادة في غالبية الولايات القضائية، لا يكون إذن الأقارب ضروريًا لإجراء تشريح الجثة، إذ يتم تجنب إعاقة سير العدالة في نهاية المطاف، وفي بعض المناطق، تنقسم عمليات تشريح أنثروبولوجيا الطب الشرعي إلى فئتين الوفيات الجنائية كالوفيات المشبوهة أو بسبب القتل أو الاختناق بالقتل أو الخنق، أو وأد الأطفال، والوفيات غير الجنائية كالانتحار والوفيات الطبيعية والحوادث.

أهداف تشريح الجثة في أنثروبولوجيا الطب الشرعي:

يعتبر تحديد سبب وطريقة الوفاة خلال العقود الأخيرة الهدف الكلاسيكي لتشريح الجثة بأنثروبولوجيا الطب الشرعي، وبالرغم من إنه ليس هدفاً جديدًا، فقد ظهر هدف آخر مؤخرًا من الصراعات العرقيةوالإبادة الجماعية ومهم باعتباره مكمل للهدف الأول وهو تحديد الضحية، وهكذا سبب الوفاة وتحديد الهويةهما في الأساس الهدفان الرئيسيان لتشريح الجثة في أنثروبولوجيا الطب الشرعي القانوني.

فعندما يتم إجراء تشريح جنائي نموذجي على جثة محددة، يمكن وضع تصنيف للأهداف، ففي البداية من الضروري تشخيص سبب الوفاة وتمييزه على إنه إما طبيعي أو الموت العنيف، والذي يمكن تحقيقه في كثير من الأحيان في نفس الوقت عند تشريح الجثة، فقط على أساس الفحص العياني، وإذا كانت الحالة تتعلق بموت عنيف، تنشأ ثلاثة احتمالات أما إصابات رضحية أو اختناق أو تسمم، وبتالي يجب تصنيف الجروح الرضحية حسب الأداة كالسلاح التي أنتجتها أما غير حادة أو محززة أو مثقبة أو مزيج.

ما هو السلاح المستخدم؟ هو على وجه التحديد أحد الأسئلة الأولى التي يطرحها ضباط الشرطة عادة على أخصائي أنثروبولوجيا الطب الشرعي بمجرد أن يبدأ التحقيق في الجريمة من أجل خطة التحقيق، حيث يتم إنتاج الجروح المحفورة بواسطة أدوات حادة، في حين أن الإصابات المثقوبة يمكن أن تكون نتيجة لأسلحة مختلفة، كالأسلحة النارية، ويجب ملاحظة أن تسمية هذه الجروح ليست دقيقة في كل بلد أو لغة، مما يؤدي في كثير من الأحيان إلى صعوبات إضافية في تفسير تقرير تشريح الجثة.

وتتمثل الخطوة الأخيرة من تشريح الجثة العنيف في تحديد طريقة الوفاة كالقتل أو الانتحار أو الحادث أو غير محدد، ففي حالات كثيرة على سبيل المثال تسمم ووفيات طبيعية، لم يتم التأكد منها على طاولة التشريح وتحتاج إلى مزيد من التحقيق بما في ذلك الفحوصات التكميلية.

ويحتوي تشريح الجثة في أنثروبولوجيا الطب الشرعي أيضًا على العديد من الأهداف الملحقة الأخرى، مثل التالية:

1- توثيق وتشخيص ووصف وقياس كل من الإصابات الخارجية والداخلية.

2- الكشف عن التشوهات الخارجية والتشوهات الداخلية والأمراض.

3- عزو الوفاة إلى حدث معين كالعلاقة السببية، وهي ذات أهمية قصوى في قضية أنثروبولوجيا الطب الشرعي.

4- تحديد الأسباب الأخرى التي قد تكون ساهمت في الوفاة.

5- لجمع العينات من أجل التحليل النسيجي والسمي والميكروبيولوجي أو غيرها من التحليلات المساعدة.

6- تحديد وقت الوفاة عند الضرورة والممكنة.

7- لتحديد ما إذا كان المولود قد تنفس أم لا.

8- الاحتفاظ بالأعضاء أو الأنسجة أو العينات ذات الصلة كدليل.

9- لتقديم تقرير مكتوب كامل من نتائج التشريح، مع إعطاء التفسير الطبي القانوني المختص للنتائج.

10- إعادة الجثة إلى الأسرةبأفضل شكل ممكن.

11- في بعض التشريح هناك أهداف مميزة لنوع معين حيث يمكن الإشارة إلى الخبرة، فعندما يتم استخدام سلاح ناري فمن المهم تقدير مسافة اللقطة ومسار الرصاصة لتحديد الدخول أو الخروج من الجرح، والموقف النسبي بين المعتدي والضحية.

12- وفي حالات الوفيات المتأخرة من الضروري تحديد العلاقة السببية بين حدث صادم أصلي والآفات المقابلة، ويتم التأكد من السبب الطبيعي المفترض للوفاة، على سبيل المثال، من الخطأ الشائع أن يشهد الأطباء العامون أن الانصمام الرئوي سبب طبيعي للوفاة من ضحايا حوادث المرور الذين أصيبوا بجروح رضية وتوفوا، ففي مثل هذا التعقيد من الواضح أنه مرتبط بالصدمة الأولية للجروح.

دراسة سبب وطريقة وآلية الموت في أنثروبولوجيا الطب الشرعي:

يواجه العديد من الأشخاص، بما في ذلك بعض المتخصصين صعوبات في التمييز بين سبب وطريقة وآلية الوفاة، فسبب الوفاة في أنثروبولوجيا الطب الشرعي تعني أي إصابة أو مرض ينتج عنه تغير مرضي في الجسد يؤدي إلى موت الفرد، ومن الأمثلة على ذلك سرطان المريءأو احتشاء عضلة القلب أو صدمة حادة في الرأس أو جرح بطلق ناري من القفص الصدري.

وتشير آلية الموت في أنثروبولوجيا الطب الشرعي إلى التغيير المرضي الناتج من سبب الوفاة كالنزيف والعدوى وعدم انتظام ضربات القلب المميت، ومن الممكن أن تكون آلية الموت مشتركة بين أسباب مختلفة للوفاة، فقد ينجم النزف عن صدمة حادة أو طعن أو سرطان الرئة، والعكس صحيح أيضًا، لأن سبب الوفاة يمكن أن يعطي سببًا لآليات مختلفة للوفاة، حيث يمكن أن يؤدي الجرح الناتج عن طلق ناري إلى نزيف، ولكن إذا كان الضحية نجا فالمضاعفات المعدية هي الآلية.

وتعني طريقة الوفاة في أنثروبولوجيا الطب الشرعي والمعروفة في البلدان اللاتينية باسم المسببات الطبية القانونية، حيث تعتبر هدفًا آخر من أهداف تشريح الجثة، كما في حالات الوفاة العنيفة والتمييز بين حادث وانتحار، أو قتل أو موت غير محدد، وباتباع طريقة تفكير أنثروبولوجيا الطب الشرعي، يمكن أن تكون طريقة الموت نتيجة لأسباب وآليات متعددة للوفاة، والمثال الكلاسيكي هو إصابة طلق ناري (سبب الوفاة)، والذي يمكن تصنيفها على أنها طرق الموت الأربعة: القتل (أطلق شخص ما النار على الضحية)، والانتحار (كانت الطلقة ذاتية).

والحادث (تم إصابته بنفسه عن غير قصد)، وغير محدد (لا يوجد شهود على الأحداث، وفشل تشريح الجثة في توضيح طريقة الوفاة)، وغالبًا ما تتطلب قرارات الوفاة وطريقتها تحليلًا معمليًا و دائمًا معلومات حول ظروف الوفاة التي يمكن أن تحددها الشرطة أو السلطات الأخرى وتقرير مكان الحادث بواسطة أخصائي أنثروبولوجيا الطب الشرعي، وذلك إذا كان أخصائي أنثروبولوجيا الطب الشرعي هو الشخص الذي استعاد الجثة من موقع.

وهذا ليس دائمًا بسيطًا وسهلاً بسبب أن بيان أخصائي أنثروبولوجيا الطب الشرعي يجب أن لا يتعارض بشكل متكرر مع تقرير مكان الحادث أو قصة الشرطة حول القضية، علاوة على ذلك، نادراً ما تقبل العائلات الانتحار كسبب للوفاة، ولهذا السبب يجب أن يدرس أخصائي أنثروبولوجيا الطب الشرعي كل حالة بعناية، ويجب أن يكون على دراية جيدة بالأحداث المحيطة بالضحية وتوثيق التحقيق بحذر لإصدار الحكم النهائي.

المصدر: محمد الجوهري، مقدمة في دراسة الأنثروبولوجيا، 2007محمد الجوهري، الأنثروبولوجيا الاجتماعية، 2004ابراهيم رزقانة، الأنثروبولوجيا، 1964كاظم سعد الدين، الأنثروبولوجيا المفهوم والتاريخ، 2010


شارك المقالة: