أهمية دراسة حاجات كبار السن في علم الاجتماع

اقرأ في هذا المقال


يزداد الاهتمام بحاجات كبار السن كلما ازداد عمره، فقد نلتقي ببعض الأشخاص فنعتبرهم من المسنين ﻷنهم وصلو إلى سن معين وعندها يعفون من أداء ما سبق أن حدده لهم المجتمع من مهام في سوق العمل أو في محيط أسرهم، نراهم قد فقدوا هويتهم الاجتماعية وأصبحوا في حكم المسنين للعمر الزمني الذي وصل بهم قطار الحياة إليه، لهذا يجب أن ندرس الكبار لنفهم ونفهم غيرنا، ولنطور المجتمع الذي نعيش فيه.

أهمية دراسة حاجات الكبار في علم الاجتماع

1- تزداد نسبة الكبار سنة بعد أخرى ولهذه الزيادة أثرها في اهتمام العلم الحديث بدراسة الصفات الرئيسية للكبار خاصة ما يتعلق منها بالمظاهر البدنية والإدراكية والذهنية المعرفية والانفعالية العاطفية والاجتماعية، هذا ويمكن تلخيص أسباب زيادة تعداد الكبار في العالم في النواحي التالية:

أ- ارتفاع مستوى الوقاية الصحية البنائية التي تهدف إلى تحقيق النواحي الغذائية والبيولوجية لبناء مجتمع سليم وأفراد أقوياء.

ب- ارتفاع مستوى الصحة العلاجية التي تهدف إلى تزويد الفرد والمجتمع بالدواء المناسب لكل الأمراض المعروفة.

ج- ارتفاع مستوى الصحة النفسية التي تهدف إلى تحقيق التكامل الصحيح للشخصية الإنسانية وإلى تيسير أسباب الراحة النفسية التي تحول بين الفرد وبين الأمراض العصبية المختلفة.

د- زيادة النسل عاماً بعد آخر نتيجة للعوامل السابقة أعلاه، وتؤدي هذه الزيادة بدورها إلى زيادة تعداد الكبار في المجتمع الإنساني.

2- المجتمع الذي نعيش فيه قادته من الكبار، فهم الذين يوجهون سياسة الدولة ومشروعاتها الاقتصادية وتطورها الاجتماعي، إذن يجب أن ندرس هؤلاء الكبار لندرس امكانياتنا البشرية، ووسائل تحقيق أهدافنا.

3- زيادة الاهتمام بدراسة الكبار وخاصة بعد أن اكتشف علم النفس والعلوم الأخرى المتصلة به أهم الخواص الرئيسية للطفولة الإنسانية، وقد تطور البحث من الطفولة إلى البلوغ والمراهقة، ومن المراهقة إلى الرشد والشيخوخة ومن هذه جميعاً إلى دراسة النمو من بدء الحياة إلى نهايتها، وبذلك بدأت دراسة الكبار منذ سنوات قليلة، وذلك لأن مرحلة الكبار هي مظهر من مظاهر التطور النفسي للفرد في نضجه واكتمال شخصيته، وفي شيخوخته وضعفه.

4- الثروة البشرية هي أهم أنواع الثروات الموجودة في أي إقليم، هي أهم من الثروات المعدنية والزراعية وغيرها من الثروات الأخرى والطاقة لخير المجتمع ولخير النوع الإنساني كله، ولهذا يجب أن نفهم سلوك الكبار في حياتنا الفردية والاجتماعية.

5- ارتفاع نسبة الأمية في العالم يحول بين الفرد وبين الاستفادة من قواه وإمكاناته الجيدة، والدراسة العلمية لنفسية الكبار تكشف عن الطرق الصحيحة لتعليم هؤلاء الاميين، ولا نستطيع أن نعلم الفرد دون أن نعرف خواصه المختلفة وامكاناته ودوافعه وميوله وأهدافه واستعداداته وقدراته.

المصدر: مرض الخرف انتشاره والخصائص المرتبطة به، سامي الدامغ، 2001.التوجيه التربوي لكبار السن، ترجمة محمد عبد المنعم نور، 1980.تطور مفهوم القوة الاجتماعية في الفكر الاجتماعي، ابراهيم العبيدي، 1996.دور النظريات الاجتماعية في أبحاث الشيخوخة، ابراهيم العبيدي، 1989.


شارك المقالة: