أهم العمليات الحافزية للصراع والتغير الاجتماعي

اقرأ في هذا المقال


أهم العمليات الحافزية للصراع والتغير الاجتماعي:

  • تنظيم الأغلبية الواعية وظهور القيادة، فتنظيم الجماعة يدل على التضامن والإصرار على تحقيق الأهداف، ووضع معايير وقواعد للعمل، باﻹضافة إلى الإحساس بالواجبات اتجاه الأهداف والمثابرة على تحقيقها، وكل ذلك يشير إلى تبلور الأيديولوجيا التي تمثل مصدراً لجاذبية الجماعة، لكن كافة ما تقدم لا يتجزأ عن ظهور القيادة ذات الشرعية، التي يمكنها توجيه الأعضاء والتأثير بهم، باﻹضافة إلى قدرة القيادة على استنهاض الحافزية الصراعية الكامنة لدى الخاضعين.
    إن فكر القيادة والأيدولوجيا التي تحملها، تقدم تشخيصاً للمعوقات التي ترغب الجماعة في تصحيحها، وتبرر إجراءاتها وتطبيقاتها الممكنة، ويتصل بذلك التكتيكات أو الأساليب التي تطرحها القيادة من أجل تعزيز وزيادة انتماء الأعضاء، واستقطاب أكبر عدد ممكن لعضوية الجماعة وكل ذلك يتطلب قيادة مخلصة ومتفانية في أهداف الجماعة.
    وهكذا فإن قدرة القيادة والجماعة الواعية المنظمة على صياغة نسق أفكار تحررية مقنن، وطرح التكتيكات المناسبة لاستقطاب الخاضعين، يُعد خطوة أولى مهمة في نشر الوعي التحرري.
  • من الاعتبارات المهمة لنشر الوعي التحرري، زيادة فرصة الاتصال مع الخاضعين وحشدهم، وجذبهم نحو الأهداف التحررية، إن تقييد حرية تحرك الأغلبية الواعية من قبل أصحاب القوة، يحول دون تشكيل قنوات اتصال فعالة مع الخاضعين، الأمر الذي يمنع تدفق الوعي التحرري باتجاهم.
    لذلك فإن قنوات الاتصال المؤثرة تظهر بانبثاق الفرصة السياسية، أي فرصة سماح الجماعات المسيطرة ببناء تنظيم للمصالح المتعارضة، إن سماح الجماعات المسيطرة بتشكل الجماعات المعارضة، هو بمثابة صناعة النقيض الداخلي الحقيقي.
    لكن يبقى الأمر متوقف على هامش الحرية الفعلي لهذه الجماعات، ومستويات التحرك المتاحة لها، غير أن قدرة الجماعة الواعية على الانتفاع من المصادر المتوفرة، بما في ذلك الفرصة السياسية، قد يهيئ أمامها بيئة ملائمة للاتصال بجمهور الخاضعين.
  • إن وجود القاعدة الحافزية للصراع، لا يقود بالأهمية إلى انتشار الوعي التحرري، حتى مع توفر عنصر الاتصال، ولذلك فإن استجابة القاعدة الحافزية للصراع للوعي الذي تحاول الأغلبية نشره يُعد أمراً بالغ الأهمية.
    حيث أن امتلاك الأفراد لحافزية اغترابية متوغلة في أعماق ذاتهم لفترة زمنية بعيدة، قد يحول دون قبولهم لمطالب التحرر بسهولة، حتى مع ميول العِداء والكراهية التي يمتلكونها.

المصدر: الإشكاليات التاريخية في علم الاجتماع السياسي، عبد القادر جغلول، 1982.النظرة الارتقائية، محمد الطالبي، 1979.التفكير الاجتماعي نشأته وتطوره، زيدان عبد الباقي، 1972.السببية والحتمية عند ابن خلدون، مها المقدم، 1990.


شارك المقالة: