إمبراطورية العلامات

اقرأ في هذا المقال


يشير علماء الاجتماع إلى أهمية دراسة إمبراطورية العلامات والبدايات السيميائية في القرنين الحادي عشر والثاني عشر ونظرية رولان جيرار بارت.

إمبراطورية العلامات

نظر الفلاسفة إلى أن إمبراطورية العلامات تأتي من منطق أرسطو في البداية من خلال عيون السير بوثيوس، الذي اتخذ بعض القرارات المؤثرة فيما يتعلق بالمصطلحات الدلالية، وكذلك تفسير النص الأرسطي وما تعلموه من خلال كتاباته وكان من بين أمور أخرى كنظرة ثاقبة في الطابع التقليدي للغة، والرأي القائل بأن المعنى يتم إنشاؤه من خلال فعل فرض، أي إعطاء الاسم أو تحديد المرجع، والفكرة المؤثرة التي تشير إلى المهم وهو تأسيس فهم عنصر الفكر، ويناقش السير بوثيوس بإسهاب في شرحه الثاني الأكثر تفصيلاً على بيري هيرمينياس.

والعلاقات المتبادلة بين العناصر الأربعة للسيميوزيس اللغوية التي ذكرها أرسطو في إمبراطورية العلامات، أي بين الأشياء أو الأشياء الخارجية، والمفاهيم أو التمثيلات العقلية كالعاطفة والعقل، والكلمات المنطوقة والكلمات المكتوبة، ويتم ترتيب هذه العناصر بحيث تبني ما يسميه السير بوثيوس ترتيب الكلام والذي يتميز بحقيقة أن من بين العناصر المذكورة سابقًا وجوديًا في كل حالة.

وبالتالي بدون وجود الأشياء لن تكون هناك مفاهيم، وبدون مفاهيم لا توجد كلمات منطوقة، وبدون الكلمات المنطوقة لا توجد كلمات مكتوبة، ومع ذلك لا يمكن عكس هذا بمعنى أن استخدام الأحرف المكتوبة في أي حال يتطلب معرفة التعبيرات الصوتية التي تدل عليها.

وأن هناك دائمًا مفهومًا وراء الكلمة المنطوقة، وأن كل مفهوم يشير إلى شيء حقيقي كموضوع لها، وعلى أي حال فإن أوردو أوراند يحدد اتجاه الدلالة اللغوية، وتشير الأحرف المكتوبة إلى الكلمات المنطوقة، بينما تشير الكلمات المنطوقة في المقام الأول إلى المفاهيم العقلية، ومن خلال الأخيرة تشير إلى الأشياء بشكل ثانوي، وهكذا إذا تركت جانبًا فإن العناصر الثلاثة المتبقية منظمة هيكليًا على طول خطوط المثلث السيميائي البارز الذي تشير إليه العلامات إلى الأشياء عن طريق المفاهيم.

وفي مناقشته الإضافية لتقسيمات أوردو أوراندي بالإشارة إلى بورفيريوس والأرسطو هناك ثلاثة مستويات من الكلام: على أساس الخطاب المكتوب والمنطوق، وهناك خطاب عقلي التي يتم فيها التفكير، كما إنها تمامًا مثل الكلمة العقلية الأوغسطينية ليست مكونة من كلمات من أي لغة وطنية بل من مفاهيم عقلية ترانسيديوماتية أو حتى غير لغوية والتي كما ادعى أرسطو هي نفسها لجميع الناس.

البدايات السيميائية في القرنين الحادي عشر والثاني عشر

في أواخر القرن الحادي عشر أعاد السير أنسيلم إحياء العقيدة الأوغسطينية لفعل العقل، ودمجها مع وجهة النظر الأرسطية حول المفاهيم العقلية وهكذا فإن جانبي الكلمة العقلية اللذان تم العثور عليهما ضمنيًا إلى حد ما في عمل أوغسطينوس أصبحا واضحين في إمبراطورية العلامات، أولاً الكلمات العقلية هي كلمات طبيعية وبالتالي متطابقة لجميع البشر.

والثاني التشابه والصور الذهنية للأشياء، ونتيجة لذلك فإنهم يشيرون إلى أغراضهم بطريقة أكثر تعبيرًا كإشارة صريحة أكثر من أي نوع آخر من الكلمات، وبالتالي فهم ما يجب أن يُطلق عليه كلمة بمعناها الصحيح من المعنى.

وأحد العوامل المكونة لظهور نظرية للعلامات في القرنين الحادي عشر والثاني عشر سياق القواعد والمنطق وهو استئناف ممارسة أوغسطين لدمج مفهوم اللغة في المفهوم العام للعلامة، ويشير بيتر أبيلارد بالفعل في كثير من النواحي لأهمية هذه البدايات، وإلى أن ظاهرة الدلالة اللغوية التي تقع في مجال اختصاص المنطق لا تغطي الكل ونطاق العمليات، وبالنسبة للأشياء بالمعنى الواسع قد تعمل كعلامات أيضًا، وإذا كانت مرتبطة ببعضها البعض بطريقة تؤدي إلى إدراك أحدهما للآخر، يمكن أن يكون هذا هو الحال عندما يكون الشيء عبارة عن صورة للآخر.

ويبدو أن السير أبيلارد يدرك جيدًا حقيقة أن مفهوم الإشارة الذي ينتج عن أخذ كل هذه الحالات كحالات للدلالة في الاعتبار ليس فقط عامًا ولكنه أيضًا غير محدد، ومن أجل أن يكون قادرًا على تحديد حالات الدلالة الصحيحة ذات الأهمية الخاصة من مثل هذا الإعداد فإنه يقدم تمييزًا يميز بين العلامات التي تدل ببساطة على الدلالة المميزة والعلامات التي هي كإشارات ذات دلالة بعلامة الدلالة، أي بصفتهم حاملي المعنى، ويشاركون في عمليات إعطاء الإشارات المقصودة.

نظرية رولان جيرار بارت

ولد رولان جيرار بارت أو المعروف باسم رولان بارت في عام 1915، وهو منظّر أدبي فرنسي ولغوي وسيميائي، وفي نظرية بارت عام 1983 يتحدث بشكل رئيسي عن ثلاثة مستويات من المعاني، تلك المعاني المعنى الدلالي والمعنى الضمني والأساطير أو الأسطورة، ومع ذلك فإن أول شيء يجب معرفته هو مفهوم الإشارة، ووفقاً لرولان بارت يمكن تعريف العلامة بأنها مركب لدال ويشير على سبيل المثال إلى لون الضوء وهو أمر للمضي قدما في إشارات المرور، علاوة على ذلك هناك تمييز بين التعريف العام للإشارة والسيميائية كإشارة.

وفي السيميائية العديد من أنظمة السيميائية كائنات وإيماءات وصور مصورة ولديهم مادة تعبير جوهرها ليس الدلالة ولكنها كذلك بشكل عام موضوع الاستخدام اليومي الذي يستخدمه المجتمع بطريقة مشتقة، وإلى دلالة على شيء، على سبيل المثال يتم استخدام الملابس للحماية والغذاء من أجل التغذية، علاوة على ذلك ذكر السير توريس أن نموذج السيميائية يتكون من طبقتان من المعنى، الطبقة الأولى هي الدلالة التي هي مرجع إشارة، علاوة على ذلك فإن الطبقة الثانية تسمى الدلالة التي تمثل التجريد والمفاهيم والمسائل الثقافية.

بالإضافة إلى ذلك هناك أسطورة طبيعية حول الأفكار الموجودة في الرموز، باختصار استشهد رولان بارت أن السيميائية تتعلم كيف تشير الإنسانية إلى الأشياء في البيئة، وأشار السير يان إلى إنه في السيميائية توجد رسائل مزدوجة في كل منها علامة واحدة وهم الوجه الجمالي والمعنى الخفي للعلامة المرتبطة إلى الهياكل الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، ويتم تمثيل هذه الرسائل بالمعنى الدلالي والمعنى الضمني والأساطير، ويتم شرح مفاهيم رولان بارت على النحو التالي:

اقترح رولان بارت أن الدال والمدلول هما مكونات اللافتة، والدال هو العنصر المادي للعلامة عندما يكون المدلول هو المعنى أو التمثيل العقلي للعلامة، باختصار العلامة هي تتكون من مزيج من الدال والمدلول، وبدأت فكرة رولان بارت من تأسيس مفهوم الدال والمدلول لنظرية دو سوسور، علاوة على ذلك يطور رولان بارت أمرين للدلالة يتكونان من الدلالة وهو الترتيب الأول للدلالة والدال وهو الترتيب الثاني من الدلالة، ومن خريطة نظرية رولان بارت تتكون العلامة الدالة من الدال والمشار إليه.

وذكر تلك الإشارة الدالة هو المعنى الحرفي أو الواضح للإشارة، ويتعلق بما يراه الناس على التوقيع دون ربطه بثقافتهم، وبعد ذلك تُظهر الخريطة تلك العلامة الدالة لا تقف وحدها، لكنها جزء من الإشارة الضمنية، وبعبارة أخرى فإن الإشارة الدلالية تلعب دورًا كمؤشر ضمني، ومتى يكون هناك المعنى الضمني، وستكون العلامة الضمنية الجديدة موجودة، ولا يتعلق مفهوم رولان بارت فقط بالدلالة وتضمين المعنى، وهناك مفهوم آخر مهم جدًا في نظريته، وهو الأساطير أو الأسطورة.

المصدر: السيميولوجيا والسرد الأدبي، صالح مفقود، 2000ما هي السيميولوجيا، ترجمة محمد نظيف، 1994الاتجاه السيميولوجي، عصام خلف كاملسيمياء العنوان، بسام قطوس، 2001


شارك المقالة: