إمبراطورية طرابزون وإمبراطورية نيقية

اقرأ في هذا المقال


إمبراطورية طرابزون:

إمبراطورية طرابزون: هي إحدى إمبراطوريات الملكية التي تم تأسيسها بعد الإمبراطوريات البيزنطية، وامتدت إمبراطورية طرابزون من القرن الثالث عشر ميلادي حتى القرن الخامس عشر ميلادي، وشملت الكثير من الأراضي ومنها أراضي الأندلس، وتمن تأسيسها بعد الحملة الجورجية التي قامت في عام 1204 ميلادي وتم من خلالها نهب القسطنطينية، وتم خلال تلك الحملة الإطاحة بحكم الإمبراطور البيزنطي الحاكم لها وتمت الخلافات لتولي الحكم في إمبراطورية طرابزون.

تأسيس إمبراطورية طرابزون:

قام الصليبيون بحملات عسكرية بعد سقوط  الإمبراطورية البيزنطية، وتم بعد تلك الحملات تأسيس إمبراطورية طرابزون والتي تعتبر من أهم الممالك من بين الممالك الثالثة التي تم تأسيسها بعد الإمبراطورية البيزنطية، وحدثت بعد ذلك الحروب والصراعات لتولي حكم الإمبراطورية، وحدثت صراعات بين إمبراطورية طرابزون وإمبراطورية نيقية وبلغاريا للاستيلاء على قسطنطينية، وسيطرة إمبراطورية نيقية على قسطنطينية، إلا أنّ إمبراطورية طرابزون اعتبروا أنفسهم أنهم هم خلف الرومان وضلوا يطالبون بالحكم على القسطنطينية، لم يتمكنوا من ذلك حتى قاموا بالتنازل عن مطالبهم بحكم القسطنطينية.

بقيت إمبراطورية طرابزون لفترة طويلة إمبراطورية مستقلة حتى تم ضمها إلى الإمبراطورية البيزنطية وتم بعد ذلك انضمامها إلى الإمبراطورية الصربية، وتم وقوع إمبراطورية طرابزون تحت حكم إيطاليا، ومن ثم وقعت إمبراطورية طرابزون بعد ذلك تحت حكم الإمبراطورية العثمانية، وقام العثمانيون بعد ذلك بالسيطرة على مدينة القسطنطينية والتي كانت حينها واقعة تحت سيطرة الإمبراطورية البيزنطية، وتم سقوط إمبراطورية طرابزون وأصبحت جزءًا من الإمبراطورية العثمانية.

كانت طرابزون قبل أن أن تصبح إمبراطورية منطقة تتمتع بحكم ذاتي داخل الإمبراطورية البيزنطية خلال فترة القرون الوسطى، وخلال تلك الفترة تم وقوعها تحت سيطرة اليونان، وقد كانت تعتبر من أهم مستعمرات اليونان؛ وذلك لأنها كانت تتميز بموقع مميز مطل على البحر الأسود، بالإضافة إلى وجود عدة موارد طبيعية فيها، فقد كانت تحتوي على العديد من مناجم الفضة والنحاس، واستفاد الرومان خلال فترة إقامتهم فيها من الموارد وعَملوا على استغلالها وتحسين مستواهم الاقتصادي، وقام بعض الأباطرة الرومان بتأسيس إمبراطورية طرابزون؛ وذلك من أجل الاستفادة من خيراتها والعمل على حكمها.

وأطلق حكام طرابزون على أنفسهم لقب “ميغاس” واعتبروا أنفسهم هم الحكام الأساسيين للإمبراطورية طرابزون، وامتدت أراضي طرابزون كثيرة في أوروبا، وكان البحر الأسود يعتبر هو الموقع الأساسي للإمبراطورية، كما شكلت حدودها الطبيعة حاجز بينها وبين باقي المقاطعات الرومانية وبين السلاجقة، واعتبرت من أهم مواقع المقاطعات الرومانية.

إمبراطورية نيقية:

تم تأسيس إمبراطورية نيقية بعد الحملة الصليبية الرابعة، وتعتبر من أكبر الإمبراطوريات التي قام البيزنطيين بتأسيسها، واستمر تأسيس إمبراطورية نيقية في عام 1204 ميلادي واستمرت حتى عام 1261 ميلادي، وتم تأسيس إمبراطورية نيقية عندما قامت فرنسا بالسيطرة على القسطنطينية، وفي تلك الفترة كان وجود للإمبراطورية اللاتينية وكانت تلك الإمبراطورية ضعيفة، وكانت تحاول إعادة الحكم البيزنطي على قسطنطينية، وقامت بعدة ذلك بعدة حروب وصراعات حتى تستعيد الحكم.

تم خلال ذلك الوقت تقسيم الإمبراطورية إلى عدة دويلات صغيرة، وتم بعد ذلك قيام الإمبراطورية اللاتينية باستعادة معظم أراضي الإمبراطورية البيزنطية وقامت بتأسيس إمبراطورية نيقية، وسيطرة على إمبراطورية طرابزون، وأصبحت إمبراطورية نيقية بعد ذلك من أقوى الممالك في الإمبراطورية البيزنطية، وتم تولي إمبراطور إمبراطورية نيقية إمبراطوراً القسطنطينية، وقام بالمطالبة بتولي الحكم في الإمبراطورية البيزنطية، قامت الإمبراطورية اللاتينية بعد ذلك بالاستيلاء على معظم الممالك الموجودة في الإمبراطورية البيزنطية، وقامت البرتغال بالاستيلاء على أجزاء كبيرة في الإمبراطورية البيزنطية.

بعد ذلك الهجوم أصبحت إمبراطورية طرابزون من أضعف وأصغر دويلات الإمبراطورية البيزنطية وتم تقسيمها؛ وذلك بسبب فقدها لوجود القوة العسكرية التي تقوم بالدفاع عنها، قام حكام إمبراطورية نيقية بالتحالف مع عدة دول ومن بينها البرتغال وقاموا بتوسعة أراضي الإمبراطورية، مع بداية عام 1242 ميلادي قام السلاجقة بغزو بلاد المغول؛ ممّا أدى إلى خوف حكام إمبراطورية نيقية من قيام السلاجقة بغزو إمبراطورتيهم، قامت إمبراطورية نيقية بالتحالف مع الإمبراطورية الرومانية الشرقية؛ وذلك من أجل أنت تصبح أقوى وتصد هجوم البلغاريين، وتمكن البيزنطيين من استرجاع الإمبراطورية اللاتينية وقسطنطينية.

قام البلغاريون بالعودة لغزو الإمبراطورية البيزنطية، لكن كانت جميع محاولاتهم غير ناجحة، في عام 1224 ميلادي قامت الإمبراطورية الرومانية الشرقية باستعادة القسطنطينية والإمبراطورية اللاتينية من حكم البيزنطيين، وعانت الدويلات البيزنطية في تلك الفترة من نشوء الإمبراطورية العثمانية والتي كانت تحاول السيطرة عليها، وتمكنت الدويلات البيزنطية بعد ذلك من الحصول على استقلالها وتشكيل حكم ذاتي.

المصدر: موسوعة الحضارات المختصرة-المؤلف: محمود قاسم-2012موسوعة تاريخ أوروبا:الجزء الأول-المؤلف:مفيد الزيدي-2003تاريخ أوروبا في العصور الوسطى-المؤلف: د. إيناس محمد البهيجي-2017تاريخ ما قبل التاريخ-المؤلف:عبدالله حسين-2020


شارك المقالة: