ما هو ارتباط المنظمة الاجتماعية بالمجتمع

اقرأ في هذا المقال


تؤثر العوامل الأيكولوجية الاجتماعية في المُنظّمات سواء كانت أهلية أو حكومية وكما أنَّ الإنسان يتأثر بالبيئة نتيجة تفاعلها فيظهر أثر ذلك على سلوكه وتصرفاته فإنَّ المُنظّمات تتأثر أيضاً بالعوامل البيئية التي تنشأ منها.

مدى ارتباط المنظمة بالمجتمع

من المعروف أنَّ المُنظّمة تنشأ في المجتمع نتيجة نشوء حاجة أساسية فيه فيكون وجود المُنَظّمة بقصد إشباع تلك الحاجة، ومعنى هذا أنَّ حياة المُنظّمة في المجتمع تتوقف أساساً على مدى وجود حاجة اجتماعية معينة من ناحية وعلى مدى توفيق المُنظّمة في تقسيم أعمال أو خدمات بذاتها تحقق إشباعاً لتلك الحاجات من ناحية أخرى.

والمُنظّمة تتغذَّى من البيئة التي تنشأ فيها وفي نفس الوقت تُغذيها بأعمالها وأنشطتها، وما دامت المُنظّمة تعتمد اعتماداً كُلياً على البيئة في حياتها وفي تقدمها فإنَّها تجد نفسها في حاجة ضرورية إلى:

  • حساسية فائقة لاحتياجات البيئة.
  • تجاوب قوي مع هذه الاحتياجات.

والحساسية والتجاوب عنصران مرتبطان أشدّ الارتباط، ولا غِنى لأحدهما عن الآخر لكي تستطيع المُنظّمة أن تحقق هدفاً معيناً، وضرورة حساسية المُنظّمة للبيئة وتجاوبها مع الحاجات الاجتماعية إنّما هي ضرورة دائمة تستدعي ديناميكية للعمل الإيجابي، ويؤدِّي هذا إلى حركة دائمة من جانب المُنظّمة ساعيةً إلى التطوّر في سبيل الأفضل لتحقيق الأهداف.

ومن المعروف أنَّ الظروف البيئية المحيطة بالمُنظّمة تتكون من عدّة أنواع فهناك البيئة السياسية والاقتصادية والطبيعية أو المادية والفنية أو التكنولوجية والتعليمية والاجتماعية والثقافية والنفسية والعقائدية.

وتؤثِّر هذه الأنواع جميعها على أهداف المُنظّمة وسياستها وخططها وأساليب عملها ونتائجها، فمثلاً: البيئة الاجتماعية والثقافية أي ثقافة الناس وأفكارهم ووجهات نظرهم والقِيَم التي يؤمنون بها تؤثِّر على أهداف المُنظّمة وسلوك العاملين بها والمبادىء التي يؤمنون بها وبالتالي فإنَّ المُنظّمات الاجتماعية تتأثر بأفكار معينة غير التي تتأثر بها مُنظّمة تعمل في الحَضَر أو مُنظّمة تعمل في مناطق نائية لاختلاف ثقافة كل منهما.

وبناء المُنظّمات يؤثر في دورها فالنظام المفتوح وهو: ذلك النظام الذي يتداخل مع البيئة المحيطة، ويعتمد عليها ويتأثر بالظروف الخارجية ويؤثر فيها هو أنسب النُظم للتنمية الريفية حيث تستمد المُنظّمة مدخلاتها من البيئة سواء من العملاء أو المتطوعين أو الأفراد العاديون أو وسائل التحويل، كما تعتمد في خبراتها وأساليب عملها على ما يتوافر من هذه البيئة من مواردها وهي كذلك تعطي مُخرجاتها للبيئة فتُقَدم الخدمات للأفراد والمجتمع.

والمُنظّمة المفتوحة تستجيب للمؤثرات من حولها بشكل إيجابي فهي تتلقَّى المؤثر ثمّ تستجيب له بأن تتكيّف معه أو تغيره أو تُعدل فيه أو تنشىء خدمة جديدة أو تلغي برنامج وحتى وإن قامت في المجتمع مُنظّمة أخرى لها نفس الأغراض فإنَّها في هذه الحالة تُغيّر في أغراضها بما يتلائم مع احتياجات المجتمع.

وكما تتأثر المُنظّمة بأفكار العاملين ووجهات نظرهم ودوافعهم فهي أيضاً تؤثر على أفكارهم وتطوّر دوافعهم وتُنَمي شخصياتهم عن طريق سياسة الأجور والحوافز والتدريب والإشراف، وعلى هذا فإنَّ العلاقة بين النظام والبيئة التي يوجد فيها علاقة مُتداخلة تتميز بالتأثير والأخذ والعطاء والإفادة والإستفادة فهو ينبع من البيئة ويَصبّ فيها ويعيش بها ومنها وإليها.

وفاعلية الإدارة أساسية في حياة المُنظّمة ودرجة تحقيقها للأهداف، ففي الإدارة إذا افتقدنا إلى الفاعلية فسوف نجد مُنظّمة بلا روح، وبِقَدر درجة فاعلية المُنظّمة يتحدَّد درجة حياتها في المجتمع ودرجة تحقيقها للأهداف، وهذه الفاعلية وآثارها لا تتم إلَّا عن طريق الاتصالات بين الاتجاهين أي مِن المُنظّمة للبيئة أو من البيئة للمُنظّمة.

مميزات المنظمة الناجحة في المجتمع

أي مُنظّمة ناجحة نجدها تتميّز بالتالي:

  • أن تسعى المُنظّمة إلى توفير التوافق الاجتماعي مع أفراد المجتمع.
  • أن تعمل المُنظّمة على زيادة فعالية إدماج الأفراد في المُنظّمة.
  • أن يكون إنشاء المُنظّمة لمواجهة حاجات أساسية في المجتمع.
  • أن تتميّز المُنظّمة بالحساسية الفائقة لاحتياجات المجتمع ثمَّ عليها أن تتجاوب مع هذه الاحتياجات .
  • أن تسمح المُنظّمة لأفرادها وأنظمتها بالانفتاح على المجتمع وتتغلغل فيه.
  • أن يوجد بها نظام سليم للاتصال والعلاقات العامة.
  • أن تضع المُنظّمة سياسة عادلة للأجور والحوافز والتدريب والإشراف والتوجيه.

على ماذا يشتمل التكوين الداخلي للمنظمة

  • التنظيم الرسمي وهو: التنظيم الذي يتقرر من الإدارة العليا ويتمثل في قانون المُنظّمة ولوائحها وقواعدها وتعليماتها وتصميم الهيكل التنظيمي وهو النظام الذي يتحكم بعلاقات العاملين فيه ويُوجه سلوكهم ويُوزع أدوارهم ويُحدِّد اختصاصاتهم وسُلطاتِهم ومسؤولياتهم وتحديد قنوات الاتصال وتقويم أعمال العاملين وترقيتهم.
  • التنظيم غير الرسمي: ويشمل جماعات العمل الأهلية ويُشرف على العاملين فيها ودرجة انتمائهم وولائهم للمُنظّمة.
  • الاستقرار: يجب أن تهتم المُنظّمة بتوفير الاستقرار الوظيفي بين العاملين فيها من خلال الالتزام بتطبيق المبادىء العامة للمُنظّمة.
  • المُبادرة: بتشجيع العاملين على المشاركة وإبداء الرأي.
  • روح الجماعة: وهي الروح التي تسود داخل المُنظّمة من خلال وجود القيادة ونُظم الاتصال الفعَّالة والاعتماد على اللوائح والنُظم المكتوبة والقيادة الفعالة.



شارك المقالة: