استراتيجية معالجة المشاكل والعقبات الاجتماعية

اقرأ في هذا المقال


يناقش الباحثون الاجتماعيون مجموعة من الاستراتيجيات المهمة والتي تساهم في معالجة والحد من المشاكل والعقبات الاجتماعية.

استراتيجية معالجة المشاكل والعقبات الاجتماعية

استراتيجية الابتكار

وجد علماء الاجتماع إنه يمكن لاستراتيجية الابتكار أن تساعد في مواجهة التحديات الاجتماعية المختلفة كالإقصاء الاجتماعي والفقر ومستويات كبيرة من عدم المساواة، فضلاً عن التحديات الصحية والديموغرافية، إذ يمكن للابتكار معالجة الاستبعاد الاجتماعي عن طريق الحد من البطالة وتوفير فرص العمل للفئات المحرومة.

علاوة على ذلك يمكن أن تساعد المنتجات والخدمات الجديدة مثل الإصدارات المبسطة والأرخص سعراً للسلع الموجودة في تقليل التفاوتات والاختلافات في مستويات المعيشة بين المجموعات في المجتمع، ويمكن أن يساهم الابتكار أيضًا في مواجهة التحديات الصحية من خلال توفير المزيد من منتجات الرعاية الصحية الشخصية والتنبؤية والوقائية، ويمكن أن يساهم في معالجة التحديات الديموغرافية من خلال مساعدة الأفراد المسنين على البقاء بصحة أفضل والعيش بشكل مستقل لفترة أطول والتصدي لتقليل القدرات البدنية التي تصبح أكثر انتشارًا مع تقدم العمر.

تتجاوز الأهداف الوطنية لاستراتيجية الابتكار مجرد تعزيز النمو الاقتصادي وتشجيع العمالة، ولكنها تساعد أيضًا في مواجهة التحديات الاجتماعية التالية وحلها:

1- الاستبعاد الاجتماعي والفقر وعدم المساواة.

قد لا يتمتع الأفراد والجماعات في المجتمع بالمساواة في الوصول إلى الحقوق أو الفرص مثل: التوظيف أو الموارد مثل الرعاية الصحية والتعليم، وقد تشمل هذه المشكلة الشباب أو كبار السن أو الأشخاص ذوي الإعاقة أو المهاجرين أو فئات اجتماعية معينة أو العاطلين عن العمل، وهذا الاستبعاد يمنع الأفراد والجماعات من المساهمة في الحياة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية لمجتمعهم، ويمكن أن يؤدي إلى توترات اجتماعية وصراعات ويؤثر سلباً على التنمية الاقتصادية، علاوة على ذلك فإن استبعاد بعض المجموعات يؤدي إلى موارد غير مستغلة بالكامل للأنشطة الاقتصادية.

2- الصحة والتحديات الاقتصادية

بينما في عام 2010 كانت نسبة سكان منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية الذين تزيد أعمارهم عن 65 عامًا حوالي 15٪، ومن المتوقع أن تصل إلى 26٪ بحلول عام 2050حسب منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، ويؤدي تزايد أعداد كبار السن إلى زيادة الطلب على الرعاية الصحية والنفقات العامة المتعلقة بخدمات الرعاية الصحية، ويؤدي عدم النشاط لدى الفئات العمرية الأكبر سنًا إلى زيادة الضغط على أنظمة الضمان الاجتماعي والمعاشات التقاعدية، وبالتالي فإن نتائج طرق تقليل وتحسين الرعاية الصحية والنفقات ذات الصلة وتعزيز المشاركة المستمرة لكبار السن في الأنشطة الاقتصادية هي تحديات مهمة.

كيف تساهم استراتيجية الابتكار في معالجة المشاكل والعقبات الاجتماعية ومواجهة التحديات؟

1- يمكن أن تساهم استراتيجية الابتكار والابتكار التقني والتنظيمي في مواجهة التحديات الصحية من خلال توفير المزيد من منتجات الرعاية الصحية الشخصية والتنبؤية والوقائية، توفر التطورات العلمية الحديثة فرصًا كبيرة للابتكارات لتحسين جودة صحة الإنسان، مثل الاكتشافات العلمية.

2- يمكن لعلم الجينوم وتفاعلها مع العوامل البيئية فضلاً عن التقنيات الجديدة مثل الجيل التالي من التسلسل الجيني أن تدعم التشخيص والتدخل المبكر والأكثر دقة أي ممارسة الطب الشخصي.

3- وتعد السجلات الصحية الإلكترونية ومجموعات البيانات الطبية الحيوية (مثل البنوك الحيوية البشرية وقواعد بيانات البحوث الجينية) أمثلة على الابتكارات المصممة لتقليل التكاليف وزيادة الكفاءة وتحسين استخدام نتائج البحث.

4- يتم تطوير علاجات جديدة تمامًا عبر تقنيات تعتمد على الخلايا الجذعية وتكنولوجيا النانو والبيولوجيا التركيبي، ويمكن للمجالات الناشئة مثل التكنولوجيا الحيوية الصناعية والتكنولوجيا الحيوية البيئية أن تؤثر أيضًا على صحة الإنسان ورفاهه.

5- يمكن لاستراتيجية الابتكار أن تساهم في معالجة التحديات الديموغرافية من خلال مساعدة كبار السن على البقاء بصحة أفضل والعيش بشكل مستقل لفترة أطول والتصدي لتقليل القدرات البدنية التي تصبح أكثر انتشارًا مع تقدم العمر، على سبيل المثال يمكن لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات تحسين السلامة وتسهيل إدارة البيئة المنزلية من خلال واجهات سهلة الاستخدام.

ويمكن أن تساعد المعدات والعمليات وآليات التسليم المعززة بتكنولوجيا المعلومات والاتصالات في زيادة كمية وقيمة ونوعية الخدمات المقدمة لكبار السن بتكلفة متساوية أو أقل لا سيما للرعاية الصحية والاجتماعية على المدى القصير والمتوسط. ويمكنهم تسهيل مهام مقدمي الرعاية غير الرسمية وخدمات المساعدة الشخصية.

6- يمكن أن تساعد المنتجات والخدمات المبتكرة أيضًا في تقليل عدم المساواة والاختلافات في مستويات المعيشة بين المجموعات في المجتمع، وقد تتكون مثل هذه الابتكارات في نسخ أرخص ومبسطة من السلع الحالية مما يجعلها متاحة للفئات ذات الدخل المنخفض، كالابتكارات المقتصدة أو الابتكار للفئات ذات الدخل المنخفض والمتوسط.

على سبيل المثال تم تطوير السيارات منخفضة التكلفة وأجهزة الكمبيوتر المحمولة والغسالات المحمولة التي تعمل بالدواسة بهدف جلب بعض فوائد هذه المنتجات التي غالبًا ما يتم اعتبارها أمرًا مفروغًا منه في أماكن أخرى من العالم بتكلفة منخفضة.

7- يمكن للاستراتيجية الابتكار أيضًا معالجة الاستبعاد الاجتماعي عن طريق الحد من البطالة وتوفير فرص العمل للفئات المحرومة، وفي الواقع تسهل بعض الابتكارات ريادة الأعمال على مستوى القاعدة ويمكن أن تساعد في دمج الفئات المهمشة سابقًا في دوائر الأنشطة الاقتصادية.

على سبيل المثال أنتجت الخدمات المصرفية عبر الهاتف المحمول وتطبيقات الهاتف المحمول الأخرى أنشطة كان من الصعب تنفيذها في السابق، ومع ذلك في حين أن هناك العديد من دراسات الحالة المثيرة للاهتمام فليس من الواضح مدى أهمية التأثير الكلي المحتمل.

8- يسعى الابتكار الاجتماعي إلى إجابات جديدة للمشكلات الاجتماعية وهو أيضًا أداة مهمة لمواجهة التحديات الاجتماعية والاستجابة لها عندما يفشل السوق والقطاع العام في القيام بذلك، وفي العقد الماضي حظي هذا الابتكار باهتمام خاص من صانعي السياسات والأكاديميين والممارسين وعامة الناس.

في حين تم التركيز في السياسات السابقة على القطاع غير الربحي باعتباره موطن الابتكار الاجتماعي، فقد تبنى القطاعان العام والخاص منذ ذلك الحين فكرة الابتكار الاجتماعي وقد أدى ذلك بوضوح إلى تطبيقه على نطاق أوسع وزخم وطاقة جديدين.

استراتيجية ريادة الأعمال

يرى علماء الاجتماع أن هناك أدلة على مساهمات استراتيجية ريادة الأعمال في معالجة المشاكل والعقبات الاجتماعية خاصة الاستبعاد الاجتماعي وعدم المساواة، وهناك أمثلة عديدة على رواد الأعمال المبتكرين الذين يساهمون في الحد من عدم المساواة والاستبعاد الاجتماعي.

وتتوفر مجموعة من الأمثلة الملموسة في منشورات منظمة التعاون والتنمية في الميدان الاقتصادي، وأيضًا أنشأ المرصد العالمي لريادة الأعمال مجموعة بيانات حول أنشطة ريادة الأعمال الاجتماعية في الدول، باستخدام مسح للأسر حدد بشكل غير مباشر المؤسسات الاجتماعية من خلال أسئلة موجهة إلى رواد الأعمال حول هيمنة الرسالة الاجتماعية وإبداعهم.

أدلة على مساهمات استراتيجية ريادة الأعمال في معالجة الحد من مشكلة الفقر

ويؤكد الاستكشاف البسيط للبيانات المتاحة أن المعدلات المرتفعة لتسجيل الأعمال التجارية هي سمة من سمات الاقتصادات الناجحة وتتماشى مع ارتفاع الدخل والحد من الفقر، أن مقياس نشاط ريادة الأعمال الجديد يرتبط ارتباطًا إيجابيًا بنمو الدخل، وتم العثور على ارتباط مماثل عند النظر في مخزون الشركات الصغيرة والمتوسطة المسجلة كمقياس لريادة الأعمال، حيث العلاقة بين ريادة الأعمال وأي انخفاض في أعداد الفقراء أضعف بكثير.

وإن العمل الحر بما في ذلك كل من الضرورة واستراتيجية ريادة الأعمال هو طريق يسهل الوصول إليه نسبيًا للحصول على عمل للفقراء، ومصدر دخل وثيق الصلة للغاية بالنسبة للأسر ذات الوضع الاجتماعي والاقتصادي المنخفض، وهناك تركيز أعلى للعاملين لحسابهم الخاص بين الفقراء وذوي الدخل المرتفع، ويوضح علماء الاجتماع وأن معدل انتشار الفقر أعلى بكثير بين العائلات التي يتم الحصول على دخلها من العمل الحر فقط.

ويرجع ذلك جزئيًا إلى حقيقة أن المكاسب من العمل الحر يتم توزيعها بشكل غير متساوٍ أكثر بكثير من الأجور والرواتب، فالفرق في الدخل بين أصحاب الدخول الأعلى وأصحاب الدخل المنخفض في العمل الحر أكبر بكثير من بين أصحاب الأجور الأعلى والأدنى.

ولقد استكشفت القليل من الدراسات الروابط بين استثمارات تنظيم المشاريع والحراك الاجتماعي والاقتصادي، إنه بالنسبة للأفراد الذين بدأوا في أسفل توزيع الأرباح كانت الخبرة المستمرة في العمل الحر استراتيجية ناجحة للمضي قدمًا بالنسبة إلى العاملين بأجر، والنتيجة هي عكس ذلك تمامًا بالنسبة لأولئك الذين بدأوا نحو القمة، وتوصلت دراسة حديثة إلى أن عائدات العمل الحر أقل من عوائد العمل بأجر للأفراد ذوي المهارات المنخفضة والنساء ذوات المهارات المتدنية على وجه الخصوص.

من الأهمية بمكان الحصول على فهم أفضل للعوامل التي تؤدي بالفقراء إلى الانخراط في ريادة الأعمال المبتكرة بدلاً من البقاء على قيد الحياة يمكن القول إن الوصول إلى الموارد المالية هو من بين أهم الموارد، ويحد الاستبعاد المالي من استثمارات تنظيم المشاريع المربحة مما يجبر الفقراء على الانخراط في أنشطة الأعمال الصغيرة والضعيفة، وأسواق الائتمان المتخلفة حيث يتم اختيار المقترضين على أساس قدرتهم على تقديم الضمانات.

المصدر: علم المشكلات الاجتماعية، الدكتور معن خليل، دار الشروق للنشر والتوزيع، عمان، الاردن، 1998المشكلات الاجتماعية المعاصرة، مداخل نظرية، أساليب المواجهة، الدكتور عصام توفيق قمر،2000علم الاجتماع والمشكلات الاجتماعية، عدلي السمري ومحمد الجوهري، دار المعرفة الجامعية، القاهرة،1998الظاهرة الاجتماعية عند إميل دوركايم، طالب عبد الكريم،2012


شارك المقالة: