الأسس المنهجية للمادية التاريخية في علم الاجتماع

اقرأ في هذا المقال


ما هي المادية التاريخية في علم الاجتماع؟

تتكون الماركسية من شقين متكاملين المادية الجدلية والمادية التاريخية، والموضوع الأساسي للمادية الجدلية، هو القضية الفلسفية الأساسية التي تدور حول علاقة الوعي بالوجود، وموقف الفلسفة الماركسية من هذه القضية محدد بوضوح، فهي تؤمن بأن المادة والوجود أصل الوعي أو الفكر، فالوجود هو الأولى والوعي هو الثانوي، وهي تؤمن باﻷصل المادي للعالم وبإمكانية فهمه ومعرفته.

كما أنها تعلم هذا العالم المادي بكونه في حالة حركة ونمو مستمرين على أصل جدلي أو ديالكتيكي، وتكشف المادية الجدلية عن أكثر القوانين التي تسيطر ازدهار العالم المادي عمومية أي تلك القوانين التي تسيطر على جميع مجالات الواقع، فكل الموضوعات الحية وكذلك ظاهرة الحياة الاجتماعية، والوعي تتطور على أساس قوانين الجدل الأساسية، وقانون وحدة وصراع الأضداد، وقانون التغير الكمي إلى تغير كيفي وقانون النفي، كما تعلم المادية الجدلية أيضاً القوانين التي تسيطر المعرفة، بوصفها عملية والتي تعكس قوانين العالم الموضوعي.

أما المادية التاريخية فهي علم القوانين العامة التي تحكم تطور المجتمع، وتكشف الطبيعة المادية الجدلية لتطور الحياة الاجتماعية، وهي عبارة عن تطبيق القوانين العامة للمادية الجدلية على نوع معين من ظاهرات الكون وهو الحياة الاجتماعية.

الأسس المنهجية للمادية التاريخية في علم الاجتماع:

تؤمن المادية التاريخية بأن القوانين العامة التي تسيطر ازدهار المجتمع قوانين موضوعية، أي أنها مستقلة عن وعي الإنسان تماماً مثل قوانين الطبيعة، وهي أيضاً قابلة للمعرفة ويمكن للإنسان أن يستفيد منها في نشاطه العلمي، إلا أن هناك ذلك تفاوتاً رائع بين الحياة الاجتماعية وقوانين الطبيعة، فقوانين الطبيعة تصور عمل قوى تلقائية غير واعية، بينما تصور قوانين التطور الاجتماعي أفعال كائنات إنسانية ذكية تحدد لنفسها أهدافاً محددة وتعمل من أجل تحقيقها.

وقد امتنع كارل ماركس النظر إلى المجتمع على أنه سوى تجمع إلى للأفراد وعلى أنه يظهر ويتحول بطريقة عرضية ورأى أن التطور الاجتماعي، إنما هو عملية تسيطر عليها قوانين محددة وأن مهمة العلم الاجتماعي الكشف عن القوانين الأساسية للتاريخ الاجتماعي، وانتقد ماركس الفلاسفة والمفكرين الذين كانوا يتحدثون عن المجتمع بطريقة عامة ومجردة لفشلهم في تقديم تعريف علمي له وفي تحليلهم لمراحل تطوره.

وارجع هذا الفشل لعدم قدراتهم على معرفة أصل الحياة الاجتماعية بصورة صحيحة وعدم قدرتهم على التمييز بين ما هو أساسي، وما هو ثانوي في المجتمع والمادية التاريخية، أو علم الاجتماع الماركسي، تهدف إلى تحقيق فهم علمي للمجتمع على الأسس المنهجية التالية:

1- يجب أن لا تختصر على وصف الظاهرات الاجتماعية، وتجاوز ذلك إلى إعطاء تفسير علمي لها.

2- استخلاص السمات المشتركة في متنوع المجتمعات التي تعيش في نفس المرحلة من التطور التاريخي.

المصدر: مناهج البحث العملي، محمد الجوهري.محاضرات في تصميم البحوث، محمد سعيد فرح.علم الاجتماع الريفي، غريب سيد أحمد.أصول البحث الاجتماعي، عبد الباسط حسن.


شارك المقالة: