الإشكاليات التي ارتبطت بعدم استخدام الأسلوب الإحصائي في البحوث الأنثروبولوجية

اقرأ في هذا المقال


لا يعتبر هذا المقال دعوة إلى اتخاذ الإحصاء أسلوباً رئيسياً في البحث الأنثروبوبوجي، بقدر ما يجعل الإشكالية تشغل حيز اهتمامنا، حتى ننظر للمنهج الأنثروبولوجي بمنظور جديد، بحيث تجمع ما بين الخصوصية التي يتفرد بها من حيث التناول والتحليل الكيفي الذي يتطلب وسائل وأدوات محنكة تمكن من سير تحليل الظواهر، وبين الشمولية والتجريد والتعميم باستعمال الإحصاء والتحليل الكمي.

الإشكاليات التي ارتبطت بعدم استخدام الأسلوب الإحصائي في البحوث الأنثروبولوجية:

يتناول هذا المقال بعض من الإشكاليات التي ارتبطت بعدم استخدام الأسلوب الإحصائي في البحوث الأنثروبولوجية المختلفة، وأيضاً ما صاحب ذلك من انتقادات و ادعاءات التصقت ورتبطت بالمنهج ذاته، ذلك نتيجة عدم اتخاذه الإحصاء أسلوباً أساسياً في تحليل وتنظيم المعلومات والبيانات، وفقدانه كما يزعمون للموضوعية وذاتية.

كما يتطرق إلى الأنثروبولوجيا الحديثة ومواكبتها للتغيرات والتطورات التقنية الإلكترونية المعاصرة، خاصة النمو الهائل في الحاسب الآلي وتطور برامجه وأساليبه. وأيضاً يتناول الصعوبات التي واجهها المنهج الأنثروبولوجي في إحصاء المعلومات والبيانات البحثية، وذلك ساهم في زيادة استخدام الإحصاء في البحوث الأنثروبولوجية.

زيادة استخدام الإحصاء في البحوث الأنثربولوجية في المرحلة المقبلة:

سيكون هناك زيادة في استخدام الإحصاء في البحوث الأنثروبولوجية وذلك في المرحلة المقبلة، وذلك لأن من أهم وأبرز ملامح المنهج الأنثروبولوجي هو مرونته وقدرته على استيعاب الكثير من التطورات في الأساليب والأدوات والوسائل البحثية. حيث ينبغي ملاحظة أن الحاجة إلى الأسلوب الإحصائي لا تعتبر من أجل تفنيد الادعاءات التي وصم بها المنهج الأنثروبولوجي فقط.

بقدر ما هو ضرورة تفرضها توافر ووجود الحاسبات الآلية التي سهلت وساعدت من خلال برامجها المتنوعة إدخال البيانات والمعلومات وتنظيمها وتحليلها إحصائياً أو أرشفتها. ذلك سواء أعد الأنثروبولوجي البيانات والإحصاءات بنفسه أم جاءت تلك البيانات جاهزة من الإحصاءات الرسمية المتوفرة والموجودة من خلال شبكة الإنترنت، فهذا يعتبر في حد ذاته مكسب للبحث الأنثروبولوجي.

حيث ذلك يمكنه من تحليل البيانات وتنظيمها وعقد المقارنات والمفارقات أو اتخاذها لتدعيم بعض البيانات كمؤشرات بشكل كمي، حيث يتحقق من خلال ذلك قدراً جيداً من التجريد والعمومية والموضوعية لتلك للنتائج، حيث إن هذا يتوقف على الموضوع وخصوصية مجتمع البحث وأدواته ووسائله.

المصدر: محمد الجوهري، مقدمة في دراسة الأنثروبولوجيا، 2007محمد الجوهري، الأنثروبولوجيا الاجتماعية، 2004ابراهيم رزقانة، الأنثروبولوجيا، 1964كاظم سعد الدين، الأنثروبولوجيا المفهوم والتاريخ، 2010


شارك المقالة: