الابتكار الاجتماعي وعلاقته بالتنمية

اقرأ في هذا المقال


مما لا شكّ فيه أن أكبر تحدي قد يواجهه العالم، هو الزيادة في كثافة العدد السكاني، والذي ينمو ويتطور بشكل سريع وباستمرار؛ حيث يتوقع أن يبلغ عدد سكان العالم العديد من المليارات مع السنوات القادمة، وذلك وفق تقارير صادرة عن جهات مختصة، ومع زيادة الكثافة والتزايد السكاني أصبح العالم في حاجة ماسَّة الى النمو والتطوير على جميع المستويات.

الحاجة إلى النمو والابتكار الاجتماعي:

لقد حان الوقت الذي تعمل فيه جميع المؤسسات والشركات المجتمعية على توفير حاجات ومطالب المجتمع، بصورة داعمة لحياة الأشخاص والأفراد، فاحتياجات المجتمع ومطالبه هي السبب الرئيسي والمبرر الأساسي للحاجة إلى عمليات التطوير والنمو على جميع مستويات الخدمات المُقدمه للمجتمع.

ومن الممكن أن انتشار المشكلات والقضايا في المجتمعات، هو السبب الرئيسي الذي أدى إلى ظهور مفهوم حديث يُطلق عليه “الابتكار الاجتماعي”، من أجل تضافر جهود وعناصر وأفكار مختلفة عن طريق مجموعة مؤسسات مختلفة، بحيث يُولد ذلك وينتج عنها علاقات وحلول مُبتكرة وإبداعية لقضايا ومشكلات المجتمعات جميعها، فالمجتمعات باتت بحاجة إلى عملية تكاتف وتوحيد وتوافق الاستراتيجيات والمفاهيم والأفكار الجديدة مع احتياجاتها المجالات، فهذا من شأنه أن يدفع المجتمع نحو التطور والتقدم الدائم.

إن عملية الابتكار الاجتماعي تركز وتهتم بشكل أساسي على تطوير الأفكار والمعلومات التي تعمل على تلبية احتياجات المجتمعات المختلفة، مثل التعليم عن بُعد، وتنمية الوعي البيئي وحماية البيئة، والرقي بالصحة العامة، ورعاية المسنين وكبار السن، وتطوير العمل الاجتماعي، كما يعمل كذلك على الربط بين القطاع العام والخاص والمجتمع المحلي من خلال المبادرات العامة، بحيث يتم الربط بين عالم المعلومات والأفكار وعالم الأشخاص والمؤسسات والتقنيات والقطاعات.

ما هو الابتكار الاجتماعي؟

يمكننا تعريف الابتكار الاجتماعي بأنه عبارة عن خطط ومعلومات وأفكار ومصطلحات ومفاهيم وأنظمة متقدمة ومتطورة وحديثة، يكون الهدف منه تقوية عمل المؤسسات والمنظمات الاجتماعية لكي تستطيع مواجهة جميع متطلبات وحاجات أفراد المجتمع، ومن أهمها: تطوير قطاعي التعليم والصحة، توفير بيئة مناسبة للعمل.

قد يكون مفهوم الابتكار الاجتماعي مفهوم جديد وحديث لبعض الأفراد، ولكن عملية الابتكار الاجتماعي كانت بداية ظهورها في العصور القديمة على يد مجموعة من رواد الاجتماعيين القدماء.

والابتكار الاجتماعي يعتبر كنقطة التقاء لجميع المشاريع التر تعتبر كعمل ريادي مع المؤسسات الاجتماعية المختلفة، التي تعمل على النمو والتقدم والتطوير الاجتماعي الشامل والمستدام، وإحداث تأثير قوي في القادة من أصحاب الفكر وصانعي القرار، إذ أنَّ الابتكار الاجتماعي يسعى دائماً إلى توفير وسائل حديثة ومبتكرة ومبدعة تعمل على تحقيق أهداف المجتمعات.

المصدر: مقدمة قصيرة جداً، الابتكار، مارك دودجسون، وديفيد جان، ترجمة زينب عاطف، 2017.مقومات الابتكار الاجتماعي كمدخل لتطوير الإدارة الجامعية من وجهة نظر الهيئة الإدارية والأكاديمية في الجامعات السعودية، دراسة تكميلية لنيل درجة الدكتوراة في الإدارة التربوية والتخطيط، إدارة التعليم العالي، خالد حسين سعد العسيري، 2015.محاضرات في إدارة الإبداع والابتكار، د الطيف عبد الكريم، 2018.


شارك المقالة: