الاتجاه الواقعي في الدراسة السوسيولوجية عند ريموند ريس في علم الاجتماع

اقرأ في هذا المقال


الاتجاه الواقعي في الدراسة السوسيولوجية عند ريموند ريس في علم الاجتماع:

يشير ريموندريس إلى أن علم الاجتماع في الغرب قد تحول الآن إلى الاتجاه الواقعي أو الأمبيريقي الرشيد أو العقلي، ومن مهام علم الاجتماع في مجتمعات الغرب تقديم بيانات موضوعية عن المجتمع في صورة معدلات الطلاق أو معدلات النمو الاقتصادي والاجتماعي، أو اتجاهات الرأي العام.

ولهذا فإن علماء الاجتماع يسهمون في تحقيق الوضوح الفكري لدى المسؤولين عندما يختارون الأهداف أو عندما يقارنون بين البدائل المطروحة، وهذا يعني أن علماء الاجتماع يساعدون رجال الحكم والمسؤولين عن المجتمع، على اتخاذ قراراتهم، من خلال ما يكتشفون عنه من نتائج تسهم في الفهم الموضوعي للمجتمع ولنتائج السير في اتجاه معين أو في آخر.

ويذهب المفكر ريس إلى أن المشتغلين بعلم الاجتماع أو بالعلوم الاجتماعية، خاصة بعد الحرب العالمية الثانية، قد تخلو تماماً عن التوجيهات الأيديولوجية أو على حد قوله، قد انفصلوا عن الأيديولوجيا.

وهو يشير على صحة هذا الرأي بأن معظم باحثين هذه الحقبة لم يعودوا يهتمون بالبحث عن المعنى، وهذا يعني في نظره أن العلم الاجتماعي بعد الحرب العالمية الثانية في الغرب، قد تجاوز الأيديولوجيات أو تحرك بعيد عنها، ويفرق المفكر ريس بين البحث العلمي والموضوعي، وبين استخدام نتائج هذا البحث في خدمة السياسة.

فالعلوم الاجتماعية في رايه لا تتمكن أن تعطي لنا حلولاً لعقبات الجريمة أو الجنوح أو الفقر أو التفكك، ولكنها قادرة على أن تزودنا بالفهم الموضوعي لتلك المشكلات، كما يمكن أن نشير إلى وسائل الحل وتكاليف كل منها.

العلوم الاجتماعية الموضوعية عند ريس:

ويعود المفكر ريس إلى القول بأن العلوم الاجتماعية الموضوعية لم تعد تكفي الإنسان المعاصر؛ ﻷنه يسعى دائماً إلى الحل وإلى التوجيه القادر على تخليصه من مشكلاته سواء المادية أو السيكولوجية أو الاجتماعية.

وهذا يعني أنه على هذه العلوم أن تسهم ليس في تحقيق الفهم العلمي فحسب، ولكن في استجلاء معنى الحياة وتقديم التوجيهات بصددها، وهذا هو ما دعا عليه رايت مليز، بعد أكثر من قرن ونصف من كونت إلى أن يؤكد حاجة الإنسان العناصر إلى القيم القادرة على إثراء حياته.

فالناس في حاجة إلى فهم عالمهم وفهم معنى وجودهم، وإلى معرفة سبيل الخلاص من أزماتهم ومشكلاتهم، وهذا يعني أن نفس المشكلة التي كانت تلح على تفكير كونت عادت بعد أكثر من مائة سنة لتلح على تفكير مليز، وهي مشكلة الشعور بسوء التوجيه.

ويتساءل المفكر ريس عما يمكن للعلوم الاجتماعية أن تقدمه للإنسان، في عصر يسعى فيه نحو المعنى والتوجيه، ويجيب بأن ما يمكن للعلوم الاجتماعية أن تقدمه هو الوعي والفهم الموضوعي للواقع، فهذه العلوم قادرة على أن تمد الإنسان بالفهم الموضوعي للقيم التي يسعى نحو تحقيقها، وللمعاني التي حاول الإنسان الوصول إليها، وبالأدوار التي يلعبها وبالقوى الاجتماعية التي تسير المجتمع.

المصدر: مناهج البحث العملي، محمد الجوهري.محاضرات في تصميم البحوث، محمد سعيد فرح.علم الاجتماع الريفي، غريب سيد أحمد.أصول البحث الاجتماعي، عبد الباسط حسن.


شارك المقالة: