الامتيازات التي تمتع بها الأمراء البويهيين

اقرأ في هذا المقال


الامتيازات التي تمتع بها الأمراء البويهيين:

تمتع الأمراء البويهيون ببعض الامتيازات التي دلت على قوتهم وعلى تميزهم عمن سبقهم من الأمراء والقواد، منها:

1- لقد جرت العادة عند تعيين الخليفة لأمير ما، أن يحضر ذلك الأمير إلى مجلس الخليفة، فيطوقه، ويسوره، ويقلده سيفاً، ويعقد له لواء مطعماً بالفضة، ويكتب له عهداً بالإمارة أو الولاية. إلا أنه حدث تغيير في هذه العادة في العهد البويهي في عام (367 هجري)/(977 ميلادي)، إذ حضر الأمير عضد الدولة إلى دار الإمارة، يصحبه عدد من الجند والأشراف والقضاة والأعيان، فقلّده الخليفة الطائع الخلع السلطانية، وعقد له لوائين بيده أحدهما مفضّض على رسم الأمراء، والآخر مُذهّب على رسم ولاة العهود.

ولقّبه تاج الملة إضافة إلى عضد الدولة، وولّه إلى ما وراء بابه. وكتب له عهداً قُرىء
بحضرتهن ولم تجر العادة بذلك، إنما كانت العهود تُدفع إلى الولاة بحضرة الخلفاء، فإذا أخذه الرجل منهم قال له: “هذا عهدي إليك، فاعمل به”. وأضحت هذه العادة وهي عقد لوائين، وقراءة عهد الإمارة بحضرة الخليفة، حقاً من حقوق الأمراء البويهيين الذين تعاقبوا على السلطة بعد عضد الدولة.

2- اكتسب البويهيون ميزة أُخرى وهي ضرب الطبول أمام دورهم إيذاناً بدخول وقت الصلاة وكانت هذه العادة من أهم مظاهر السيادة العباسية، وهي أن تضرب الطبول أمام دار الخليفة خمس مرات في أوقات الصلاة. ولم يشاركه فيها أحد، حتى أولياء العهد.

وقد حاول الأمراء البويهيون منذ عهد مُعز الدولة التمتع بهذه العادة لكنهم فشلوا. حتى إذا تولى عضد الدولة أمور العراق في عام (367 هجري)/(977 ميلادي)، طلب من الخليفة الطائع أن يمنحه حقَّ ضرب الطبول أمام داره، فأجاز له ذلك ثلاث مرات يومياً في أوقات الصبح والمغرب والعشاء، ويبدو أن الخلاف الذي نشأ بين الرجلين عند النزاع بين بني بويه والأتراك، كان الدافع للخليفة على منح هذه الميزة، بهدف تحسين علاقته به.

أضحت هذه الميزة بعد ذلك، حقاً من حقوق الأمراء البويهيين. فكانت الطبول تضرب أمام دورهم ثلاث مرات يومياً. حتى إذا تولى سلطان الدولة الحكم في عام (403 هجري)/(1012 ميلادي)،‏ أمر بأن تضرب الطبول أمام داره خمس مرات في اليوم، وذلك دون أن يستأذن الخليفة. وحذا حذوه جلال الدولة في عام (418‏ هجري)/(1027 ميلادي)، بالرغم من احتجاج الخليفة الذي اضطر بعد ذلك، إلى الموافقة تحت الضغط.

3- أما فيما يتعلق بالخطبة والسكة، فقد جرت العادة بأن يخطب للخلفاء ولأمراء الأمراء معهم على جميع المنابر في الولايات، باستثناء بغداد حيث كان يخطب للخليفة وحده لكن في عام (368 هجري)/(978 ميلادي)، أمر الخليفة الطائع بأن يخطب لعضد الدولة على منابر بغداد بعد الخطبة للخليفة، أما كتابة اسم أمير الأمراء البويهي على السكة، فقد كان أمراً جرت به العادة من قبل.

4- اكتسب الأمراء البويهيون ميزة أُخرى تمثّلت في التلقب بالألقاب. والواقع أن تلقيب هؤلاء الأمراء بلقب ملك أو غيره يعود إلى مقدرتهم العسكرية، وتحسسهم بقوميتهم الفارسية، بإحياء التراث الفارسي القديم.

ألقاب أمراء البويهيين:

في عام (351 هجري)/(962 ميلادي)، لقب الخليفة المُطيع الأمير شجاع فناخسرو بلقب عضد الدولة، وفي عام (355 هجري)/(966 ميلادي)، لقب أحمد بن بويه مؤيد الدولة؛ ولقب الأمير بختيار عز الدولة؛ وفي عام (364 هجري)/(975 ميلادي)، لقب أبا الحسن علي بن ركن الدولة بـ فخر الدولة.

ولا شك أن الخليفة كان ينتقي بنفسه اللقب للأمير البويهي، وعلى الأخير قبوله، وعدم الاعتراض عليه. غير أن ذلك لم يدُّم طويلاً فمنذ عام (369 هجري)/(979 ميلادي)،
أضحى الأمير البويهي هو الذي يختار لنفسه ما يشاء من الألقاب، ثم يحصل على موافقة الخليفة عليها.

فقد طلب عضد الدولة، عندما وصل إلى بغداد، في السنة المذكورة، من الخليفة أن يضيف إلى لقبه (تاج الملة)، فتقبل الخليفة وأعطاه اللقب. وعندما قوي عودهم أصبحوا يتمادون لأمراء البويهيون في إضفاء العظمة على هيبتهم من خلال الألقاب. فقد تلقب عضد الدولة بلقب (ملك الملوك) ولم يكن الخليفة راضياً عن ذلك. وتلقب أبو كاليجار بلقب (ملك الأمة).

وزيد في ألقاب جلال الدولة في عام (429 هجري)/(1038 ميلادي)، لُقِبَ شاهنشاه الأعظم
ملك الملوك وذلك بعد موافقة الخليفة وخطب له بذلك على المنابر. فابتعدت العامة عن ذلك ورموا الخطباء بالآجر، ووقعت فتنة شديدة بسبب ذلك. وتلقب الأمير خسرو فيروز في عام (440‏ هجري)/(1048‏ ميلادي)، بلقب (الملك الرحيم). وقد امتنع الخليفة، في بادىء الأمر، عن منحه هذا اللقب، ثم وافق بعد ذلك مُرغماً.

المصدر: ❞ كتاب تاريخ الدولة العباسية 132-656هـ ❝ مؤلفة د.محمد سهيل طقوش ص (227 – 229)❞ كتاب سلسلة تاريخ الأدب العربي العصر العباسي الأول ❝ مؤلفة شوقي ضيف❞ كتاب أطلس تاريخ الدولة العباسية ملون ❝ مؤلفة سامي بن عبد الله بن أحمد المغلوث❞ كتاب الدولة العباسية ❝ مؤلفة محمود شاكر أبو فهر


شارك المقالة: