الانتقادات الموجهة لنظرية السوسيولوجيا عند جورج زيمل في علم الاجتماع

اقرأ في هذا المقال


الانتقادات الموجهة لنظرية السوسيولوجيا عند جورج زيمل في علم الاجتماع:

في البداية يجب أن نقر بأهمية جورج زيمل في مجال الفلسفة بشكل عام، وعلم الاجتماع بشكل خاص، حيث يعد زيمل من أوائل مدرسة المعرفة التي خضع قوانينها فلهلم ديلثي وماكس فيبر، كما يعد من علماء الاجتماع الظاهرين الذين اعتنوا بسوسيولوجيا الأشكال، ومن جانب آخر يعد الأب غير المعروف للسوسيولوجيا التفاعلية، قبل أن تنتمي وتلتحق إلى مدرسة شيكاغو الأمريكية.

إضافةً إلى ذلك اعتنائه الواسع بظواهر اجتماعية مثيرة ومحيرة وشاذة في ذلك الوقت بالذات، فقاربها زيمل من وجهات متنوعة، علم الاجتماع والفلسفة والاقتصاد والعلوم النفسية، مثل المدينة والموضة، والمهارة والجمال والحاجة والأموال والمغامرة والنساء والتعليم.

ويكتفي اعتزازاً أنه تأثر بسلسلة من المفكرين والفلاسفة المشهورين، مثل ماكس فيبر، وسوزان جورج، وهنري برغسون، كما حثه عصره ذو الشكل الليبرالي والفردي والأداتي إلى التركيز بسوسيولوجيا الإنسان في تفاعله مع الآخرين، ضمن سياق مجتمعي محدد.

وما يفرق زيمل أيضاً عن دور كايم وماكس فيبر هو التركيز على التفاعل الاجتماعي الذي يضم سلسلة من الذوات التي تتفاعل فيما بينها، ضمن سياقات اجتماعية متنوعة، وفي هذا يقول فليب كابات وفرانسوا دوتريو، في نص قليل يرجع إلى عام 1909 وبقي معروفاً، هو (الجسر والباب)، قدم تفسيراً إحيائياً للحيثية الاجتماعية، فهو ينظر إلى الحياة الاجتماعية على أنها حركة لا تتوقف العلاقات بين الأفراد عن طريقها عن تغيير بعضها البعض.

وهذه العلاقات على شكل الجسر الذي يقترن والباب الذي يبعد، هي علامات لميول متنافرة نحو الثبات والتزعزع، وبصورة موضحة عرض زيمل في سبيل تفسير هذه الارتباطات تصوراً أساسياً هو الفعل المتبادل، وبشكل مبسط هو يعني بالفعل المتبادل التأثير الذي يزاوله كل شخص على الغير، وهو فعل موجه بسلسلة من الدوافع المتنوعة (المصالح العملية، والمعتقد الديني، ومتطلبات النجاة)، وإن الكلية التي تتحرك دائماً لهذه الأفعال هي التي تساعد في تآلف كافة الأشخاص في المجتمع بأكمله.

لكن موضوع تفسير زيمل ليس الإنسان وليس المجتمع بما هم عليه، كان همه الوحيد أن يركز على التفاعل البنّاء بين هذين الجانبين، إن إنتاج المجتمع بهذا المفهوم هو الأساس المكوّن للاتصال الاجتماعي، وعلى العكس من دور كايم ينحاز زيمل إلى تقدم وتحول المجتمع، وليس إلى التضييق والإجبار الذي يزاوله هذا المجتمع، ولهذا السبب سيتحدث بشكل مريح عن التنشئة الاجتماعية أكثر مما عن المجتمع.

وعلى تحمّل هذه الانتقادات المباحة، يظل جورج زيمل مكوّناً لعلم الاجتماع الجديد من ناحية أولى، وسيد السوسيولوجيا التفاعلية من جهة ثانية، ومنشأ سوسيولوجيا الأشكال من جهة ثانية.

المصدر: مناهج البحث العملي، محمد الجوهري.محاضرات في تصميم البحوث، محمد سعيد فرح.علم الاجتماع الريفي، غريب سيد أحمد.أصول البحث الاجتماعي، عبد الباسط حسن.


شارك المقالة: