البرامج التربوية لذوي الإعاقة العقلية القابلين للتعليم

اقرأ في هذا المقال


البرامج التربوية لذوي الإعاقة العقلية القابلين للتعليم:

إن غاية البرامج هي رفع كفاءة ذوي الإعاقة العقلية من الجانب الاجتماعي والشخصي، حيث يكون لدى الأفراد قدرة على الاستفادة من البرامج التعليمية العادية، ولكن ببطء مقارنة بالأطفال العاديين، حيث يتمكن الأطفال ذوي الإعاقة العقلية من تعلم القراءة والكتابة والحساب التي تعد جزء رئيسي من البرنامج التربوي؛ لأن تطور الفرد ذو الإعاقة العقلية من الناحية الاجتماعي والمهني يحتاج إلى الحد الأدنى من هذه المعارف.

وأيضاً من أجل تمكين الفرد ذو الإعاقة العقلية من إجراء عمليات التسوق واستعمال وسائل المواصلات، مع ملاحظة استعمال أساليب التعلم الفردي وأخذ بعين الاعتبار الفروق الفردية بين الإعاقة العقلية، كما وأن الترتيب الدقيق والتحديد الواضح لكل جانب من جوانب البرامج التربوية يزيد من فرص نجاح البرنامج المقدم للأطفال ذوي الإعاقة العقلية.

محتوى البرنامج التربوي لذوي الإعاقة العقلية:

1- محتوى مشتملات البرنامج بصفة عامة:

يجب أن يتضمن  أي برنامج تعليمي للأفراد ذوي الإعاقة العقلية القابلين للتعلم على العديد من المهارات مثل مهارات التفاعل الاجتماعي والتكيف الأسري وتحمل المسؤولية والاستقلالية، والمهارات المهنية التي يحتاجها الفرد  في حياته العملية وتتأقلم مع  قدراته والتي تجهزة للمشاركة في الإنتاج وفي تحقيق الاستقلالية وكذلك الاعتماد على الذات، ويعد برامج التأهيل المهني وبرنامج التدريب من أكثر وسائل الإعداد المهني نجاحاً.

وتطوير المهارات العقلية وذلك عن طريق تدريب الأطفال ذوي الإعاقة العقلية، على عمليات التذكر وعمليات التخيل والتمييز وإدراك العلاقات، بين الأشياء والتفكير وتطوير المفاهيم وأساليب حل المشكلات، بالإضافة إلى مهارات الاتصال والتواصل الاجتماعي المتبينة في القراءة والكتابة، يعني المهارات اللغوية والعمليات الحسابية ومصطلحات العدد والكم، والمهارات الصحية، وتتضمن تعليم الفرد العادات السليمة في الطعام والشراب والملبس، وكذلك العناية بالأسنان والنظافة العامة مما يساهم  في المحافظة على صحته الجسدية وصحته البدنية.

ومهارات الأمن والسلامة مثل صعود ونزول السلالم وعبور الطريق، واستعمال طرق النقل وتجنب المخاطر العامة مثل النار والكهرباء وغيرها، والمهارات الحركية التي تطور لديه التآزر الحركي، وعناصر الدقة الحركية وعناصر السرعة والمرونة في الأداء، وتطور المهارات الحسية عن طريق تدريب الفرد ذو الإعاقة العقلية على تفريق الأشكال والألوان والأصوات والروائح، وتدريبه على استعمال حاسة اللمس في التفريق بين الساخن والبارد والكبير والصغير وغيرها، البرامج الترويحية والفنية التي تعمل على تطوير  قدراته ومهاراته الإبداعية وتساعده على ملء وقت فراغه، مثل الرسم والتمثيل والغناء.

2- مراحل تنفيذ البرنامج:

وتعني مراحل التنفيذ الأوقات التي يتم عن طريقها تقديم البرامج التربوية للأفراد ذوي الإعاقة العقلية،  وهي غالباً مرحلة ما قبل الدراسة وبعدها المراحل التعليمية، برامج ما قبل التعليم وهي المرحلة التي تكون قبل المدرسة الابتدائية قبل عمر السادسة، وبناءً على صعوبة التعرف على حالات الإعاقة العقلية، فإن البرامج التي يتم تقديمها في هذه المرحلة تعد قليلة بالنسبة لما يتم تقديمه في المدرسة.

لذلك فإن مرحلة الكشف المبكر عن حالات حصول الإعاقة العقلية تساهم بشكل كبير في توجيههم الوجهة المناسبة إلى التعليم، أو إلى التدريب المناسب، وعلى جميع الأحوال  فإن البرامج التربوية التي يتم  تقديمها للأفراد ذوي الإعاقة العقلية قبل عمر  السادسة، يمكن أن تحتوي على المهارات الضرورية للاستعداد لدخول المدرسة الابتدائية، وقد يحتاج التأهيل لها إلى ما يقارب عامين أو أكثر.

ويتضمن برنامج ما قبل المدرسة على برامج متنوعة أهمها، برنامج التدريب على تفريق المثيرات البصرية والسمعية مثل الأصوات والألوان والأشكال والأحجام لتطوير الإدراك، وتحقيق الانسجام  في الحركات الدقيقة والحركات الكبيرة التآزر العصبي الحسي بتعليم الفرد طريقة، مسك القلم وطريقة استعمال المقص وترتيب المكعبات، وتطوير المهارات اللغوية بإعطاء الفرصة للفرد للكلام والغناء وسرد القصص.

وتطوير التفاعل الاجتماعي مع مشاركته في نشاط جماعي مع أقرانه في الروضة، أو مع أبناء الجيران؛ بهدف تحقيق مهارات التواصل ومهارات التفاعل الاجتماعي، وتدريبه على مهارات الاستقلال الذاتي ومهارات العناية بالنفس تناول الطعام ارتداء الملابس وإحضار اللعب، استعمال دورات المياه لتطوير مهارات الاعتماد على النفس، وتعليمة على إطاعة الأوامر وعلى إتباع التعليمات.

وكذلك تدريبه على الجلوس بهدوء والتركيز في الدرس، ويتوجب الحديث عن دور الأسرة في هذه الفترة لما له من أهمية كبيرة، حيث تستطيع أن تكون الأم هي المعلمة الواعية التي تهيئ له الجو الملائم، لتطوير  المهارات المذكورة من خلال إعطاء  الفرصة له للتدريب عليها في صورة لعب، وأن تعطى له الحرية حتى يتمكن من تحقيق رغباته وتحقيق أهدافه المؤقتة في الحدود المقبولة، وأن يحس بالعطف والحنان.

المصدر: 1- عبد الفتاح الشريف. التربية الخاصة وبرامجها العلاجية. مكتبة الانجلوا المصرية: القاهرة.2- تيسير صبحي. الموهبة والإبداع. دار التنوير العلمي للنشر والتوزيع. الأردن.3- تيسير كوافحة وعمر فواز. مقدمة في التربية الخاصة. دار المسيرة. 4- فكري متولي.استراتيجيات التدريس لذوي اضطراب الأوتيزم. مكتبة الرشد.


شارك المقالة: