البعد التاريخي للابتكار ومصطلحات "كيمب"

اقرأ في هذا المقال


من خلال التّعمق في البُعد التاريخي لتطوّر النظريات نَجد أنَّ مفهوم الابتكار أوسع بكثير من اعتقاد بعض النّاس بأنَّه يقتصر على الابتكارات التقنية والتكنولوجية، فهناك ابتكارات في عِدّة مجالات منها الابتكار الاجتماعي.

تطور مفهوم الابتكار عبر التاريخ:

تمتد جذور الابتكار إلى العصور الوسطى حيث كان يُسمّى في ذلك الوقت “التقليد”، وهو من استراتيجيات العمل لتكوين حِرَفيين للاستفادة منهم في محاكاة الواقع المتغير، وقد واجه المجتمع هذه الاستراتيجية والعملية بنوع من الاحتقار؛ بسبب الممارَسات التي كان يقوم بها المُقلّدون الحِرَفيين حتى عصر النهضة في منتصف القرن الثامن، والتي ظهرت فيه الممارَسات الإيجابية وتمَّ النّظر إليها كنوع من الفن من فنون التعليم، ولايصل إلى مستوى التجديد والأصالة، حيث أشار “هاثاواي” لبدايات ظهور حقوق الملكية للنماذج في هذا العصر.

ثمَّ ظهر بعد ذلك مصطلح ومفهوم “الاختراع” وكان ذلك في عصر النّهضة، وامتدَّ هذا المفهوم ليشمل مفهومي “الإيجاد والاكتشاف” ليشمل بعد ذلك الكثير والعديد من المجالات في منتصف القرن الرابع عشر بما يتعلّق بالمعرفة والعلم والتطبيقات الحياتية.

مصطلحات “كيمب” في مجالات العلم والمعرفة:

حدّد “كيمب” بعض المفاهيم والمصطلحات التي اكتسبت تَفوّقاً كبيراً في مجالات العلم والمعرفة نذكر منها ما يلي:

  • مفاهيم في الفلسفة: التطبيق العملي، النظرية الأدبية.
  • مفاهيم في الفنون البصرية: الأصالة والخيال والإبداع.
  • مفاهيم في الفنون والحِرَف اليدوية: الهندسة والاختراع.
  • مفاهيم في فلسفة العلوم الطبيعية: الاكتشاف والتجربة والتغيير العلمي.
  • مفاهيم في التاريخ: التغيير والثورة والتَّقدم.
  • مفاهيم في التَّطوّر: النمو والتنمية والتَّحوّر والتباين.
  • مفاهيم في الأنثروبولوجيا: علم الإنسان، الثقافة، التغير الثقافي.
  • مفاهيم في علم الاجتماع: الفعل والتغيير المجتمعي.
  • مفاهيم في علم النَّفس: تغيير الموقف، الإبداع.
  • مفاهيم في الإدارة والسياسة: التغيير التنظيمي.
  • مفاهيم في الاقتصاد: ريادة الأعمال والتغير التكنولوجي والابتكار.

التغييرعمليَّة طبيعية لتطور الحياة:

برز مصطلح “التغيير” في القرنين السادس عشر والسابع عشر، وكان يُنظَر للتغيير كعملية طبيعية للتطوّر في المجتمع. ثمَّ بعد ذلك ظهر مفهوم الجديد “new” ويعني خَلق وإنشاء الشيىء، ويُشير هذا المفهوم إلى القوة في الإنتاجية للفرد وقدراته الإبداعية، وقد انتشر استخدام هذا المصطلح في القرن السابع عشر، ثمَّ انتشر مصطلح الثورة وتبنّي الأنظمة الجديدة .

كلّ هذه المساهمات العلمية عبر العصور المتتابعة أدّت إلى ولادة مفهوم الابتكار وتوضيح الطريق نحو تأكيد مفهوم يتماشى مع النهضة الاجتماعية والمعرفية والاقتصادية. ومن هذا المنطلق ظهرت أول مفاهيم الابتكار مع وجود ردود فعل من المجتمع مُعادية لهذا المفهوم ومناهظة له وتُقلّل من أهميته.

المصدر: محاضرات في إدارة الإبداع والابتكار، د الطيف عبد الكريم، 2018.مقدمة قصيرة جداً، الابتكار، مارك دودجسون، وديفيد جان، ترجمة زينب عاطف، 2017.مقومات الابتكار الاجتماعي كمدخل لتطوير الإدارة الجامعية من وجهة نظر الهيئة الإدارية والأكاديمية في الجامعات السعودية، دراسة تكميلية لنيل درجة الدكتوراة في الإدارة التربوية والتخطيط، إدارة التعليم العالي، خالد حسين سعد العسيري، 2015.


شارك المقالة: