التاريخ السياسي للأندلس

اقرأ في هذا المقال


التاريخ السياسي في عهد عبدالرحمن الثالث

كان وضع حكومة الإمارة قد بدأ بالفعل في التحسن خلال العقد الأخير منذ عهد جد عبد الرحمن الثالث، بدا أن إخضاع العديد من المتمردين الذين تحدوا سلطة قرطبة والاشتباكات مع البلدان المجاورة كان ناجحًا.

وسرعت الأراضي المستعادة العملية من خلال مساهمتها في دعم خزينة الدولة، مما جعل من الممكن تعزيز الجيوش وزيادة بسط السلطة، كما شجع بسط سلطة الدولة التجارة وذلك من خلال إعادة الاتصال بين المناطق المشمولة فعليًا في الإمارة، عزز تقوية سلطة الدولة ازدهار الأندلس.

الحملات ضد مناطق المتمردين في الأندلس

عند ظهور عبد الرحمن الثالث وتحديه لمراكز التمرد الرئيسية ضد سلطة الأمير،  نجح الأمير في إخضاع الأراضي الإسبانية لطاعة قرطبة مرة أخرى، ووضع حد للتمرد الداخلي والحد من غزوات الولايات المسيحية في الشمال، لكنه لم يسترد الأراضي التي فقدتها على أيديهم.

جرت الحملة الأولى في عهده بعد شهر من توليه العرش، هزمت قوات الأمير بربر كامبو دي كالاترافا، واستولت على كاراكويل بعد معركة شرسة، وذلك على بعد خمسين كيلومتراً غرب العاصمة، في (1) كانون الثاني (يناير)، دخلها الحاجب بدر(فتحها) دون إراقة الدماء، حتى ذلك الحين كانت المدينة تحت سيطرة عمرو بن حفصون.

في ربيع نفس العام وبعد خمسة وستين يومًا من الاستعدادات الدقيقة، وجه عبد الرحمن الثالث شخصيًا، أول حملة عبر أراضي شرق الأندلس في أبريل، تسمى هذه الحملة “مونتيليون” في جميع السجلات، لأن الهدف الأول منها كان قلعة بهذا الاسم كانت بالقرب من مانتشا ريال، في مقاطعة جيان.

استولى الأمير على هذه القلعة في (27) أبريل، بفضل استسلام قائد القلعة، الذي تلقى عفوًا من الأمير بحال استسلامه، في الوقت نفسه، اضطر إلى إرسال مفرزة من سلاح الفرسان من مارتوس لتحرير مالقة من حصار عمر بن حفصون، أكبر عدو واجه الأسرة الأموية.

دون مقاومة في فنيانة، بعد إشعال النار في ضاحيتها، دفع عبدالرحمن الثالث جنوده للتراجع بشكل مفيد بشرط أن يسلموا حلفاء ببشتر المتمرد المدينة بشكل سلمي كما حرث في نفس المنطقة من غرناطة ومثل ما تم تسليم بازا وتيجولا.

بعد فترة وجيزة، في (25) مايو، توجه الجيش الأموي إلى يوفيليس، في ألبوجاراس في غرناطة، وبعد تدمير حقولها وتدمير جميع مواردها، حاصر القلعة، التي دافعت عن نفسها بشكل فعال، لأنها كانت تحتفظ بالمؤن في داخلها للحالات الطارئة.

بنى عبدالرحمن الثالث منصة حيث نصب مجانيقا كبيرا تقصف القلعة باستمرار بقذائفها الحجرية، بعد خمسة عشر يوما، تمكن سكان القلعة من إنقاذ حياتهم مقابل تسليم الزعماء المسيحيين وحلفاء عمر بن حفصون، حوالي خمسة وخمسين رجل وتم قطع رؤوسهم، ولكن ليس قبل أخذ قلعتين أخريين يعتبران حصنين منيعين، تحقق الهدف من التوغل للقضاء على مناطق المتمردين إلى الشرق من الأراضي التي يسيطر عليها ابن حفصون.

المصدر: ^ يوسف الأمير علي. "عبد الرحمن الناصر". الموسوعة العربية. Retrieved 2012-03-01.^ الذهبي: سير أعلام النبلاء 8/267.^ أ ب Kassis, Hanna (1999). "A glimpse of openness in medieval society: Al-Ḥakam II of Córdoba and his non-Muslim collaborators". In Nagy, Balázs; Sebők, Marcell (eds.). The Man of Many Devices, Who Wandered Full Many Ways (Festschrift in Honor of János M. Bak). Budapest: Central European University Press. p. 162. ISBN 9789639116672.تاريخ الأمم الإسلامية 1-2: الدولة الأموية (1969). محمد الضخري بك. المكتبة التجارية الكبرىفجر الإسلام: يبحث عن الحياة العقلية في صدر الإسلام إلى آخر الدولة الأموية (الطبعة العاشرة سنة 1969).


شارك المقالة: