إبراهيم باشا البرغلي

اقرأ في هذا المقال



المعروف أيضًا باسم Frenk Ibrahim Pasha (“الغربي”)، Makbul Ibrahim Pasha (“المفضل”)، وُلد في برغا في اليونان في عام (1493)، والتي تغيّرت فيما بعد إلى Maktul Ibrahim Pasha (“المنفي”) وذلك بعد إعدامه في قصر توبكابي في(15 مارس في عام 1536)، وتزوّج بامرأتين الأولى محسنة، والثانية السلطانة خديجة أخت السلطان سليمان القانوني ورُزق بولدين شاه محمد وشاه عثمان.

أُصول إبراهيم باشا:


يعود أصل ابراهيم لأبوين مسيحيّين أرثوذكس في برجا، في إبيروس، كان والده إما بحارًا أو صيادًا، في وقت ما بين (1499 و 1502) تمّ القبض عليه في غارة من قبل اسكندر باشا، الحاكم العثماني للبوسنة، ليصبح عبداً، وكان ذو شخصيّة جذّابة ويتمتع بالفطنة والذكاء فتمّ تقريبه من الأمير سليمان ابن سليم الأول، الذي أحبه وجعله صديقًا وهذا هيّأ له الظروف بتلقي الدراسة مع ولي العهد ممّا أكسبه الخبره والعلم والمعرفة وأتقن العديد من اللغات.

منصب إبراهيم باشا


كان أول وزير كبير في الإمبراطوريّة العثمانيّة عينّها السلطان سليمان، وبعدها أصبح هو وسليمان صديقين مقربين في شبابهما، في عام (1523)، عين سليمان إبراهيم كوزير كبير ليحل محل بيري محمد باشا، الذي تمّ تعيينه في عام (1518) من قبل والد سليمان، السلطان السابق سليم، وقد كان من قبل يشغل منصب رئيس الغرفة الخاصة للسلطان، هذه المهمة جعلته مُقربًا للسلطان ولا يُفارقه.

دور إبراهيم باشا في الدولة العثمانيّة:


إبراهيم ظل في منصبه لمدة 13 عامًا، حصل على مستوى من السلطة والنفوذ لا ينافسه سوى حفنة من كبار الوزراء الآخرين في الإمبراطوريّة، وقد أثبت براعته الدبلوماسية والعسكريّة، وقد أوكله السلطان مهمة للقضاء على تمرّد احمد باشا الذي كان واليًا على مصر، وقد مكث هناك سنة كاملة ضبط أمور الدولة حيث قلل الضرائب، واستمع إلى مشاكل الشعب، وعمّر مسجد عمرو بن العاص.
نجح إبراهيم باشا بالعلاقات الدبلوماسيّة مع الغرب المسيحي، واعتبروه سياسيًا مُحنكًا، كما استطاع إقناع شارل الخامس من أجل تحويل المجر بحيث تكون دولة تابعة للدولة العثمانية، كما وأنهى الاتفاق التاريخي مع الملك فرانسيس الأول الذي مُنحت بموجبه فرنسا الكثير من الامتيازات التجاريّة في الأراضي العثمانيّة.
كان إبراهيم باشا قائدًا عسكريّا مِغوارًا، فقد درس منذ صغره الأساليب والخطط العسكريّة، وكان له دور كبير في الانتصارات التي حققها سليمان القانوني، ففي معركة بلغراد قام إبراهيم باشا بنصح السلطان سليمان بأن يعبر الجيش نهر(طونا) المعروف اليوم بنهرالدانوب بدلًا من الطريق البري، وذلك لأن مرورهم عبر الغابات سيسهل على الجيش المجري الفتك بالجيش العثماني بسهوله، وبالفعل تفاجأ المجريون بوصول الجيش العثماني حيث أصبح على أبواب بلغراد ونجحت خطته.

أمًا معركة موهاكس فكان هو من وضع الخطة العسكرية لها، ومن خلالها تمكن الجيش العثماني من الإطاحة بالجيش المجري خلال مدة زمنيّة قصيرة وبعدها تمّ فتح بودابست.

كما وقاد الجيوش العثمانيّة ضد الدولة الصفويّة، وتمكن منهم واستطاع دخول تبريز، وفتح مدينة أريوان وأحتل قلعة وان وبعد ذلك دخل بغداد هو والسلطان سليمان، السلطان سليمان القانوني (360) قلعة، كان ابراهيم باشا قد فتح نصفها.

أمّا في فتح فيينّا، كانت خطة إبراهيم بناء مخازن للذخيرة والطعام على امتداد الطريق وذلك لأن المسافة طويلة، وأن يبدأ بالهجوم نهاية فصل الشتاء، وذلك ليكون الحصار في فصل الربيع حتى يتمكن من فتحها قبل حلول الشتاء، ولكن السلطان لم يستمع لنصيحة إبراهيم باشا، وبذلك فشِل السلطان في فتحها، وكان يأمل ويُخطط للكثير من الفتوحات في أمريكا وإيطاليا لولا وفاته.

إعدام إبراهيم باشا:


يُقال أن إبراهيم باشا قبل إعدامه بعدة سنوات طلب من السلطان تأخير ترقيته حتى لا يُثار الحسد من حوله من قِبل الوزراء وكبار الموظفين، وأقسم السلطان بأنّه لن يسمح لأحد بالوشاية بينهما، ولن يُعرضّه للموت، إلاّ أنّ السلطان حصل على فتوى تُجيز له الحنث بيمينه، وذلك بأنّ يبني مسجد في القسطنطينيّة، وكان ابراهيم باشا على علم بما كان ينوي السلطان فعله به.


تعددت الروايات حول إعدام إبراهيم باشا، وصل إبراهيم باشا إلى أعلى المراتب في الدولة العثمانية، فكان الرجل الثاني بعد السلطان، فقاد الجيوش واتخذ القرارت في بعض الأحيان بنفسه، وتجاوز السلطان، فخشي السلطان سليمان أن يقوم إبراهيم باشا بالانقلاب عليه، وأُتهم بطمعه بعرش المجر، ولكن لم يكُن هناك دليل على ذلك.


لعبت السلطانة روكسالينا زوجة السلطان سليمان وأم السلطان سليم الثاني دورًا ماكرًا في زعزعة ثقة السلطان سليمان بإبراهيم باشا الذي كان سندًا ودعمًا للأمير مصطفى النجل الأكبر للسلطان سليمان القانوني من زوجته الأولى ماه دوران، فاستغلت خطأ إبراهيم باشا عندما وقع بعض القرارات باسم (سر عسكر سلطان) وفسرت له ذلك بأنه يسعى للانقلاب على السلطان، واستخدمت بعض الوزراء في إيصال الكثير من المعلومات الخاطئة عنه ونجحت في ذلك إذ تمّ إعدام إبراهيم باشا ومن بعده الأمير مصطفى، وحققت مبتغاها بأن يكون ابنها سليم الثاني خليفة السلطان سليمان.

أُتّهم إبراهيم باشا بالخيانة وذلك بالتعاون مع دولة النمسا ضد مصالح الدولة العليّة، كانت حمايته لأقربائه اليونانين، وحماية مصالحهم، مأخذًا عليه وقيل أنه استضاف والديه وأخوانه في العاصمة، وذُكر أن والديه اعتنقا الأسلام.

كان لوفاة السلطانة عايشة حفصة سلطان والدة السلطان سليمان، التي تمتعت بالشخصيّة القوية في الدولة العثمانيّة، دورًا كبيرًا في فقد إبراهيم باشا سنده وحمايته، فكانت دائمًا توفر له الحماية، ووفاتها أفقدته هذه الحماية ممّا أدى إلى إعدامه.

وفي عام (1536)، تمّ إعدامه بناء على أوامر سليمان، إذ عُثر عليه مخنوقًا في غرفة نومه بقصر الباب العالي وصادرت الدولة ممتلكاته، عاشت السلطانه خديجة حزنًا عميقًا حيث أدّى إعدام إبراهيم باشا إلى وجود فجوة عميقة بينها وبين أخيها السلطان سليمان القانوني ممّا أدى إلى وفاتها عام (1538) وكانت تبلغ من العمر(42) عامًا وكانت كل هذه الأحداث في خدمة السلطانة روكسالينا وابنها سليم الثاني.

ذُكرت عدة روايات بالنسبة لمكان دفن ابراهيم باشا، فقيل أنه دُفن في برغا مكان ولادته، ورواية أُخرى أنه دُفن في الجزائر أبعد ولاية عثمانيّة حتى لا يتذكره السلطان، وقيل أيضًا في مانيسا أول مكان قابل فيه السلطان.

المصدر: أديمير ، ketevket Süreyya. "Menderes'in Dramı" ، رمزي كيتابيفي ، اسطنبول 1984.إنكار حقوق الإنسان والهوية العرقية: الإغريق في تركيا ، ص. 8.تركيا والغرب: من الحياد إلى الالتزام ، ص. 310.


شارك المقالة: